عن دار الزيات للطباعة والنشر: صدرت الطبعة الأولى من رواية (في رحاب منف) للشاعر والأديب السيّد فرج الشقوير، وتستعد الدار الآن لإصدار الطبعة الثانية، بعد نفاد الأولى
مضمون الرواية
يجتهد المؤلف المبدع في إثبات أن التاريخ المروي ليس صحيحا بالضرورة، حيث كُتب بناء على شفرة شامبليون، رغم وجود تاريخ موازٍ يرويه العرب،
ويرى المؤلف أنه ليس بالضرورة أن يكون الرأي صحيحا لمجرد أن الراوي ثقة
ويقول: (منذ نشوء علم المصريات وهناك اختلاف واضح على تحديد الفترة التي تم فيها نزوح بني إسرائيل والفرعون الذي استضعفهم وبالأخير أخرجهم من مصر ،
لقد اختلف العلماء في تحديد التاريخ الذي حدث فيه خروج بني إسرائيل من مصر إلى رأيين ،
الرأي الأول:
وهو الذي يقول بأن الخروج حدث في القرن السادس عشر قبل الميلاد، وهذا هو الرأي الذي قال به مانيثو المؤرخ المصري الذي عاش نحو سنة ٢٥٠ ق.م ، وقد أخذ العلماء بهذا الرأي منذ عصر مانيثو و حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
يقول بأن العبرانيين طُردوا من أرض مصر مع الهكسوس.
ولكن هذا التاريخ لا يتفق مع النصوص الكتابية الواردة في (خروج ١/ ١١/ ١٢ / ٤٠/ ١ ، ملوك ٦/١ ، و هذا لا يتفق أيضًا مع الاكتشافات الحديثة التي أظهرتها الحفريات.
أما الرأي الثاني فيقول
إن الخروج حدث في منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد، أو نحو سنة ١٤٤٧ وأنه حدث في زمن تحتمس الثالث أو في زمن امنوفس الثاني.
وهذا التاريخ هو أقرب التواريخ اتفاقًا مع (قضاة ١١ /٢٦ ) فإن يفتاح الذي عاش حوالي سنة ١١٠٠ ق.م . يذكر أن ثلاث مئة سنة مضت منذ دخول العبرانيين الأرض أي أنهم دخلوها في نحو سنة ١٤٠٠ق.م. وعندما يضاف إليها الأربعون سنة التي قضوها في البرية يصل التاريخ إلى أواسط القرن الخامس عشر تقريبًا. ومن هنا تُناقش الرّواية مسألة خروج بني إسرائيل من مصر وتتعرض لترجيح أحد الرأيين في تعيين فرعون الخروج بعينه ،
وفي محاولة للتقريب ما بين علماء المصريات وبين ما رواه التّاريخ الموازي الذي يحلو لعلماء المصريات نعته “بالتاريخ الخرافي لمصر” علماً بأن نظرياتهم تبقى نظريات عرضةً للصواب وللخطأ ، كما تناقش الرواية وهو العنصر الأهم مسألة رجوع بني إسرائيل إلى مصر بعد هلاك فرعون، وتُسْقط دعواهم بأن لهم حقا تاريخيا في مصرنا الحبيبة، و ذلك بتقديم رؤية من المؤلف تخالف أراء بعض الأئمة المعتبرين والذين قالوا بعودتهم ، مثل نقل “الواحدي” في “البسيط” في قوله: وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: قال الحسن: رجع بنوا إسرائيل إلى مصر بعد إهلاك فرعون.
و قال مقاتل : إن الله تعالى ردَّ بني إسرائيل بعد ما أغرق فرعون وقومه إلى مصر”، انتهى من “التفسير البسيط” ١٧/٥٧
كما نقل أبو حفص النسفي عن وهب قال: “ولمَّا عبروا البحر أرسل موسى عليه السلام جندين عظيمين في كلِّ جندٍ اثنا عشر ألفًا، ونَقَب عليهم يوشعَ بنَ نون وكالبَ بن يوقنا، وهما اللذان أنعم اللَّه عليهما، إلى مدائن فرعون وخزائنه وهي يومئذ خلوٌ عن أهلها، قد هلكوا فلم يبق إلا النسوان والصبيان والزَّمْنى والهَرْمى؛ فغنموا أموالهم من الذهب والفضة والجواهر والأمتعة ما لا يعلمه إلا اللَّه تعالى، وأورثهم اللَّه عز وجل ديارهم وأموالهم، فذلك قوله تعالى: كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ”، انتهى من”التيسير في التفسير” ٦/ ٤٩١.
وتتناول الرواية ذلك عبر قصة عشق متخيّلة دارت أحداثها فوق أرض مصر العظيمة ، وتحديداً فوق أرض ممفيس العاصمة الجديدة التي أسسها الفراعين فوق أنقاض العاصمة هواريس والتي قد ابتناها الغزاة الهكسوس ، وذلك في معاناة إنسانية تحكم العلاقة بين الشخوص في حياتهم اليومية وبين المكان .
المؤلف
السيّد فرج الشقوير
محافظة كفر الشيخ – مسير
شاعر وروائي مصري يتميز بالعمق و(النَّفَس الطويل)
صدر له
ثرثرات طبلة خارج الديسكو – ديوان نثر (عن دار كاف)
ثلاثة دواوين نثرية تحت عنوان شغ سينيما (عن دار فكرة كوم بالجزائر):
أن تُعْطَى حنوطك مرتين
من دفتر خيبات سابقة
الحرافيش
جوابين لحراجي القط وحبة تناتيش – ديوان عامية (عن دار البديع العربي)
في رحاب منف – رواية (عن دار الزيات)