يسعى الاتحاد الأفريقي إلى إنشاء السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء (AfSEM)، وهي مبادرة طموحة تهدف إلى ربط البنية التحتية للطاقة في 55 دولة أفريقية، لتشكيل أكبر سوق كهرباء في العالم تخدم أكثر من 1.3 مليار نسمة. تندرج هذه المبادرة ضمن رؤية الاتحاد الأفريقي لتحقيق التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي عبر القارة، مستفيدة من اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA). يستعرض هذا التقرير أهداف المبادرة، التقدم المحرز، التحديات، والتوقعات المستقبلية، مع الالتزام بمعايير الصحافة المهنية والتحقق من المصادر.
تم إطلاق السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء رسميًا في 3 يونيو 2021، بدعم من الاتحاد الأوروبي من خلال منشأة المساعدة الفنية العالمية (EU TAF). تهدف المبادرة إلى تحقيق الوصول الشامل للكهرباء بحلول عام 2030، مع التركيز على تعزيز التجارة الكهربائية عبر الحدود، تحسين كفاءة الطاقة، والاستفادة من الموارد المتجددة الوفيرة في أفريقيا، مثل الطاقة الشمسية، الهيدروجينية، والريحية.
وفقًا لوكالة التنمية التابعة للاتحاد الأفريقي (AUDA-NEPAD)، فإن حوالي 600 مليون أفريقي لا يزالون بدون وصول موثوق للكهرباء، مما يجعل هذه المبادرة خطوة حاسمة للقضاء على فقر الطاقة ودعم التنمية الاقتصادية.
توفير طاقة مستدامة وبأسعار معقولة: ضمان وصول الكهرباء إلى الأسر، الشركات، والصناعات بتكلفة تنافسية.
تعزيز التكامل الاقتصادي: ربط أسواق الكهرباء الإقليمية لتسهيل التجارة عبر الحدود.
الاستفادة من الطاقة المتجددة: تعزيز استخدام الموارد المتجددة لتلبية الطلب المتزايد.
القضاء على فقر الطاقة: تحقيق الوصول الشامل للكهرباء بحلول 2030، تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة.
إطلاق AfSEM في 2021: اعتمدت قمة الاتحاد الأفريقي الـ34 في فبراير 2021 وثيقة سياسة AfSEM وخارطة الطريق، مع تحديد هدف التشغيل الكامل بحلول 2040.
الخطة الرئيسية لنظام الطاقة القاري (CMP): في سبتمبر 2023، اعتمد وزراء الطاقة الأفارقة وثائق دعم AfSEM وCMP، مما يعزز التنسيق بين تجمعات الطاقة الإقليمية الخمسة (SAPP، WAPP، EAPP، CAPP، COMELEC).
تدشين مقر AFREC: في يونيو 2025، أشرف وزير الطاقة والمناجم الجزائري ومفوضة الاتحاد الأفريقي للبنية التحتية والطاقة على تدشين المقر الرسمي للجنة الأفريقية للطاقة (AFREC) في الجزائر، مما يعكس التزام القارة بتطوير قطاع الطاقة.
التعاون مع سونلغاز: في نفس الشهر، ناقش الرئيس التنفيذي لشركة سونلغاز الجزائرية مع وفد من الاتحاد الأفريقي سبل دعم ربط الدول الأفريقية بالطاقة الكهربائية.
مشاريع الطاقة المتجددة: شهدت أفريقيا تقدمًا في مشاريع مثل محطة نور الشمسية في المغرب، وتحسينات الشبكة الذكية في نيجيريا، وتوسيع التجارة الكهربائية عبر تجمعات الطاقة الإقليمية.
التمويل: تتطلب AfSEM استثمارات بقيمة 1.3 تريليون دولار بحلول 2040 لتوسيع القدرة التوليدية من 266 جيجاوات إلى 1218 جيجاوات.
التنسيق التنظيمي: توحيد الأطر التنظيمية بين 55 دولة يواجه تعقيدات بسبب الاختلافات السياسية والاقتصادية.
البنية التحتية: بناء خطوط نقل عابرة للحدود وتحديث الشبكات القائمة يتطلب جهودًا ضخمة.
التكامل الإقليمي: العديد من الأسواق الوطنية تعتمد على الاتفاقيات الثنائية، مما يعيق التكامل العميق.
تعزيز الشراكات: زيادة التعاون بين القطاعين العام والخاص لجذب الاستثمارات.
توسيع الطاقة المتجددة: التركيز على مشاريع الطاقة الشمسية والهيدروجينية لتلبية الطلب المتزايد.
تسريع التنفيذ: تكثيف الجهود لربط تجمعات الطاقة الإقليمية وتطوير البنية التحتية.
تمثل السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء خطوة استراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا. على الرغم من التحديات، فإن التقدم المحرز في التنسيق الإقليمي وتطوير البنية التحتية يعزز التفاؤل بمستقبل الطاقة في القارة. من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة وتوحيد الأطر التنظيمية، يمكن لأفريقيا أن تحقق طموحها في بناء سوق كهرباء موحدة تدعم الاقتصاد والمجتمعات.