د. محمد عماد صابر
حين يُفصح العدو عن وجهه: في تصريح صادم، قال عضو الكونغرس الأميركي راندي فاين:
“في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض مع اليابانيين، استخدمنا القنابل النووية مرتين من أجل تحقيق استسلام غير مشروط. وينبغي أن يكون الموقف ذاته في غزة. فهناك خلل عميق جداً في هذه الثقافة، ويجب القضاء عليه. القضية الفلسطينية قضية شريرة.”
ليست هذه زلة لسان، ولا رأياً فردياً شاذاً، بل هي مرآة صريحة لوجه المشروع الصهيوني المسيحي في الغرب، الذي يحكم عقل السياسة الأميركية والأوروبية، ويبرر الإبادة، وينظر إلى المسلمين نظرة دونية تستوجب “الاستئصال”.
الصهيونية المسيحية عقيدة دموية تُغلفها النبوءات، فاين وأمثاله يؤمنون بعقيدة دينية ملوثة: أن “إسرائيل” يجب أن تُدعم حتى تجتمع فيها النبوءات، وتقوم حرب “هرمجدون”، ويعود المسيح ليحكم الأرض بعد إبادة الغالبية من اليهود والمسلمين معًا.
هؤلاء لا يدعمون إسرائيل حباً بها، بل لاستخدامها كوقود لنهاية العالم وفق خرافاتهم.
هذا هو الغرب المتحضر مرجل من الكراهية والازدواجية، كيف يمكن لبرلماني غربي أن يدعو لاستخدام النووي ضد شعب محاصر؟ أين الأصوات الإنسانية التي بكت لأجل أوكرانيا وتغافلت عن مجازر غزة؟
إنه نفاق ممنهج، وتحلل أخلاقي، وعداء متجذر لكل ما يمثل الإسلام والحق.
الإسلام هو الخطر الحقيقي بالنسبة لهم
العداء للإسلام ليس بسبب عنف مزعوم، بل بسبب يقينهم أن الإسلام، إن تُرك لأهله، سيعود لقيادة العالم بمنظومة عادلة تناقض منظومتهم الاستعمارية المتوحشة. إنه صراع وجود، لا مجرد نزاع سياسي.
شواهد التاريخ تؤكد هم من بدأ.. ونحن من يصبر وينتصر.
غزوة الأحزاب: أحاطت الأحزاب بالمدينة، فثبت المسلمون وانتصروا.
الحروب الصليبية: قرنان من الغزو، انتهيا بتحرير القدس.
الاستعمار الحديث: جيوش جرّارة اندحرت أمام إرادة الشعوب المؤمنة.
رسالة إلى فاين وأمثاله: لن تخيفنا قنابلكم، ولن تنالوا من عزيمتنا.
هذه الأمة لن تُبيد، ولن تُهزم، لأن الله وعدها بالتمكين، وكتب على نفسه نُصرتها.
وغزة اليوم ليست فقط أرض مقاومة، بل محرار أخلاقي يكشف زيف حضارتكم ووحشية مشروعكم.
تصريحات فاين هي إعلان نوايا إبادة، يجب أن يُدان عالميًا، وتتحرك الشعوب والمؤسسات والمثقفون لفضح هذا المشروع الصهيوني- المسيحي، وتجريده من شرعيته الأخلاقية والسياسية.
والغلبة في نهاية المطاف لن تكون لهم، بل للإسلام وأهله، ولن يضروكم إلا أذى.