يُعَدُّ البصل من أقدم النباتات الطبية والغذائية التي عرفها الإنسان، ولا يزال حتى اليوم يحتل مكانة مميزة في الأنظمة الغذائية حول العالم، ليس فقط لنكهته الفريدة، بل لفوائده الصحية المذهلة، التي أكدت عليها تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO) وهيئات طبية مرموقة كمعاهد التغذية والأبحاث الدوائية الأوروبية والأمريكية.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن البصل يحتوي على مركبات كبريتية ومضادات أكسدة، من أبرزها مادة “الكيرسيتين”، التي تلعب دورًا مهمًا في مكافحة الالتهابات وتقوية جهاز المناعة. وقد أدرجت المنظمة البصل ضمن النباتات التي تسهم في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، من خلال خفض مستويات الكولسترول الضار وتنظيم ضغط الدم.
من جهتها، أوضحت المجلة الطبية البريطانية (BMJ) أن البصل يحتوي على مركبات تُعزز من نشاط الإنزيمات المضادة للسرطان، وهو ما أثبتته تجارب مخبرية أظهرت أن تناول البصل بانتظام يقلل من مخاطر الإصابة بسرطانات المعدة والقولون والبروستاتا.
أما في الطب الشعبي والحديث، فيُعرف البصل بدوره الفعّال في مقاومة نزلات البرد، حيث يساهم في تقليل أعراض الزكام والسعال، بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا والفيروسات. ويُستخدم عصير البصل موضعيًّا لعلاج التهابات الجلد ولدغ الحشرات، كما يُنصح بتناوله في حالات فقر الدم، نظرًا لاحتوائه على الحديد وحمض الفوليك.
وأكدت دراسة صادرة عن المركز الأمريكي للبحوث الزراعية أن البصل الأحمر يحتوي على نسب عالية من الفلافونويدات، التي تساعد على تحسين صحة الدماغ وتأخير أعراض الشيخوخة، فضلًا عن دوره في تنظيم مستويات السكر في الدم، ما يجعله خيارًا غذائيًّا مثاليًّا لمرضى السكري.
البصل ليس فقط مكوِّنًا شهيًّا في وجباتنا اليومية، بل هو درعٌ صحي طبيعي، ينصح به الخبراء والأطباء كوسيلة سهلة ومجانية لدعم الصحة العامة ومقاومة الأمراض، مما يجعل من تناوله عادة لا ينبغي الاستغناء عنها.