أكدت مسؤولة برنامج الغذاء العالمي في الأمم المتحدة، سيندي ماكين، أن سكان قطاع غزة يواجهون “مجاعة حقيقية لا يمكن معالجتها بالإسقاطات الجوية المحدودة للمساعدات”.
وفي تصريحات صدرت ضمن تقرير رسمي للبرنامج، أوضحت ماكين أن آليات الإغاثة الحالية “غير كافية ولا تواكب حجم الأزمة المتفاقمة”، مشيرة إلى أن القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية البرية تزيد من تعقيد الوضع وتمنع وصول المواد الغذائية الأساسية إلى العائلات الأشد ضعفًا، لا سيما في شمال القطاع.
وفي السياق ذاته، أفادت منظمة “أطباء بلا حدود” أن أكثر من 350 طفلًا قضوا جوعًا أو بسبب سوء التغذية منذ اندلاع الحرب، بينهم رضع حديثو الولادة لم يتمكنوا من الحصول على الحليب أو الرعاية الصحية الأولية. ووصفت المنظمة ما يحدث بأنه “انهيار تام للمنظومة الإنسانية”،
محذرة من أن استمرار النزاع دون تدخل عاجل سيؤدي إلى أعداد أكبر من الضحايا، خاصة من الأطفال والمرضى.
أما مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، فقد أطلق تحذيرًا شديد اللهجة، مؤكدًا أن “الفشل في فرض هدنة فورية يعادل المشاركة في الإبادة الجماعية”. وفي بيان نُشر على موقع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)،
دعا غريفيثس المجتمع الدولي إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن، مع توفير ممرات دائمة للفرق الطبية وفرق الإغاثة.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على الأطراف المعنية بالنزاع لوقف القتال، في ظل الانهيار الشامل للمنظومة الصحية ونقص الغذاء والماء والدواء، وتفاقم معاناة المدنيين العالقين تحت الحصار والنيران.