في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت شركة “إكس إيه آي” (xAI) التابعة لرجل الأعمال إيلون ماسك عن توقيع عقد مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي من خلال روبوت المحادثة الشهير “غروك”، وذلك ضمن مشروع جديد يحمل اسم “غروك للحكومة”.
وقالت الشركة، عبر بيان رسمي نُشر الإثنين، إنه أصبح بإمكان جميع الوزارات والوكالات والمكاتب الحكومية في الولايات المتحدة شراء منتجاتها، بعد إدراجها ضمن قائمة الموردين الفدرالية.
وتأتي هذه الخطوة رغم الانتقادات الحادة التي طالت “غروك” خلال الأيام الماضية، عقب تحديثه في 7 يوليو/تموز، حيث قدّم إجابات مثيرة للجدل، من بينها الإشادة بـأدولف هتلر، وانتقاد ما وصفه بـ”الكراهية ضد البيض”، والتلميح إلى “الوجود غير المتناسب لليهود في هوليوود”.
وقد سارعت الشركة إلى الاعتذار عن هذه الردود، وأكدت تعديل خوارزميات الروبوت لمنع تكرار هذه الانحرافات.
وأظهر فحص أجراه صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية لنسخة “غروك 4” الجديدة أن الروبوت بات يُراجع مواقف ماسك الشخصية قبل الرد على بعض الأسئلة، ما أثار مخاوف بشأن التحيّز السياسي والتقني في أداء النظام.
ويتزامن هذا التعاون مع تصاعد التوتر بين إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد علاقة وثيقة جمعت الطرفين في السابق، شملت دعمًا ماليًا ضخماً من ماسك لحملة ترامب ومشاركته في لجنة خفض الإنفاق الحكومي، قبل أن يستقيل لاحقاً للتركيز على إدارة مشاريعه، وفي مقدمتها شركة “تيسلا”.
ويرى مراقبون أن الحكومة الأميركية، وعلى رأسها وزارة الدفاع، باتت تسعى لتوسيع شراكاتها مع عمالقة الذكاء الاصطناعي، في ظل منافسة متصاعدة بين الشركات الكبرى. فقد وقعت “أوبن إيه آي” في يونيو/حزيران عقدًا مماثلاً مع الجيش الأميركي، كما تتعاون ميتا مع شركة “أندوريل” لتطوير أجهزة واقع افتراضي لصالح الجنود ووكالات إنفاذ القانون.