الأمة : قالت الدائرة القانونية في “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين”(أحد فصائل منظمة التحرير)، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جرائم حرب وإبادة جماعية في قطاع غزة، مطالبةً بملاحقة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية، واعتبارها جرائم موصوفة لا تسقط بالتقادم”.
وقالت الدّائرة، في بيان تلقّته “وكالة قدس برس”، اليوم الإثنين، إنّ”تكريس الإفلات من العقاب في تعاطي المجتمع الدولي مع الجرائم الإسرائيلية هو ما يشجع جنود الاحتلال على ارتكاب الفظائع،
مؤكدة أن “الصمت الدولي، لا سيما من المؤسسات القضائية، يمثل تواطؤًا يُسهّل استمرار هذه الانتهاكات أمام عدسات الكاميرا”.
وأشار البيان إلى قضيتين خطيرتين برزتا خلال اليومين الماضيين، تستوجبان تحركًا عاجلًا من الأطر القانونية الدولية:أولاهما، ما نقلته وسائل إعلام عبرية من “اعترافات لجنود وضباط إسرائيليين بإطلاق النار عمدًا على فلسطينيين كانوا يتلقون مساعدات إنسانية، رغم أنهم لم يشكلوا أي تهديد،
وقد اتُّهمت مؤسسة غزة الإنسانية”وهي مؤسسة إسرائيلية–أميركية بإجبار السكان على التجمهر في أماكن تحولت إلى كمائن سقط فيها أكثر من 550 شهيدًا”.
أما القضية الثانية، فتمثلت بـ”كشف العثور على أقراص مخدّرة داخل أكياس الطحين الموزعة في مراكز المساعدات، بإشراف مباشر من الولايات المتحدة وإسرائيل، ما يثير شكوكًا حول تعمّد طحن وتوزيع هذه المواد بما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية خطيرة”.
وأكدت الدائرة القانونية أن”هاتين الجريمتين، إلى جانب عشرات الجرائم المماثلة، تمثل انتهاكًا واضحًا للمادة (6) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والمادة (2) من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية،
باعتبارها أفعالاً ترمي إلى الإهلاك الجزئي أو الكلي لشعب بأكمله، سواء من خلال القتل أو الإضرار الجسدي والعقلي المتعمّد، أو من خلال الإخضاع لأوضاع معيشية كارثية”.
واعتبرت الدائرة أن “محاولة نشر الإدمان وتدمير النسيج الاجتماعي داخل قطاع غزة جريمة لا تقل خطورة عن الإبادة، بل تشكل امتدادًا مباشرًا لها”، داعية المؤسسات المجتمعية، خصوصًا في مراكز الإيواء، إلى “تعزيز حملاتها التوعوية والتحذيرية تجاه الظواهر الغريبة والمشبوهة”.
واختتمت الدائرة القانونية بيانها بـ”دعوة المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية إلى ضم هذه الجرائم إلى الملفات المفتوحة بحق الاحتلال،
كما طالبت الأمم المتحدة بتوفير مختبرات فحص مستقلة داخل القطاع، نظرًا لتحول المواد الغذائية والطبية إلى أدوات قتل بطيء تستخدمها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين، في مشاهد غير مسبوقة في التاريخ الإنساني”.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.