في مقابلة إعلامية أثارت جدلًا واسعًا، شنّ الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية، هجومًا حادًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفًا إياه بـ”الإرهابي” الذي يجب أن يُطرد من منصبه.
ومؤكدًا أن فكرة “إسرائيل الكبرى” التي يروج لها الأخير مستحيلة التحقيق في ظل الظروف الراهنة.
وخلال حديثه لقناة CNN، شدد الفيصل على أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل في الوقت الحالي أمر غير وارد، متسائلًا باستنكار: “كيف يمكن لأحد أن يتوقع ذلك ونحن نشاهد ما يحدث في غزة؟”.
وأوضح أن الحرب الدائرة هناك، والتصريحات الإسرائيلية المستفزة، تجعل أي خطوة نحو التطبيع بمثابة خيانة لحقوق الفلسطينيين وقضيتهم العادلة.
وأشار الأمير السعودي إلى أن مشروع “إسرائيل الكبرى” ليس سوى وهم سياسي يعكس أطماع التوسع الإقليمي.
محذرًا من أن مثل هذه الأفكار لن تؤدي إلا إلى إشعال مزيد من الصراعات وعدم الاستقرار في المنطقة. وأضاف أن تحقيق السلام العادل والشامل يجب أن يسبق أي حديث عن علاقات طبيعية أو تعاون سياسي واقتصادي.
تصريحات الفيصل تزامنت مع تصاعد حدة الحرب على غزة وتزايد أعداد الضحايا المدنيين، ما أضفى على كلماته بعدًا إنسانيًا وسياسيًا لافتًا، وأشعل تفاعلًا واسعًا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون انعكاسًا لموقف عربي رافض لسياسات إسرائيل الحالية وأطماعها التوسعية.
يرى محللون سياسيون أن تصريحات الفيصل تمثل إعادة تأكيد على الموقف التقليدي للمملكة في دعم القضية الفلسطينية، وتربط بشكل واضح أي مسار للتطبيع بوقف الحرب وبدء عملية سلام شاملة.
وأوضح خبراء في الشؤون الإقليمية أن الرسالة موجهة بشكل غير مباشر إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، لتذكيرهما بأن الحقوق الفلسطينية ليست ورقة قابلة للتجاوز في أي اتفاقات مستقبلية. بحب (الجزيرة نت، صحيفة الشرق الأوسط)
على الصعيد الإقليمي، اعتبر باحثون أن خطاب الفيصل يرفع سقف الموقف العربي ويحرج بعض الأطراف التي تتحرك في اتجاه خطوات منفردة للتطبيع.
كما أشار محللون في الصحافة الإسرائيلية إلى أن وصف نتنياهو بـ”الإرهابي” يُعد من أكثر التصريحات حدة التي تصدر عن شخصية سعودية بارزة، وقد يعقّد جهود واشنطن في دفع المفاوضات بين الرياض وتل أبيب. وفق(هآرتس، يديعوت أحرونوت)
أما على منصات التواصل الاجتماعي، فقد لقيت تصريحات الأمير تفاعلًا واسعًا؛ إذ رحّب مؤيدون بموقفه “الصريح والمباشر”، فيما رأى آخرون أن مثل هذا الخطاب يجب أن يصدر عن مسؤولين في مواقع صنع القرار داخل الحكومة.
وفي الأوساط البحثية العربية، نُظر إلى إثارته لمفهوم “إسرائيل الكبرى” على أنه تحذير استراتيجي من مشاريع توسعية تهدد الأمن الإقليمي وتفتح الباب أمام صراعات طويلة الأمد. وفق( مراكز أبحاث عربية، تعليقات الجمهور عبر فيسبوك وتويتر).