
عن عُمرٍ يناهز الـ 95 عامًا، رحلَ المستعرب البريطاني المسلم دنيس جونسون ديفز (عبد الودود)، بعد سجلٍّ حافلٍ من العطاء في اللغة العربية والترجمة منها وإليها،
– ترجمَ البريطاني المسلم (عبد الودود) القرآن الكريم، ومئات الأحاديث النبوية، والكثير من أعمال وروايات نجيب محفوظ، وعشرات القصص القصيرة العربية، وله مجموعة كُتُب باللغة الإنجليزية عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)
– وُلِدَ (دنيس جونسون ديفز) في كندا عام 1922م، وعاش فترة من طفولته في القاهرة، ووادي حلفا بالسودان، وعادت أسرته لبريطانيا وعمره 12 عاما، وظلَّ عاشقا لصوت الأذان واللغة العربية،
– كان حبه للعرب والعادات والتقاليد العربية دافعا له لدراسة اللغة العربية مبكرا، حتى أصبح يجيدها أفضل من بعض أهلها.
– التحق في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين بجامعة كمبردج لدراسة اللغة العربية، لكن المستوى الدراسي للغة العربية بتلك الجامعة لم يلبّي طموحه.
– عملَ في الفترة من 1941م، عام حتى 1945م، في هيئة الإذاعة البريطانية، وأصبحت لديه صداقات وطيدة بالعرب العاملين بها، وكان لا يتكلم معهم إلا باللغة العربية.
– في عام 1945م، عملَ مترجمًا في المجلس البريطاني بالقاهرة، فكان ذلك أول صلة فعلية بينه وبين العالم العربي وآدابه، حيث تعرَّفَ في القاهرة على عددٍ من الأدباء العرب، وارتاد مجالسهم وندواتهم، وخلال فترة وجوده في القاهرة عمل أستاذًا للغة الإنجليزية في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، لكنه لم يستمر طويلًا بها حيث استقال منها عام 1949م.
– يعتبر دنيس (عبد الودود) أحد أهم المترجمين الذين قـدّموا الأدب العربي إلى القاريء الغربي، وقد وصل ما ترجمه من الأدب العربي للإنجليزية، أكثر من ثلاثين مجلدًا، احتوت الكثير من الإبداعات القصصية والروائية العربية،
– قال عنه نجيب محفوظ : (دنيس جونسون ديفز هو رائد الترجمة من العربية إلى الإنجليزية)
– كان المترجم “دينيس جونسون ديفيز”، يرفض بأن يقال عنه: المُستشرِق، ويؤكد: إننا نعيش في عالم واحد، بعيدا عن فكرة الشرق والغرب، وأنا عشتُ حياتي في مصر والدول العربية، مع العلم أني بريطاني مولود في كندا، وأنا الآن مسلم، واسمي: “عبد الودود”
(جاء هذا خلال محاضرته: «كيف أمكنَ ذلك» في المركز الثقافي بـ “أبوظبي” بتاريخ 27 ديسمبر 2010م)
– مات البريطاني عبد الودود ودُفنَ بمقابر المسلمين بمحافظة الفيوم المصرية، (حسب وصيته) بجوار أرضه التي اشتراها وزرعها وعاش فيها وأمضى أجمل أيام عمره.
………..
يسري الخطيب