السبت أكتوبر 5, 2024
وزارة التربية والتعليم المصرية تقارير سلايدر

“الثانوية العامة”.. 200 سنة من تاريخ أوجاع الأسرة المصرية

مشاركة:

– في سنة1961م، فُـوجِيء المصريون بإذاعة إسرائيل تذيع أسئلة مادة اللغة العربية للثانوية العامة، قبل موعد الامتحان بساعات، وأوقف جمال عبدالناصر الامتحانات، وتم القبض على الجناة الذين باعوا الامتحانات للعدو، وكانوا من موظفي وزارة التربية والتعليم، وتمت محاكمتهم بالسجن 10 سنوات مع الأشغال الشاقة. (10 سنوات فقط!!).. وتم الإفراج عنهم بعد سنة رغم خيانتهم!!

– تكررت الجريمة بنفس السيناريو، سنة 1967م، وبعد نكسة يونيو بأيام؛ فوجِيء نحو 200 ألف طالب في ذلك الوقت بإذاعات إسرائيل الناطقة بالعربية تعلن عن أسئلة امتحان المادة الأولى، ولم يصدّق معظم المصريين ذلك، إلا أنهم صُـدموا عندما كانت الأسئلة في اليوم التالي مطابقة لما أذاعته إسرائيل، وتكرر ذلك في المادة الثانية، فقرر “جمال عبد الناصر” إلغاء الامتحانات وتأجيلها لوقتٍ لاحق، ومنذ ذلك الوقت في سنة 1967م، تم اعتبار امتحانات الثانوية العامة في مصر مسألة أمن قومي، وتقرر طبع امتحاناتها في مطابع المخابرات.

قصة الثانوية العامة:

1- ظهر التعليم الثانوي (التجهيزي) في مصر لأول مرة سنة 1825م، لتجهيز الطلاب وإعدادهم للمرحلة اللاحقة: المدارس العليا (الطب – المهندسخانة – الحقوق.. إلخ)

(المرحلة التجهيزية كانت أربع سنوات)

2- كانت كل حكمدارية (محافظة) هي التي تضع الامتحانات لطلابها، حتى سنة 1887م، عندما تم توحيد الامتحانات على بعض المناطق المجاورة، وكان يُسمّى: “الشهادة العمومية”

وكان من المستحيل توحيد الامتحانات على مستوى القُطر المصري بسبب صعوبة المواصلات، والتباعد بين الحكمداريات (المحافظات).. وكانت الرحلة من القاهرة لبعض المحافظات المصرية تستغرق بضعة أيام، قبل ظهور القطار (في عام 1854م، ظهر أول قطار في مصر، وكان بين القاهرة ومدينة كفر الزيات في منطقة الدلتا، ثم اكتمل الخط الحديدي الأول بين القاهرة والإسكندرية عام 1856م، وبعد عامين تم افتتاح الخط الثاني بين القاهرة والسويس ثم بدأ إنشاء خط القاهرة / بورسعيد بعد عامين آخرين، وفي عام 1898م، بدأ إنشاء الخط الحديدي الثالث من القاهرة إلى الأقصر، ثم أسوان)

3- في عام 1891م، زادت مدة الدراسة في التعليم التجهيزي (الثانوي) إلى 5 سنوات، وبعد ست سنوات، وفي 1897م، أصدرت الحكومة قرارا بتقليل عدد سنوات الدراسة في المرحلة التجهيزية (الثانوية) إلى ثلاث سنوات، بسبب حاجة الحكومة للمتعلمين لشغل الوظائف العامة.

4- في سنة 1905م، عاد نظام الدراسة بالتعليم التجهيزي (الثانوي) إلى أربع سنوات، وكانت الدراسة تنقسم لمرحلتين:

 – الأولى (عامان) وتسمى “الكفاءة، وهي شهادة مستقلة.

– الثانية (عامان) تأتي بعد الأولى، ويكون فيها التخصص في أحد القسمين “العلمي والأدبي”، لمدة عامين أيضًا، يحصل بعدها الطالب على شهادة “البكالوريا”.

5- في سنة 1907م، تم إلغاء شهادة الكفاءة، وسُميت “القسم الأول من الشهادة الثانوية”.

6- عادت التجهيزية (الثانوية العامة) إلى نظام الـ 5 سنوات، في سنة 1928م، وكانت على مرحلتين:

المرحلة الأولى: عامة لجميع التلاميذ الذين اجتازوا الشهادة الابتدائية، ومدة الدراسة في هذا القسم ثلاث سنوات (كانت المرحلة الابتدائية 9 سنوات، ولا توجد ما يُسمّى الآن بالمرحلة الإعدادية)

المرحلة الثانية: كانت الثانوية تتفرع فيها إلى قسمين “العلمي والأدبي”، وكانت مدة الدراسة بها (سنتان) وظل هذا النظام ساريًا حتى عام 1935م، حين تم تعديل نظام الثانوية العامة لتصبح 5 سنوات دراسية للبنين، و6 سنوات للبنات، حيث أضيفت مواد تخص الفتيات.

وكان هذا النظام يقسم الثانوية العامة إلى قسمين: “عام وتوجيهي”، ومدة الدراسة أربع سنوات للبنين، و5 سنوات للفتيات، والتوجيهي مدة الدراسة فيه عام واحد للجنسين، وهو عام التخصص الذي يختار الطالب فيه إحدى الشعب الثلاثة: (آداب – علوم – رياضيات)

 وكانت الشهادة في ذلك الوقت تسمى: “التوجيهية”.

7- ظهر لأول مرة “المستوى الرفيع” في سنة 1975م.. وتم تجميده وعودته عدة مرات في السنوات اللاحقة

8- في سنة 1977م، تحددت مدة الدراسة بثلاث سنوات، وكانت الثانوية في تلك الفترة تنقسم أيضًا إلى قسمين:

القسم العام: مدته عام واحد، هو الصف الأول الثانوي.

القسم الثاني “قسم الشهادة”: كان يضم عامين دراسيين، يختار فيهما الطالب التخصص في أحد القسمين العلمي أو الأدبي، وكان الطالب يؤدي امتحانًا عامًا في نهاية العامين، من أجل الحصول على الشهادة في تلك المرحلة أيضًا، وبدأ بعد ذلك نظام التشعب للتأهيل لدخول الكليات، فتشعبت شعبة العلمي إلى شعبتي: العلوم والرياضيات

9- في سنة 1981م، أدخلت وزارة التربية والتعليم نظامًا جديدًا على الثانوية العامة، وتم تصنيف القسم الأدبي إلى شعبتين أيضًا، وكان التخصص يبدأ منذ الصف الأول الثانوي، ولم يستمر هذا النظام طويلًا، فبعد سبع سنوات، وفي سنة 1988م، تم إلغاء نظام الثانوية الذي تم إقراره عام 1981م، وعادت الثانوية إلى نظام السنة الواحدة، فكان الصف الأول والثاني الثانوي دراسة عامة، والتخصص يقع في الصف الثالث فقط الذي كان بمثابة سنة الشهادة.

10- في سنة 1994م، أصبحت الثانوية العامة نظام المرحلتين، حيث تحولت الدراسة الثانوية إلى النظام الممتد بين العامين الثاني والثالث الثانوي.

– كانت الدراسة تتم بموجب مواد إجبارية ومواد اختيارية يختارها الطالب عند التخصص في الصف الثاني الثانوي.

– كانت درجة الطالب تُحسب بمتوسط ما حصل عليه من درجات في العامين الثاني والثالث للثانوية العامة.

– دخل في نفس العام نظام تحسين المجموع، ووفقًا لهذا النظام كان يحق للطالب دخول الامتحان لخمس مرات بغرض تحسين مجموعه.

11- في سنة 1996م: تم إلغاء نظام 1994م، وظلت الثانوية العامة تدرس بنظام العامين وبنظام الشعبتين، وظل الأمر كذلك حتى ثورة 25 يناير 2011م.

12-  في سنة 2012م، أقرّ برلمان الثورة في نهاية العام الدراسي 2011م/ 2012م، تعديلًا في نظام الدراسة لتقتصر الشهادة على عام واحد بدلًا من عامين.

13- في سبتمبر 2018م، قررت وزارة التربية والتعليم إلغاء العمل بـ”نظام الثانوية العامة القديم”، وأعلنت العمل بالنظام الجديد للثانوية العامة، الذى يبدأ تطبيقه على طلاب الصف الأول الثانوي بداية من العام الدراسي 2018م/ 2019م.

– يعتمد النظام الجديد للثانوية العامة على تغيير أدوات التقييم والامتحانات حتى يتم إكساب الطالب مهارات معينة، وأيضا إنهاء طرق التعلم التقليدية التى تعتمد على الحفظ والتلقين إلى الفهم والإستذكار.

– يقوم النظام الجديد على الحاسب اللوحي “التابلت” كوسيلة تمكّن الطالب من الوصول إلى المحتوى الرقمى على بنك المعرفة، وأداء الامتحانات بشكل إليكترونى يقضى على التظلمات والإجابات النموذجية.

14- (توجد تفاصيل كثيرة في نظام تحسين المجموع والسنوات، والتكرار، والمستوى الرفيع، والتشعيب بين العلمي والأدبي، والإلغاء والتفعيل المتكرران طيلة عقود)

والنهاية:

قبل ظهور وسائل الاتصال الحديثة مثل الهواتف والساعات المجهّزة، كان الغش الجماعي يحدث بطرائق تقليدية في بعض لجان الثانوية العامة، التي يكون فيها أبناء المسؤولين، ثم أصبح ظاهرة بعد ذلك نتيجة (تطنيش وتكبير الملاحظين) لأن الدولة لا توفر لهم الحماية الكافية، فالطلاب وأولياء الأمور يتعاملون مع الملاحظين كأعداء يجب القضاء عليهم،

وموضوع الغش قديم جدا في مصر، وكلنا نعرف أن أبناء كبار المسؤولين والضباط والقضاه والإعلاميين، لهم لجان خاصة، ويتم تجميعهم (تحايل على القانون) بعيدا عن القاهرة، في محافظة أسيوط التي تنافس المنيا في الغش بالقوة، وخاصةً مدارس مركز ديروط، ثم البداري، حيث يتم الغش فيهما رغم أنف رئيس اللجنة والملاحظين الذين لا يحميهم أحد، مما يجعلهم (يكبّروا دماغهم).. وتأتي محافظة الدقهلية في الترتيب الثالث بعد المنيا وأسيوط، في الغش،

أكبر تجمّع للغش الجماعي في القاهرة، يكون دائما في مدرسة النقراشي الإعدادية بمنطقة كوبري القبة، أمام كشري أبو ربيع، وتلك المدرسة يتم فيها تجميع جميع المدارس الثانوية الخاصة، ومعظمهم أبناء ضباط،، والغش في هذه اللجنة يكون بالقوة، ولا يجرؤ ملاحظ، أو مراقب دور، أو رئيس لجنة أن يعترض.

(قصة ابن محافظ الدقهلية معروفة للجميع، وأحتفظ بفيديو لرئيس المنطقة التعليمية عن تلك الكارثة، من حوالي 15 سنة، ولكنها تتكرر سنويا مع جميع أبناء الكبار،، فقد كانت تأتيه الإجابات النموذجية وهو يجلس في حجرة بمفرده، ومعه الحرس الخاص يحملون الماء البارد والعصير ومروحة لابن الباشا، وتم إبلاغ النائب العام بذلك، ولم يتحرك لأن المحافظ كان من أصدقائه المقربين، وتم اعتقال رئيس اللجنة الذي قدّمَ البلاغ)،

لكن المنيا تتصدر القائمة بجدارة، وهي المحافظة التي سبقت العالم كله في تسريب امتحانات الثانوية من مصادرها مباشرةً، وقبل ظهور وسائل الاتصالات الحديثة، والكلام في هذا الموضوع يطول، والتفاصيل موجعة

 

Please follow and like us:
يسري الخطيب
- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *