أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء ، تنفيذه ضربات جوية على ما يزيد عن 120 هدفًا في مختلف أنحاء قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، ضمن عملياته العسكرية المتواصلة منذ أكتوبر 2023، والتي أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 59 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في غزة.
ووفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الضربات استهدفت “خلايا مسلحة، أنفاقًا قتالية، مباني عسكرية، منشآت مفخخة، وبنى تحتية تابعة لحركة حماس وفصائل أخرى”، مضيفًا أن لواء 401 نفذ عمليات في جباليا شمالي القطاع، تم خلالها القضاء على “عدد من المسلحين” عبر استهدافهم بواسطة طائرات مسيّرة.
وأشار المتحدث إلى أن الفرقة 98 وسّعت من نطاق عملياتها داخل مدينة غزة، بينما دمرت الفرقة 143 “عشرات المواقع الإرهابية” في جنوب القطاع.
من جانبها، أفادت وكالة صفا الفلسطينية بسقوط 17 شهيدًا فلسطينيًا على الأقل، منذ فجر الأربعاء، بينهم الصحافية ولاء الحعبري وزوجها وأطفالهما، نتيجة القصف العنيف الذي استهدف مناطق وسط وغرب مدينة غزة، كما تم انتشال جثامين من مدينة دير البلح وحي الشجاعية، وسط استمرار عمليات البحث تحت الأنقاض.
وتشهد مناطق متعددة في القطاع، أبرزها خان يونس ومخيم النصيرات، قصفًا مكثفًا على مدار الساعة، بالتزامن مع اشتداد الاشتباكات البرية بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي الفصائل الفلسطينية.
وسط استمرار القصف الإسرائيلي ونقص الإمدادات الإنسانية، حذرت أكثر من 100 منظمة غير حكومية دولية، الأربعاء، من تفشي “مجاعة جماعية” في قطاع غزة، في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية، وشلل أغلب المراكز الطبية.
وفي تصريح رسمي، أعلن مجمع الشفاء الطبي – أكبر مستشفى في غزة – وفاة 21 طفلًا خلال 72 ساعة فقط بسبب سوء التغذية الحاد والجفاف، مشيرًا إلى عجزه الكامل عن تقديم الرعاية الصحية نتيجة نقص الوقود والمستلزمات الطبية.
أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فقد وصف ما يجري في غزة بأنه “رعب لا مثيل له في التاريخ الحديث”، مؤكدًا أن “سوء التغذية يتفاقم، والمجاعة تطرق كل الأبواب”، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن مبعوثها الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيقوم بجولة في أوروبا لعقد محادثات مع أطراف أوروبية وإقليمية، بهدف استكمال الترتيبات الخاصة بإنشاء “ممر إنساني دائم” لإدخال المساعدات إلى غزة، عبر معبر رفح المصري وميناء العريش.
وتتعرض إسرائيل لضغوط سياسية ودبلوماسية متزايدة من شركائها الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بسبب استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية، حيث لم تُحرز حتى الآن أي اختراق ملموس في مساعي التهدئة أو تبادل الأسرى.