في حوار إعلامي مع الدكتور عصام عبد الشافي، مدير المعهد المصري للدراسات، وُجّهت له أسئلة حول التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري، وموقع مصر من الأزمات الإقليمية، ومستقبل العلاقة مع القوى الإقليمية والدولية، إضافة إلى موقع جماعة الإخوان المسلمين في المشهد السياسي. وهذا مختصر الحوار:
أكد الدكتور عصام عبد الشافي أن مصر محاطة بما سماه “الحزام الناري”، في إشارة إلى تعدد مصادر التهديد على حدودها: من الشرق التمدد الإسرائيلي، ومن الغرب الفوضى الليبية، ومن الجنوب الصراع في السودان. وأوضح أن هذه التهديدات ليست متفرقة بل مركبة، حيث يمتد أثرها ليشمل مختلف أبعاد الأمن القومي السياسي والاقتصادي والعسكري.
وأشار إلى أن النظام المصري يتعامل مع هذه التهديدات في إطار من رد الفعل أكثر من وجود استراتيجية متكاملة، وأنه يحاول الاستفادة من التناقضات بين الأطراف المتصارعة، سواء في ليبيا أو السودان، لكن هذا المسار محفوف بمخاطر كبيرة.
كما تحدث عبد الشافي عن دور القوى الإقليمية، مبينًا أن السعودية والإمارات تلعبان أدوارًا مؤثرة في السودان، بينما تنخرط الإمارات وتركيا وروسيا والولايات المتحدة في الملف الليبي، وهو ما يجعل مصر في حالة حصار إقليمي يصعب الخروج منه دون ثمن سياسي واقتصادي باهظ.
وعن العلاقة مع تركيا، أوضح أن هناك خمسة ملفات رئيسية تحكمها: الغاز، الحدود البحرية، الملف السوري، الملف الليبي، والمعارضة المصرية المقيمة في إسطنبول. ورغم تحسن العلاقات الاقتصادية، إلا أن اختراقًا استراتيجيًا لم يتحقق حتى الآن.
وفيما يخص جماعة الإخوان المسلمين، شدد عبد الشافي على أن الجماعة تُستخدم كفزاعة سياسية من قِبل الأنظمة العربية على غرار مصطلحات “الإرهاب” و”الإسلاموفوبيا”، لكن في الوقت ذاته لا تزال تحتفظ بقدرات تنظيمية وسياسية تجعلها موضع دراسة واهتمام في الغرب.
وأضاف أن المشهد الإقليمي يتميز بتعقيد شديد وتضارب مصالح، بينما يظل الأمن القومي المصري في وضع هش بسبب غياب رؤية واضحة لدى النظام، واعتماده على الدعم الخارجي مقابل أدوار إقليمية، في وقت تتراجع فيه قدرته على إدارة الملفات الداخلية.
واختتم بأن مستقبل مصر مرهون بقدرتها على إعادة ترتيب أولوياتها، والانطلاق من إصلاح داخلي حقيقي يعزز المناعة الوطنية، بدلاً من الاكتفاء بخطاب أمني يعتمد على التخويف من المعارضة والفزاعات الإقليمية.
أجرى الحوار أسامة جاويش عبر قناة مكملين الفضائية.