صدر حديثًا عن «الآن ناشرون وموزعون» كتاب جماعي بعنوان «التأويليات والماهية.. راهنيّة التأويليّة كإبدال معرفيّ لفهم الماهيّة»، بإشراف الباحث المغربي الدكتور عزيز أوسو، الذي قدّم من خلاله دعوة للانخراط في السؤال الفلسفي والابستمولوجي المتعلق بماهية الإنسان، من خلال عدّة مقاربات تتقاطع بين الفلسفة والدين والأنثربولوجيا والأدب والفنون والبلاغة.
الكتاب الواقع في 312 صفحة، شارك فيه مجموعة من الباحثين العرب، وقدّموا أوراقًا بحثية رصينة تسائل مفهوم «الماهية» من زوايا متعدّدة. فجاء المحور الأول فلسفيًا متأثرًا بأعمال ميشيل فوكو وهانس غادامير، بينما ركّز الثاني على البعد الديني عبر مقاربات غربية (جون غرايش) وعربية (صدر الدين الشيرازي). المحور الثالث تناولها أنثربولوجيًا عند كليفورد غيرتز، والرابع سيكولوجيًا عند وليام جيمس، فيما قاربها المحور الخامس من منطلق أدبي وجمالي، والسادس من زاوية بلاغية.
يشير د. أوسو في تقديمه إلى أن الإمساك بمفهوم الماهية أمر مستحيل لكونها لا تقوم على الثبات بل على التعدد والاختلاف، وهو ما يجعل التأويليات، بحسبه، قادرة على تقديم مقاربة معرفية جديدة لفهم الذات الإنسانية في امتداداتها المتعددة.
من بين الدراسات التي ضمها الكتاب: «تأويلية ميشيل فوكو لماهية الذات الأخلاقية» (د. عمر التاور)، «ماهية الإنسان وسؤال الفهم في التأويلية الفلسفية» (د. زهير بورحى)، «التأويليّة الفلسفيّة لهانس جورج غادامير» (د. جمال العزاوي)، إلى جانب بحوث أخرى في الدين والفن والأدب والبلاغة، مثل: «التأويليات والبعد الديني لدى الإنسان/ وليام جيمس أنموذجًا»، و*«الإنسان بوصفه عالمًا عند الملا صدرا»، و«ماهية الأدب في النظرية التأويلية الجديدة»*.
ويُعدّ هذا الكتاب امتدادًا لكتاب جماعي سابق أشرف عليه أوسو بعنوان «النص والتأويل: أسئلة تشكل المعنى ومخرجات تأويله» الصادر عام 2023، في إطار جهوده البحثية في البلاغة والتأويليات وتحليل الخطاب.