الجمعة يونيو 28, 2024
الأخبار سلايدر

الأنظمة الملكية تكره ثورات الجمهوريات.. وهذا دليل تورط الإمارات في السودان

خاص: الأمة| اتهم السفير السوداني في الأمم المتحدة الإمارات صراحة بالتورط في دعم “قوات الدعم السريع”، وزيادة معاناة الشعب السوداني، فلما إذا لم يدنها مجلس الأمن؟ ولما لم يعلن أسماء الدول المتورطة في دعم المتمردين؟

وحول ذلك يقول الباحث في الشؤون الإفريقية، محمد تورشين، إنه من حيث قناعتي الشخصية، فإن الإمارات وكل الدول التي تمتلك أنظمة ملكية من حيث المبدأ فهي ضد أي تغيير أو أي ثورة سواء في السودان أو أي من دول المنطقة، ولذا فهي ترعى وتدعم كل الثورات المضادة، وقد لاحظنا ذلك في كل الدول التي اندلعت فيها ثورات سواء كانت ثورات الربيع العربي أو قبلها أو بعدها.

وأردف تورشين، أن تلك الدول كانت تعمل بشكل مباشر وصريح لإجهاض فكرة الثورة لأن نجاح أي ثورة في أي بلد ذات تأثير، فإن من شأنها أن تسبب تهديدًا لأمنها واستقرارها، حيث أن نجاح هذا البلد الذي حدثت فيه ثورة ستكون مصدر إلهام للشعوب في الدول الخليجية، ما يمكن أن يغير النظام فيها وتحويلها إلى دول ملكية دستورية، وهذا ظهر جليًا من خلال التورطت الإماراتي وغيرها من دول الخليج التي وبحسب معلوماتي متورطة هي الأخرى في دعم ” قوات الدعم السريع”؛ لكن لم يحن وقت الحديث عنها الآن.

وأشار الباحث في الشؤون الإفريقية، إلى أنه وفي تقديره أن تورط الإمارات ظاهر في السودان، وهي التي هندست الأوضاع الحالية بشكل مباشر، بمعنى أن السودان في ظل النظام البائد عمر البشير، كان يمتلك علاقات دبلوماسية وعسكرية وسياسية مع إيران؛ لكن عقب انفصال دولة جنوب السودان، ظل البلد يعاني اقتصاديًا، وتمثلت المشكلات الاقتصادية التي عانتها السودان في فقد الثروة النفطية الكبيرة في جنوب السودان، وبالتالي بإيعاز من الإمارات تم التواصل مع نظام عمر البشير، وتم تقديم عرض له، بأن انخراطه في محور المشاركة في “عاصفة الحزم” التي تشكلت أيضا لوأد الثورة اليمنية يشكل مخرجًا للنظام للخروج من العزلة الدولية فشارك النظام بشكل جاد، وعندئذ تدخلت الإمارات وتوغلت لتتحكم وتؤثر أكثر في القرار السوداني مستغلة ذلك الخلاف الفكري الذي كان موجودًا بين أركان الحكم، كالحركة الإسلامية ومجموعات عمر البشير وطه عثمان الحسين، الذي كان مديرًا لمكاتب الرئيس ومهندس كل هذه العمليات.

ومن هنا بدأ التواصل الإماراتي مع الدعم السريع باعتبارها قوة مشاركة في عاصفة الحزم بشكل منفرد، وأصبح السودان يتعامل مع الدعم السريع خارج الإطار الرسمي، وبالتالي هنا التأثير بدأ بشكل مباشر.

وكشف تورشين عن جزئية أخرى أيضًا، وهي أن كل الذهب الذي يتم تصديره في السودان لا يذهب للدول المستوردة، وإنما إلى الإمارات ومنها إلى تلك الدول، وهذا عنصر مهم جدًا لتوغل الإمارات في السودان.

وأضاف أن المسألة الأخرى هي مسألة الموارد، فالإمارات بحاجة مستمرة إلى الموارد، والموارد هذه مرتبطة بالذهب، والأهم من ذلك الموانيء البحرية، حيث حرص الإمارات الدائم على الحصول على موانيء سواء في مصر أو في جيبوتي أو اليمن أو في إريتريا وكذلك في السودان؛ لأن وجود موانيء متطورة في هذه البلدان وذات مواصفات عالمية سيساعد كثيرًا الاقتصاد الإماراتي والذي يعتمد بشكل كبير على جبل علي والذي يمثل مصدرًا هامًا للدخل في الإمارات.

وحول ما يقلق الإمارات أوضح محمد تورشين، أن عناصر من الجيش السوداني تتبع فكر الحركة الإسلامية، ولذا فهي تهدف مقاومة ذلك؛ لكن الحقيقة في تقديري والتصور الخفي هو انهيار الجيش السوداني وانهيار السودان لتكون الدولة السودانية دولة مفككة حتى تحقق الإمارات البعد الاقتصادي المرتبط بالذهب والموانيء، وكذلك إجهاض أي مشروع تغيير في السودان لتكون الإمارات والأنظمة الخليجية في مأمن، وهذا ما جعل الإمارات تتورط بشكل مباشر وتدعم “الدعم السريع” منذ فترة طويلة، والإمارات وكيلة لأطراف خليجية أخرى في هذا الدعم.

Please follow and like us:
Avatar
صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب