الأمة: أطلقت الجمعية التشريعية في ولاية ريو غراندي دو سول، جنوب البرازيل، الثلاثاء، تقريرها السنوي “الأزرق” لعام 2023-2024 حول الضمانات وانتهاكات حقوق الإنسان في الولاية،
وذلك في فعالية خاصة شهدت تسليط الضوء على أبرز التحديات والتقدم المحرز في هذا المجال، مع التركيز على حماية الفئات الأكثر ضعفًا.
تضمن الإصدار، الذي يُحتفل بعامه الثلاثين، نصًا استثنائيًا بين الصفحات 321 و324، رسالة من رئيس اتحاد المؤسسات العربية الفلسطينية في البرازيل “فيبال”، وليد رباح. تناولت الروابط التاريخية بين ولاية ريو غراندي دو سول وفلسطين، لا سيما في سياق الهجرة.
بدوره، اعتبر رئيس “فيبال”، أن إدراج فلسطين في النسخة الخاصة من تقرير حقوق الإنسان للعام 2023-2024 يعكس “اعترافًا هامًا بالدور الذي تلعبه الجالية الفلسطينية في ولاية ريو غراندي دو سول، خاصة في ظل المأساة الحالية التي تعيشها فلسطين في خضم الإبادة الجماعية المتلفزة”.
وصدر التقرير تحت رئاسة النائبة عن حزب العمال، لورا سيتو، للجنة المواطنة وحقوق الإنسان في الجمعية التشريعية للولاية. وأظهرت النائبة دعمها الواضح للقضية الفلسطينية بارتداء الكوفية الفلسطينية طوال الحدث. كما دعت فرقة “الأرض” الشعبية الفلسطينية لتقديم عرض فني أمام الحضور.
وفي كلمته أمام الحضور، قال وليد رباح، إن “الحديث عن حقوق الإنسان مع التغاضي عن أكبر عملية إبادة للمدنيين، خاصة النساء والأطفال في غزة، أمر غير مقبول، لأن هذه الإبادة تهدف إلى القضاء على فكرة حقوق الإنسان ذاتها وعلى القانون الدولي”.
وأضاف: “ما يحدث في فلسطين ليس مجرد مأساة محلية، بل هو نموذج يتم تطبيقه على أرض الواقع ليصبح لاحقًا نموذجًا عالميًا. إذا تم تطبيع الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين، فإن السؤال الذي سيطرح هو: متى وأين سيُطبق النموذج الصهيوني القادم؟”.
وأشار رباح، إلى الروابط التاريخية والإنسانية بين فلسطين وولاية ريو غراندي دو سول، موضحًا أن “الولاية البرازيلية تحتضن أكبر عدد من المهاجرين واللاجئين الفلسطينيين وأبنائهم، الذين لجأوا إلى البرازيل نتيجة الأحداث الكارثية التي شهدتها أرضهم الأصلية، بدءًا من نكبة عام 1947”.
والتي وصفها بأنها “عملية تطهير عرقي نفذها مستوطنون يهود أوروبيون لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم”.
وأوضح رباح، أن “ما يحدث الآن في غزة ليس سوى استمرار لهذا المخطط الاستعماري المستمر منذ 77 عامًا. فالإبادة المتلفزة التي أودت بحياة أكثر من 53 ألف فلسطيني، بحسب التقديرات، ليست سوى فصل جديد من سلسلة جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى القضاء على الهوية الفلسطينية”.
كما استعرض رباح، الإحصائيات المروعة للمجازر في غزة، مشيرًا إلى أن “الأطفال يشكلون 40% من إجمالي الضحايا، مع إصابات تصل إلى 105 آلاف جريح، معظمهم في حالة خطيرة أو يواجهون مصيرًا مجهولًا في ظل انهيار المنظومة الصحية”.
وحذر رباح، من أن “نجاح هذا المخطط سيعني إمكانية تطبيق نموذج (الإبادة المنظمة) في أي مكان بالعالم، ما يمثل تهديدًا مباشرًا للإنسانية وللنظام الدولي القائم”.
واختتم رباح، حديثه بالقول: “كما وقف العالم ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وضد الفظائع التي شهدتها الحرب العالمية الثانية، يجب أن نتحد اليوم لرفض ما يحدث في فلسطين، لأن السؤال الحقيقي الذي يواجهنا ليس عن الماضي فقط، بل عن المستقبل: من سيكون الضحية القادمة؟”.
يُشار إلى أن اتحاد المؤسسات العربية الفلسطينية في البرازيل “فيبال” تأسس عام 1979، ويعتبر الكيان القانوني والرسمي الذي يمثل الشتات الفلسطيني على الأراضي البرازيلية.
ويبلغ عدد أبناء الجالية الفلسطينية في البرازيل نحو 70 ألفًا، يتركز وجودهم في ولاية بيرنامبوكو (شمال شرق)، وولاية ريو غراندي دو سول (جنوبا)، بحسب المركز الوطني الفلسطيني للمعلومات.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 425 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، وتنفيذ مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكا