الكتاب: “الهدف: الشرق الأوسط!”
وتحته عنوان فرعي: “الحروب السرية للمخابرات المركزية الأمريكية”
وقد صدر في بعض الترجمات تحت عنوان: “الحجاب (Veil): الحرب السرية للمخابرات الأمريكية”
وقدمه وحرّره سامي الزين، وصدر عن سلسلة “المجـاب” من دار “مدينا للنشر”.
المؤلف: الصحفي الاستقصائي الأمريكي بوب وودوارد (Bob Woodward)
مدير تحرير جريدة الواشنطن بوست الأسبق (82 عاما) الذي وصفته صحيفة رولينغ ستون بأنه «”واحد من أكثر الصحفيين المحترمين في التاريخ الأمريكي”».
محتوى الكتاب
الكتاب يكشف بالأدلة والتحقيقات كيف خاضت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، منذ نهاية السبعينيات حتى أواسط الثمانينيات، سلسلة حروب سرية في الشرق الأوسط، وتحديدًا في إيران، لبنان، أفغانستان، والسودان، وغيرها. ركّز وودوارد على شخصية ويليام كيسي، مدير الـCIA حينها، والذي خاض معركته الخاصة في الخفاء لتشكيل الشرق الأوسط بما يخدم المصالح الأميركية.
الفكرة المركزية للكتاب
يركز الكتاب على الدور المحوري والسري لوكالة المخابرات الأميركية في رسم السياسات الدولية، خصوصًا في الشرق الأوسط، من خلال استخدام الانقلابات، التجسس، الدعم السري للجماعات، وتصفية الخصوم، دون الرجوع للكونغرس أو الرأي العام الأميركي.
أهم محاور الكتاب
1- الحجاب
“الحجاب” هو الرمز الذي استخدمه المؤلف لوصف عالم الأسرار المحيط بوكالة المخابرات.
2- التدخل في لبنان
دعم الميليشيات، والتنسيق مع الإسرائيليين، واستخدام المخابرات اللبنانية، كلها أدوات استُخدمت لضرب “أعداء أميركا”.
تورط CIA في تفجيرات، ومحاولات اغتيال ضد قادة تنظيمات تعتبرها واشنطن “إرهابية”.
3- إيران – كونترا (إيران جيت)
من أبرز الفضائح التي يكشفها الكتاب، صفقة بيع أسلحة لإيران (عبر إسرائيل) رغم حظر الكونغرس، مقابل إطلاق رهائن أميركيين.
عائدات الصفقة استُخدمت لتمويل متمردي “الكونترا” في نيكاراغوا، في خرق صريح للقانون.
4- أفغانستان والجهاد ضد السوفييت
ضخّت المخابرات الأميركية المليارات لدعم المجاهدين ضد الاتحاد السوفيتي.
نسّقت مع باكستان والسعودية لتجنيد آلاف المتطوعين العرب، ما أدى لاحقًا إلى نشوء تنظيمات متطرفة.
5- الاغتيالات والدبلوماسية السرية
يتحدث وودوارد عن برامج اغتيال شخصيات تصفها الولايات المتحدة بـ”الخطر الإرهابي”.
كما يكشف كيف أن الدبلوماسية العلنية كانت مجرد واجهة لخطط تجسسية سرية.
أهم الشخصيات التي تناولها الكتاب
ويليام كيسي: مدير CIA – البطل المظلم للكتاب.
رونالد ريجان: الرئيس الذي سمح بتوسع دور المخابرات.
حسن فضل الله، عماد مغنية، الخميني، بن لادن (إشارة عابرة).
ضباط عرب: تم تجنيدهم أو التعاون معهم سريًا في لبنان والسودان ومصر.
النتائج والفضائح
كشف الكتاب أن السياسات السرية الأميركية قد تؤدي إلى نتائج كارثية بعيدة المدى، مثل ولادة التطرف الإسلامي المسلح.
فضيحة إيران كونترا كانت ضربة مهينة للرئيس ريغان، وكادت تطيح برئاسته.
أسلوب الكتاب
يمزج بوب وودوارد بين الوثائق السرية والمقابلات مع مسؤولين سابقين وشهادات حية.
يعتمد أسلوب السرد الروائي التحقيقي، مما يجعل القارئ كأنه يطالع رواية تجسس حقيقية.
هذا الكتاب ليس مجرد تحقيق صحفي، بل هو تعرية للعقل الإمبراطوري الأميركي، الذي يرى في الشرق الأوسط ساحة لعب خلفية، تُدار شؤونها بخيوط الجواسيس ودهاليز العمليات السوداء. إنه “كشف للحجاب” عن الوجه القبيح للدبلوماسية الأميركية في العالم العربي.
الفصل الأول: الحجاب – عالم الأسرار
يبدأ الكتاب بتصوير حالة الغموض الكثيف التي تحيط بوكالة الاستخبارات المركزية، والتي يشبّهها وودوارد بـ”الحجاب” الذي يُخفي عن العامة والسياسيين الحقائق الكاملة. ويبرز دور ويليام كيسي، مدير الوكالة، كشخصية محورية تحكم قبضتها على السياسة الخارجية من وراء الستار.
“كيسي لا يثق بالعلن، فالحروب الكبرى تُكسب في الظلال.”
الفصل الثاني: الحرب الخفية في لبنان
يستعرض هذا الفصل كيف أصبحت لبنان ميدانًا مفتوحًا للاستخبارات الأميركية في الثمانينيات، حيث استخدمت الـCIA علاقاتها مع ميليشيات، واستخدمت “الوكلاء” المحليين لجمع المعلومات وتنفيذ عمليات اغتيال واعتقال وتخريب.
تورط مباشر في تعقب واغتيال عناصر من “حزب الله”.
تنسيق مع الموساد الإسرائيلي.
محاولات لاختراق المجتمع الشيعي.
الفصل الثالث: إيران – بوابة الفضيحة
يركز هذا الجزء على أشهر ملفات التجسس: إيران–كونترا. حيث قامت إدارة ريغان بصفقات سلاح سرية مع إيران، رغم اعتبارها “دولة عدوة”، مقابل إطلاق رهائن محتجزين في لبنان.
الصفقة تمت عبر إسرائيل.
الأموال ذهبت لتمويل حركة “الكونترا” في نيكاراغوا.
هذا الملف كشف مدى تورط المخابرات في سياسة خارجية موازية للقانون.
الفصل الرابع: أفغانستان – الجهاد برعاية أمريكية
يتناول وودوارد كيف دعمت CIA المجاهدين الأفغان لمحاربة السوفييت، وخلقت شبكات تمويل وتسليح وتدريب.
تنسيق مع باكستان والسعودية.
تشجيع “الجهاد العالمي”.
من رحم هذا المشروع وُلد لاحقًا تنظيم القاعدة.
“السلاح الأميركي ذهب إلى مقاتلين لم تعرف واشنطن يومًا إلى أين سيذهبون بعد الحرب.”
الفصل الخامس: العمليات السوداء
في هذا الفصل، يتحدث المؤلف عن “العمليات القذرة”، وهي سلسلة من النشاطات التي تضمنت:
محاولات اغتيال لقادة أجانب.
انقلابات مدعومة سريًا.
دعم مجموعات تمرد في إفريقيا وآسيا.
بعض هذه العمليات لم يكن حتى معروفًا للرئيس الأميركي نفسه، بل أديرت بالكامل من كيسي وطاقمه.
الفصل السادس: المخابرات والدبلوماسية
يكشف وودوارد كيف أن الدبلوماسية الأميركية الرسمية كانت في كثير من الأحيان مجرّد ستار لتحركات استخباراتية. فالسفراء في الشرق الأوسط كانوا يجهلون أحيانًا ما كانت تفعله CIA في بلدانهم.
استخدام السفارات كغطاء.
تجنيد دبلوماسيين في جمع المعلومات.
عرقلة أحيانًا مسارات السلام.
الفصل السابع: انهيار الإمبراطورية السريّة
مع وفاة كيسي وتفجّر فضيحة إيران–كونترا، بدأت الإمبراطورية السرية تتهاوى:
الكونغرس يفتح التحقيقات.
الرأي العام يغضب.
إدارة ريجان تُحرج وتضعف.
لكن وودوارد يختتم بقوله: “قد تسقط الأسماء، لكن الحجاب لا يُرفع بسهولة عن جهاز وُلد من الظل.”
الفصل الأخير: دروس الشرق الأوسط
يسأل وودوارد: هل ربحت أميركا؟ ويجيب ضمنيًا:
نعم، كسرت الاتحاد السوفيتي في أفغانستان.
لا، خلقت وحوشًا لا يمكن السيطرة عليها.
وأهم خسارة: زوال الثقة في الديمقراطية الأميركية.
خلاصة التلخيص:
كتاب “الهدف: الشرق الأوسط” ليس فقط توثيقًا لتاريخ سري، بل هو مرآة تكشف كيف يمكن أن تتحول السياسة إلى ساحة حرب خفية، فيها المال يُستبدل بالدم، والدبلوماسية تتحول إلى سلاح، والشرق الأوسط إلى ساحة تجارب لا تنتهي.