يكشف تقرير حديث للبنك الدولي أن باكستان والهند، إلى جانب أربع دول أخرى في جنوب آسيا، تساهم في النقل عبر الحدود للملوثات مثل النفايات الصلبة والبلاستيك والنفايات الصناعية ومياه الصرف الصحي المنزلية والبلاستيك الدقيق عبر 20 نهرًا رئيسيًا.
يسلط التقرير الذي يحمل عنوان “أمواج البلاستيك: لمحة عامة عن تلوث البلاستيك البحري في جنوب آسيا” الضوء على التأثير البيئي الكبير للتلوث في المنطقة، مع التركيز على حوضين رئيسيين للنهرين العابرين للحدود: حوض الجانج – براهمابوترا ميجنا (GBM)، الذي يضم بنغلاديش وبوتان والهند ونيبال، وحوض نهر السند، الذي يضم أفغانستان والهند وباكستان.
وبحسب التقرير، فإن 68% من النفايات البلاستيكية المتسربة في أفغانستان، و66% من النفايات البلاستيكية المتسربة في باكستان، و1.5% من النفايات البلاستيكية المتسربة في الهند، تتدفق إلى نهر السند. ويشير التقرير أيضًا إلى أنه في حين أن باكستان لديها أدنى معدل لتسرب النفايات البلاستيكية في جنوب آسيا، فإن سريلانكا لديها أعلى معدل.
ورغم كون بوتان ونيبال بلدين غير ساحليين، فإنهما لا يزالان يساهمان في نفايات البلاستيك في المحيطات عبر أنهارهما. وعلى النقيض من ذلك، تتمتع الهند وجزر المالديف بمعدلات جمع نفايات أعلى من غيرها من بلدان جنوب آسيا.
ويشير التقرير أيضًا إلى أن بنغلاديش والهند وباكستان، باعتبارها دولًا أكثر اكتظاظًا بالسكان، لديها معدلات تسرب بلاستيك للفرد أقل بسبب معدلات إعادة التدوير الأعلى نسبيًا – 37٪ في بنغلاديش، و40.6٪ في الهند، و19.2٪ في باكستان.
وأكد البنك الدولي أن السياسات الوطنية الفعالة وتنفيذها أمران ضروريان للحد من النفايات البلاستيكية التي تلوث الأنهار والمحيطات.
ورغم أن وزارات البيئة تشرف عادة على الموافقة على السياسات، فإن نجاحها يعتمد إلى حد كبير على تعاون المؤسسات الحكومية الوطنية والولائية والإقليمية والمحلية. ويشكل توافر البنية الأساسية والدعم اللوجستي اللازمين، إلى جانب القيادة القوية، عنصراً أساسياً في إنفاذ السياسات بفعالية.
ويؤكد التقرير أيضًا على الأدوار الحيوية التي يلعبها القطاعان الخاص وغير الرسمي في تنفيذ السياسات، مشيرًا إلى أن السياسات التي يتم تنفيذها على المستوى دون الوطني أو مستوى المدينة تميل إلى أن تكون أكثر فعالية بسبب الالتزامات المحلية.
ارتفع التلوث البلاستيكي العالمي بمعدل مثير للقلق، حيث تشير التقديرات إلى أن 171 تريليون جزيء بلاستيكي تطفو في المحيطات بحلول عام 2019، وفقًا لبحث أجراه معهد 5 Gyres. ويحذر التقرير من أنه في غياب سياسات عالمية ملزمة قانونًا، قد يزيد التلوث البلاستيكي البحري بمقدار 2.6 مرة بحلول عام 2040.
وتسلط الدراسة، التي حللت بيانات تلوث البلاستيك على مستوى السطح من 11777 محطة محيطية عبر ست مناطق بحرية رئيسية بين عامي 1979 و2019، الضوء على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراء عالمي.