الخميس يوليو 4, 2024
تقارير

الانتخابات الرئاسية الإيرانية: هذا هو مأزق خامنئي الكبير وخياره الوحيد

ستجرى الانتخابات الرئاسية للنظام الإيراني في 28 يونيه المقبل وسط إجماع من كافة المراقبين وقطاعات كاسحة من الشعب الإيراني والمجتمع الدولي أن  جميع المرشحين الستة هم ايادي خامنئي والمجرمون التابعون له، وجميعهم كانوا مسئولين عن مذابح وجرائم  هذا النظام في الماضي والحاضر، لذلك، فإن وصفهم بأنهم “الكلب الأصفر هو شقيق ابن آوى”، يشير إلى أنهم لا يختلفون عن بعضهم البعض في كونهم مجرمين.

ولم تنطل علي الرأي العام في الداخل والخارج مهزلة الترويج لرواية أن هناك أصوليين وإصلاحيين، وأن أحد المرشحين إصلاحي والبقية أصوليون، هو محاولة من خامنئي لضخ الدماء في عروق الانتخابات والزعم بوجود معركة حقيقية وهو ما لم يحظ بأي مصداقية  لأن هذا المرشح الإصلاحي المزعوم قد أكد منذ اليوم الأول أنه تابع لخامنئي باستخدامه عبارة أنا معدن منصهر فيه..

لا ينسي كافة المراقبين  أنه في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية للنظام، التي جرت قبل شهرين، شارك 3٪ فقط من الناخبين المؤهلين، وفقا لمسؤولي النظام.

مما لا شك فيه أن مقاطعة الشعب الإيراني للانتخابات الرئاسية للنظام هذه المرة ستكون أوسع بكثير من ذي قبل، وستسدد ضربة قاضية لنظام الملالي بعد  انكشاف  لعبة الأصوليين والإصلاحيين بالكامل في نظر الشعب الإيراني في انتفاضة الشعب عام 2017 حين رفع شعار “أيها الإصلاحي الأصولي انتهت اللعبة”.

لكن هذه المرة، فإن موضوع الانتخابات الرئاسية للنظام يتجاوز مجرد كونه تعيين رئيس دمية، الموضوع الرئيسي هو مسألة خلافة خامنئي. القضية الرئيسية هي حسم موضوع خليفة خامنئي من أجل الحفاظ على النظام، وستتمحور قضية الانتخابات الرئاسية للنظام حول هذا الأساس بل أنها ستكون محل إجماع من كافة المرشحين ولن يصل لسدة الرئاسة إلا المرشح الذي يضمن انتقالا سلسا لخلافة خامنئي تضمنها انتخابات معلولة وصناديق كاذبة خاطئة ..

من خلال هذه الانتخابات،  يسعى خامنئي إلى العثور على رئيس يمكنه من خلاله تأمين خليفته المنشود،  وإلا فإن الفصائل المختلفة داخل النظام ستقاتل بعضها البعض مثل الذئاب مما يؤدي إلى تمزيق نظامه.

وهناوفقا لكثير من المراقبين  يكمن مأزق خامنئي فمن ناحية، يريد خامنئي تعيين شخص مطيع له تماما مثل إبراهيم رئيسي لضمان خليفته المنشود، ولكن من ناحية أخرى، لا يمكن لهؤلاء المرشحين الستة، رغم كونهم مجرمين ومعادين للشعب، أن يكونوا مطيعين تماما لخامنئي مثل رئيسي.  كان إبراهيم رئيسي يحمل على عاتقه مسؤولية مجزرة عام 1988 وكان ضمانًا لولائه، مما جعله شريكا مخلصا لخامنئي.

ويمثل الانتقال السلس للسلطة بعد خامنئي  المأزق الرئيسي لما يسمي المرشد ، والآن “كأس السم الذي يمثله مصرع إبراهيم رئيسي يجتاح بيت النظام كبيت العنكبوت،  وستظهر آثاره في النظام، ولن يتمكن خامنئي من إنقاذ نظامه من خلال إثارة الحروب في المنطقة.

لذلك، مهما كانت نتيجة هذه الانتخابات، فإن خامنئي سيخرج منها بلا شك أضعف وأكثر هشاشة، لن يكون خامنئي قادرا على الإطلاق على سد الفجوة في قمة الحكومة، ونتيجة لهذه الفجوة هي عدم قدرته خامنئي على تحديد المصير النهائي لخليفته، على العكس، ستتفاقم الصراعات بين الفصائل المختلفة للنظام أكثر مع مرور الوقت.

ووفقا للمهتمين بالشأن الإيراني قد تكون النتيجة الحتمية لمثل هذا الصدع في قمة النظام هي خلق أكبر مساحة ممكنة للشعب الإيراني لانتفاضات شعبية واسعة النطاق لإسقاط نظام الملالي، خاصة وأن المقاومة المنظمة للشعب الإيراني تعمل بشكل متزايد على شكل وحدات المقاومة لتحريك القوى الشعبية لإسقاط نظام الملالي، وهذا هو الكابوس الذي يخشاه خامنئي كثيرا.

وفي هذا السياق كثف خامنئي ونظامه المجرم  كافة محاولات الشيطنة والتآمر ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية

وهو ما ظهر جليا في زيادة حدة  مؤامراته عشية التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية والمظاهرات الكبيرة للإيرانيين في ألمانيا في 29 يونيو. لكن كما هو الحال دائما، لن تجدي هذه الحيل نفعا خصوصا أن ما سيواجهه خامنئي هو نتيجة حتمية وديناميكية للديكتاتورية وإثارة الحروب في المنطقة.

ويري معارضو النظام الإيراني إن إثارة خامنئي للحروب في المنطقة لم تنقذ نظامه، بل تحولت إلى مستنقع بالنسبة له في هذه الحالة، فإن أي نوع من التنازل لهذا النظام والرضوخ لابتزازاته هو مجرد إطعام التمساح.

ومن هنا جاءت الدعوة التي واجهتها المعارضة الوطنية الإيرانية لكل  من يريد السلام والهدوء والتقدم في هذه المنطقة من العالم لدعم  رغبة الشعب الإيراني في إسقاط النظام وحق الشعب الإيراني في محاربة الحرس الوحشي لخامنئي، الذي يعد السبب الرئيسي لعمليات القتل في إيران وفي المنطقة.

 

 

 

 

 

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب