في ظل تصاعد التوترات بين القوات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية في غزة، بدأت أنباء عن تحركات عسكرية إسرائيلية مكثفة في حي الزيتون شرق مدينة غزة، حيث دخلت “الفرقة 99 التابعة للجيش الصهيونى” بصورة تدريجية وغير معلنة، وسط تقارير عن تدمير ممنهج للعمران واستهداف البنية التحتية.
هذه التحركات تأتي ضمن سياق أوسع من الحرب على غزة الذى بدأت فى 7 اكتوبر 2023، والتصعيد الذي تشهده المنطقة منذ أشهر، لكنها تتميز بوتيرة “هادئة” نسبياً مقارنة بالاجتياحات السابقة، مما يثير تساؤلات حول الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة.
تفاصيل العمليات في حي الزيتون
الدخول التدريجي: وفقاً لمصادر محلية وشهود عيان، بدأت القوات الإسرائيلية تحركاتها في حي الزيتون ليلاً، مستغلةً ظلام الليل وعدم تركيز الإعلام العالمي على غزة حالياً بسبب الأحداث الإقليمية الأخرى (مثل الحرب الأوكرانية-الروسية ، ولقاء ترامب وبوتن فى الاسكا)، والعمليات تتم دون إعلان رسمي من الجيش الصهيونى، مما يعزز فرضية “الاحتلال الخفي”.
تكتيك التدمير الممنهج: تم رصد استخدام جرافات عسكرية لهدم منازل ومباني سكنية تحت ذريعة “التفتيش عن الأنفاق” أو “القضاء على البنى الإرهابية”، وفقاً للرواية الصهيونية، وتقارير فلسطينية تؤكد تدمير شبكات المياه والكهرباء بشكل متعمد، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
السيطرة على المحاور الاستراتيجية: تسيطر القوات الصهيونية على محاور رئيسية في الحي، خاصة تلك القريبة من الحدود الشرقية، بهدف عزل الحي تدريجياً عن باقي مناطق غزة.
الصمت الإعلامي والاحتلال التدريجي
غياب الضجة الإعلامية: يُلاحظ أن التغطية الإعلامية العالمية لهذه التحركات محدودة، مقارنةً بالحروب السابقة (مثل 2008-2009 أو 2014 أو 2021). يُعزى ذلك إلى، عدم وجود عمليات عسكرية واسعة النطاق (مثل القصف الجوي المكثف)، وانشغال الإعلام بأحداث أخرى، وسياسة صهيونية متعمدة لتجنب إثارة ردود فعل دولية.
-استراتيجية “الاحتلال البطيء
تشبه هذه التحركات نموذجاً مشابهاً لسياسة الاستيطان في الضفة الغربية، حيث يتم السيطرة على الأرض تدريجياً دون إعلان صريح، مما يصعب مواجهتها دبلوماسياً أو قانونياً.
المقاومة الفلسطينية
لم تصدر أي بيانات رسمية عن مواجهات مسلحة حتى الآن، لكن مصادر مقربة من حماس والجهاد الإسلامي أشارت إلى “استنفار” الخلايا العسكرية استعداداً لرد محتمل، وناشطون فلسطينيون يتهمون إسرائيل بـ”تصفية قضية غزة جغرافيا” عبر تهجير سكاني غير معلن.
الموقف الدولي
الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية تُعرب عن قلقها من “التدهور الإنساني”، لكن دون إجراءات ملموسة، ومصر وقطر تُجريان اتصالات لاحتواء الأزمة، لكن الوساطة تبدو صعبة في ظل التعقيدات السياسية الإقليمية.
التداعيات المحتملة
مع استمرار العمليات، قد يشهد الحي موجات نزوح جديدة، خاصة مع تدمير الخدمات الأساسية، وإذا توسعت العمليات، قد تُجبر الفصائل الفلسطينية على رد عسكري، مما قد يُشعل مواجهة واسعة، وقد تُرفع دعاوى في المحاكم الدولية بتهمة “التطهير العرقي” أو “جرائم حرب”، لكن غياب الأدلة المروجة إعلامياً يُضعف الموقف الفلسطيني.
ما يحدث في حي الزيتون هو إجرام يشاهده ويعلمه العالم، وقد يكون بداية لسيناريو احتلال جديد يتم تنفيذه بعيداً عن الأضواء، مما يستدعي تسليط الضغط الإعلامي والدولي لكشف الانتهاكات. التكتيك الإسرائيلي يعتمد على “التطبيع مع الاحتلال” عبر جعله واقعاً يومياً، لكن ردود الأفعال الفلسطينية والدولية ستحدد ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستنجح أم ستفجر الوضع مجدداً.