الأمة الثقافية

الإسكندرية عاصمة العالم القديم وجماليات رواية ما بعد الحداثة في العدد الجديد من مجلة “مصر المحروسة”

 

يصدر اليوم الثلاثاء العدد الأسبوعي الجديد رقم 279 من مجلة “مصر المحروسة” الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ورئيس التحرير د. هويدا صالح.

يتضمن العدد مجموعة من الموضوعات الثقافية المتنوعة، المقدمة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، والإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية برئاسة د. إسلام زكي.

في مقال رئيس التحرير تكتب الدكتورة هويدا صالح عن “جماليات رواية ما بعد الحداثة وأساليبها السردية”، حيث تمثل الرواية ما بعد الحداثية، وخاصة في الأدب الأمريكي، ظاهرة معقدة ومتعددة الأبعاد. وتتمثل جمالياتها -الساخرة، المتفككة، التناصية، والواعية بذاتها- في محاكاة لحالة ثقافية مشبعة بالشك والتشظي وهيمنة الإعلام. وتُقوّض أساليبها السردية مفاهيم المؤلف، والواقع، والزمن، داعية القارئ إلى خوض تجربة نصيّة غنية ومربكة في آن، وبدلًا من أن تكون مجرّد لعب لغوي أو إنكار للمعنى، فإن الرواية ما بعد الحداثية تمثل فضاءً خصبًا للتفكير الفلسفي والنقد الثقافي، ومع استمرار القرن الحادي والعشرين في مواجهة التكنولوجيا والأزمات والهوية، تظل إرث ما بعد الحداثة حاضرًا لا بوصفه شكلًا ثابتًا، بل كطريقة كتابة واعية بتناقضات الحياة المعاصرة.

وفي باب “كتاب مصر المحروسة” تقدم الدكتور فايزة حلمي عدة نصائح علمية لتجنب الشعور بالوحدة، فأحيانا يبدو أنه لا يوجد أحد من أجلك عندما تريد مشاركة شيء ما، وأنت بحاجة إلى اهتمام ولديك شعور بأنك لا تتلقى ذلك، لا أحد يهتم بما تفعله وأين أنت ذاهب، أنت فقط تعيش حياتك وتتبع روتينها، ورغم مصاحبة الناس طوال الوقت والذهاب إلى حفلة كل يوم، ومع ذلك تشعر بالوحدة، أنت تؤمن بحقيقة أن الجميع لا يهتمون بك ولا باهتماماتك، لِذا تجد صعوبة في كشف حقيقتك لشخص ما لأنك تفكر سلبًا في نفسك، فهكذا عندما تشعر بالوحدة لا تشعر بالأمان أو القبول في هذا العالم، يمكن أن يكون لديك انطباع بأن لا أحد يراك أو لا أحد يهتم بك وبمشاعرك.

وفي باب “ملفات وقضايا” يكتب الدكتور حسن العاصي عن “سردية أسطورة الصمود الفلسطيني”، حيث يحمل الصمود أو ما يمكن ترجمته حرفيا بـ “الثبات” ـ بصفته مفهوما وطنيا فلسطينيا ـ معنى العزيمة القوية، والإصرار على البقاء في الوطن والتمسك بالأرض، ويُرجّح أن الصمود كان جزءًا من الوعي الفلسطيني الجماعي بالنضال من أجل الأرض والتشبث بها، يعود تاريخه على الأقل إلى عهد الانتداب البريطاني، إلا أن الصمود، كرمز وطني استخدم في ستينيات القرن الماضي. وأصبح جزءًا من إحياء الوعي الوطني الفلسطيني، وكان الحاضر الأكبر حين تغيرت الأدوات من النضال المسلح إلى المقاومة اللاعنفية.

وفي باب “آثار” يكتب الدكتور حسين عبد البصير عن “الإسكندرية عاصمة مصر والعالم القديم”، فلم تكن الإسكندرية مجرد مدينة على ساحل المتوسط، بل كانت قلب مصر النابض وعاصمتها لحوالي ألف عام، وتحديدًا منذ تأسيسها عام 332 قبل الميلاد على يد الإسكندر الأكبر، وحتى دخول العرب إلى مصر عام 641 ميلادية، وفي تلك القرون، لم تلمع الإسكندرية كعاصمة فقط، بل تألقت كمركز للعلم، والثقافة، والسياسة، والتجارة، والفكر الإنساني.

وفي باب “كتب ومجلات” يقدم عاطف محمد عبد المجيد، عرضا لكتاب “هيكل وتوفيق الحكيم..أزمة المثقف المصري”، من تأليف إبراهيم عبد العزيز، وفيه يحكي عن الصعوبات التي تعرض لها في بداية مشواره الصحفي، ذاكرًا أن الحوار مع الكبار كان منذ البداية هو العنوان الذي خطه طوال رحلته الصحفية، وأن الدرس الذي يريد أن يستخلصه من حكايته مع الأستاذ هيكل، ومع آخرين لم يكن يحلم أن يجلس إليهم ويتحاور معهم، هو أنه على كل شخص في بداية تحقيق طموحه ألا ييأس أبدًا مهما غلقت الأبواب في وجهه وأن يحاول كثيرًا كالنمل لا يعيقه شيء عن الوصول إلى هدفه، ولذلك حاول الكاتب أن يبدأ حياته الصحفية بالحديث مع الكبار بدءًا من توفيق الحكيم وحتى الشخصيات التي كان من المستحيل مقابلتها، حتى أنه طلب مقابلة الرئيس الراحل مبارك.

وفي باب “خواطر وآراء” تواصل الكاتبة أمل زيادة رحلتها إلى “الكوكب التاني”، حيث تطرح قضايا اجتماعية يومية تناقش فيها القارئ الذي تطلب منه في بداية كل مقال أن يرافقها إلى كوكب آخر، هروبا من مأساوية الواقع، وتضع حلولا متخيلة لما تناقشه من قضايا.

وفي الباب ذاته تواصل الكاتبة شيماء عبد الناصر حارس، مقالاتها “كي تفهم نفسك.. اكتب”، وتوضح في هذه الحلقة أهمية الكتابة الذاتية للفرد العادي، وللمبدع بصفة خاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى