قصفت صواريخ إيرانية تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية في الاراضى المحتلة قبل فجر يوم الاثنين مما أسفر عن مقتل ثمانية على الأقل وتدمير منازل، مما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي لتوعد سكان طهران “بدفع الثمن قريبا”.
وقالت إيران إن البرلمان يعد مشروع قانون للانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مضيفة أنها لا تزال تعارض تطوير أسلحة الدمار الشامل. وقد يستغرق التصديق على مشروع القانون عدة أسابيع.
ويُعتقد أن الكيان يمتلك ترسانة نووية ضخمة لكنها لا تؤكد أو تنفي ذلك، وهي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم توقع على المعاهدة.
ويوم الاثنين ذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي قضى على قيادات نووية وعسكرية إيرانية بغارات جوية، أنه قتل أربعة مسؤولين كبارا في الاستخبارات الإيرانية، من بينهم رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري.
وقالت سلطات الاحتلال إن سبعة من بين أقل من مئة صاروخ أطلقتها إيران ليلا سقطت في الاراضى المحتلة. وقال متحدث عسكري إن إسرائيل دمرت أكثر من ثلث منصات إيران لإطلاق صواريخ سطح-سطح.
وأصيب أيضا ما لا يقل عن 100 في القصف الإيراني لتل ابيب خلال الليل، وهو جزء من موجة من الهجمات التي شنتها طهران ردا على ضربات بدأتها إسرائيل واستهدفت برنامج إيران النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية.
وقالت إيران إن عشرات من المخربين و”الجواسيس” المرتبطين بالكيان تم اعتقالهم منذ بدأ الصراع يوم الجمعة.
وخسرت العملة الإيرانية ما لا يقل عن 10 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية أكبر هجوم على الإطلاق يشنه الكيان على خصمها اللدود.
وخيمت المخاوف من مزيد من التصعيد على قادة العالم في اجتماع مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى المنعقد في كندا. وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله يوم الأحد في إمكانية التوصل لاتفاق، لكن دون مؤشر على أن الصراع، الذي بدأ منذ أربعة أيام، سيهدأ.
وقوضت التأثيرات غير المباشرة للحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة الاستقرار الجيوسياسي في الشرق الأوسط بالفعل.
وأسفرت الهجمات الصاروخية الإيرانية في المجمل عن مقتل 24 شخصا على الأقل في إسرائيل حتى الآن، كلهم مدنيون.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية إن عدد القتلى في الجمهورية الإسلامية وصل إلى 224 على الأقل، وإن 90 بالمئة منهم من المدنيين.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن هجوما صاروخيا أصاب مستشفى الفارابي والمناطق المحيطة به في إقليم كرمانشاه بغرب البلاد، مما تسبب في أضرار مادية جسيمة.
وقالت سلطات الطوارئ إن عمليات البحث والإنقاذ جارية في حيفا حيث أصيب نحو 30 شخصا، بينما هرع العشرات من المسعفين إلى المناطق التي تعرضت للقصف. وذكرت وسائل إعلام أن حرائق شوهدت في محطة لتوليد الكهرباء بالقرب من الميناء.
وأظهرت مقاطع فيديو عدة صواريخ في سماء تل أبيب وسمع دوي انفجارات هناك وفي أجواء القدس.
ودمر القصف عدة مبان سكنية في حي مكتظ بالسكان في تل أبيب، وتهشمت النوافذ في فنادق ومنازل أخرى بالقرب من فرع السفارة الأمريكية في المدينة. وقال السفير الأمريكي إن المبنى تعرض لأضرار طفيفة، ولكن لم تقع إصابات بين الموظفين.
إنه أمر مرعب
كان الطاهي جيدو تيتلبون (31 عاما) في شقته في تل أبيب عندما دوت صفارات الإنذار بعد الساعة الرابعة صباحا بقليل (0100 بتوقيت جرينتش).
وقال “كالعادة، ذهبنا إلى (الملجأ) الذي يقع على الجانب الآخر من الشارع هناك. وفي غضون دقائق، انفجر باب (الملجأ)”.
وأضاف “دخل شخصان ملطخان بالدماء ومجروحان. ثم عندما عدنا إلى الشقة، بعد أن هدأ الوضع، رأينا… الجدران محطمة، ولم يعد هناك زجاج”.
وقال “إنه أمر مرعب لأنه مجهول جدا. قد تكون هذه بداية لوقت طويل كهذا، أو قد يزداد الأمر سوءا، أو نأمل أن يتحسن الوضع، لكن المجهول هو الأكثر رعبا”.
وسقطت الصواريخ قبل الفجر بالقرب من سوق الكرمل في تل أبيب التي تجذب عادة حشودا كبيرة من السكان والسياح لشراء الفواكه والخضراوات الطازجة.
وقال الحرس الثوري الإيراني إن الهجوم الأحدث استخدم أسلوبا جديدا جعل أنظمة الدفاع الإسرائيلية متعددة المستويات تستهدف بعضها البعض وسمح لإيران بقصف العديد من الأهداف بنجاح دون تقديم المزيد من التفاصيل.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق على الضربات.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان “أصبح دكتاتور طهران المتغطرس قاتلا جبانا يستهدف الجبهة الداخلية المدنية في إسرائيل لردع جيش الدفاع الإسرائيلي عن مواصلة هجومه الذي يدمر قدراته”.
وأضاف “سيدفع سكان طهران الثمن قريبا”، لكنه تراجع لاحقا عن هذا التصريح وقال في بيان منفصل إن إسرائيل لا تنوي إلحاق الأذى المتعمد بسكان طهران.
اجتماع قادة
بدأ قادة دول مجموعة السبع اجتماعهم في كندا يوم الأحد، ومن المتوقع أن يكون الصراع الصهيونى الإيراني على رأس أولوياتهم.
وردا على سؤال عما سيفعله لتهدئة الوضع، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل مغادرته الولايات المتحدة يوم الأحد لحضور القمة “آمل أن يكون هناك اتفاق. أعتقد أن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق، وسنرى ما سيحدث. أحيانا تكون هناك ضرورة للقتال حتى النهاية”.
وانخفضت أسعار النفط يوم الاثنين بعد أن قفزت سبعة بالمئة يوم الجمعة إذ لم تتأثر منشآت إنتاج وتصدير النفط بالضربات العسكرية الجديدة التي تبادلت إسرائيل وإيران شنها خلال اليومين الماضيين.
ورغم استمرار قلق المستثمرين، لم يطرأ تغيير يذكر على أسواق الأسهم والعملات في آسيا.
وتقول إسرائيل إن حملتها العسكرية ستتصاعد في الأيام المقبلة.
وأشاد ترامب بالهجوم الإسرائيلي، نافيا في الوقت نفسه الاتهامات الإيرانية لواشنطن بالمشاركة فيه، وحذر طهران من توسيع نطاق ردها ليشمل أهدافا أمريكية.
وذكر ترامب مرارا أن إيران يمكنها إنهاء الحرب بالموافقة على قيود صارمة على برنامجها النووي.
وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، لكن دولا غربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية تقول إنه قد يستخدم في تصنيع قنبلة ذرية.