استقبل طلاب كلية الطب في «جامعة النيلين» بعضهم بالأحضان والدموع، ووزعوا الحلوى ابتهاجاً بأول يوم لعودتهم إلى قاعات الدراسة بعد أكثر من عامين من التوقف بسبب الحرب. العشرات منهم توافدوا منذ الصباح الباكر… يصافحون بعضهم بحرارة، ويهنئون أنفسهم بهذا اليوم الذي انتظروه طويلاً.
وتفاجأ الطلاب بزيارة رئيس «مجلس السيادة»، القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وهي الأولى لجامعة في وسط مركز العاصمة السودانية الخرطوم تفتح أبوابها لعودة الطلاب لمواصلة دراستهم، في إطار الخطة التي ابتدرتها الحكومة لعودة تدريجية لتطبيع الحياة.
في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح الخميس الماضي، بدأت أول محاضرة في كلية الطب، رغم أن قاعات الدراسة لا توجد بها كهرباء، لكن طلاباً قالوا لـ«الشرق الأوسط»، إنهم يتفهمون هذا الأمر، وهو لا ينفصل عن الوضع في البلاد بشكل عام بعد الحرب، على أمل أن يتم استعادتها قريباً.
وقال مدير «جامعة النيلين»، البروفسور الهادي آدم، لـ«الشرق الأوسط»، إن الجامعة تضم أكثر من 105 آلاف طالب وطالبة، موضحاً أنها أولى الجامعات التي استأنفت الدراسة في العاصمة الخرطوم، وذلك تنفيذاً لتوجيهات رئيس الوزراء ووزارة التعليم العالي.
وأضاف أن الطلاب والطالبات عادوا متحمسين للجامعة بعد انقطاع دام عامين. وأشار إلى أنه في الأسبوع الماضي، استطاعت الجامعة إجراء امتحانات طلاب كلية الدراسات الاقتصادية.
وقدر آدم خسائر الجامعة جراء الحرب بمبلغ 200 مليون دولار.
قال رئيس لجنة إعادة إعمار كلية الطب، البروفسور أحمد بولاد: «بذلنا كل ما في وسعنا لإعادة الطلاب إلى مقاعد الدراسة مرة أخرى بعد انقطاع طويل».
وأضاف أن عدد الطلاب الذين انتظموا في الدراسة أكثر من 1000 طالب وطالبة، وبعودتهم ستعود الحياة لوسط الخرطوم.
وتمت استعادة النشاط التجاري وحركة المواصلات في الطرق المؤدية إلى «جامعة النيلين»، وتم فتح بعض الطرق التي كانت مغلقة خلال الفترة الماضية.