تقاريرسلايدر

الاحتلال يواصل نهب ما تبقي من اراضي الضفة لتقويض حلم “الدولة الفلسطينية”

إسرائيل تسعي لإقامة 18 مدينة و منطقة صناعية..

الأمة:   أكد عدد من المراقبين والمحللين أن خطة الاستيطان التي أعلنت عنها حكومة الاحتلال والمجموعات الاستيطانية في الضفة الغربية تهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض،

من خلال السيطرة على ما تبقى من أراضي الفلسطينيين، وخنق الضفة الغربية، والقضاء على إمكانية قيام دولة فلسطينية في أي تسوية سياسية مستقبلية.

وقال الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي ياسر مناع إن هذه الخطة “لا تمثل تطورًا مفاجئًا أو خروجًا عن السياق، بل هي استمرار مباشر لمشروع استعماري طويل الأمد تنفذه إسرائيل منذ عقود،

يهدف إلى فرض سيطرة كاملة على الضفة الغربية، خصوصًا في المناطق (C وB)، التي تشكّل نحو 80 بالمئة من مساحة الضفة وتخضع بدرجات متفاوتة للسيطرة الإسرائيلية وفقًا لاتفاقية أوسلو”.

وأضاف مناع، في تصريح لـ” وكالة قدس برس”، أن الخطة الاستيطانية تمثل “فصلًا جديدًا في مخطط استراتيجي واضح المعالم، يسعى إلى تفتيت الجغرافيا الفلسطينية، وعزل المدن والقرى عن بعضها البعض،

من خلال إنشاء شبكات طرق استيطانية، ومناطق صناعية، ومستوطنات ممتدة تُبنى بعناية بهدف تقويض التواصل الجغرافي والديموغرافي بين المناطق الفلسطينية”.

وأشار مناع إلى أن الخطة تهدف أيضًا إلى تكريس السيطرة الإسرائيلية على المرتفعات والمناطق الأثرية بذريعة اعتبارات أمنية أو دينية، “إلا أن الحقيقة أنها جزء من هندسة استعمارية تسعى لإعادة رسم المشهد المكاني في الضفة، بما يجعل من قيام دولة فلسطينية أمرًا مستحيلًا من الناحية العملية”.

وشدد مناع على أن السيطرة على قمم الجبال والمواقع التاريخية، وإنشاء الطرق الالتفافية، ليست مجرد إجراءات عسكرية، بل أدوات للهيمنة تندرج ضمن سياسة “فرض الوقائع” التي تنتهجها إسرائيل ميدانيًا.

وفي السياق ذاته، أكد الكاتب والمحلل السياسي مروان قبلاني أن هذه المخططات الاستيطانية “تسير وفق رؤية ممنهجة تهدف إلى فصل المدن والقرى الفلسطينية عن محيطها، وجعل إقامة دولة فلسطينية أمرًا مستحيلًا، في ظل وجود المستوطنات التي حولت الضفة الغربية إلى أرخبيل من الجزر المتناثرة”.

وربط قبلاني نجاح المشروع الاستيطاني في شمال الضفة الغربية بالحملة العسكرية الشرسة التي شنتها قوات الاحتلال على مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم، والتي شملت تهجير السكان وتدمير البنى التحتية،

إلى جانب الحرب التي شنتها على فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي كانت في السابق قد عطلت تنفيذ هذا المشروع ودفعت به إلى الانكفاء عن محافظة جنين.

و أعلن كل من وزير البناء والإسكان في حكومة الاحتلال، إسحاق جولدكنوبف، ورئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة، يوسي دغان، أمس الجمعة، عن تخصيص ميزانية قدرها 30 مليون شيكل للشروع في تنفيذ مخططات إقامة 13 مدينة جديدة و5 مناطق صناعية في شمال الضفة،

وذلك ضمن إطار الخطة الإسرائيلية التي تطلق عليها “مليون يهودي في السامرة”، التي أعدها مجلس مستوطنات شمال الضفة قبل نحو عام.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن وزارة البناء والإسكان، وبدعم من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ستتولى إعداد ميزانية التخطيط اللازمة لتنفيذ المشروع.

يُذكر أن خطة “مليون يهودي في السامرة” يقودها يوسي دغان، رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة، وتم إعدادها من قبل خبراء ومتخصصين من داخل المجلس وخارجه، من بينهم مهندسون، ومعماريون، وجغرافيون، ومستشارون.

وقد أعد هؤلاء خطة مهنية وعملية تهدف إلى إيصال عدد سكان المستوطنات الإسرائيلية في شمال الضفة إلى مليون نسمة بحلول عام 2025.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى