انفرادات وترجمات

الحكومة اللبنانية تكثف مساعيها لتقليم أظافر حزب الله وتفكيك نفوذه

مطار الحريري أول المحطات

بدعم من الولايات المتحدة، بدأت الحكومة الجديدة في كبح التهريب واقتلاع مصادر سيطرة حزب الله اللبناني بعد أشهر من نجاح تل أبيب في اغتيال عدد من الرموز السياسية والعسكرية للحزب بشكل أضعف الحزب بشدة وجعل خياراته محدودة .

ووفقا لتقرير لـ “وول ستريت جورنال ” ترجمته جريدة الأمة الاليكترونية يقع المطار التجاري الوحيد في لبنان وسط منطقة مكتظة بالسكان في جنوب بيروت، يهيمن عليها إلى حدّ كبير حزب الله. استخدمت الجماعة المسلحة هذا المطار لسنوات كقناة للتهريب ووسيلة لتعزيز نفوذها في البلاد.

بحسب مسئولين أمنيين وعسكريين لبنانيين رفيعي المستوى، تم طرد عشرات الموظفين في المطار يُشتبه في ارتباطهم بحزب الله. كما تم توقيف مهربين، وتُطبّق القوانين القائمة الآن، بحسب ما قاله رئيس الوزراء اللبناني الجديد نواف سلام.

ويقول طاقم الخدمات الأرضية إنهم لم يعودوا يتلقون تعليمات من رؤسائهم باستثناء بعض الطائرات والركاب من التفتيش. كذلك، تم تعليق الرحلات القادمة من إيران منذ فبراير. وتعمل الدولة على تركيب تقنيات مراقبة جديدة تتضمن الذكاء الاصطناعي، وفق ما أفاد به مسؤول أمني كبير.

إسرائيل تبرر بقاءها في جنوب لبنان وسط توترات مستمرة مع حزب الله
إسرائيل تبرر بقاءها في جنوب لبنان وسط توترات مستمرة مع حزب الله

ويعد هذا التغيير جزءا من جهد أوسع للحد من نفوذ حزب الله وتدفقات تمويله التي جعلت منه قوة طاغية في البلاد.

وقال رئيس الوزراء نواف سلام في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال: “يمكنك أن تشعر بالفرق. نحن نحقق تقدماً في ملف التهريب لأول مرة في التاريخ الحديث للبنان”.

ويشكل انتزاع السيطرة من حزب الله أولوية  لدي حكومة نواف سلام باعتبار أن هذا الخيار يحظي بدعم غربي وأمريكي. .

، ومن المهم الإشارة هنا إلي أن لبنان الذي تحده إسرائيل وسوريا، يعتمد على مطار بيروت-رفيق الحريري الدولي كصلة وصل أساسية مع العالم الخارجي.

وقد جعل نفوذ حزب الله الطويل على المطار من لبنان هدفًا عرضة للهجمات الإسرائيلية، إذ اشتكت إسرائيل من استخدام إيران للمطار في تزويد حزب الله بالأموال. كما هددت إسرائيل الرحلات الجوية التي قالت إنها تهدف لإعادة تزويد حزب الله بالمؤن.

تأتي خطوات استعادة المطار في وقت يُحرز فيه الجيش اللبناني تقدماً في تفكيك مواقع ومخازن أسلحة حزب الله في جنوب لبنان، وهو المطلب الأساسي في اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته البلاد مع إسرائيل في نوفمبر.

وجاء هذا الاتفاق بعد حملة إسرائيلية استمرت شهرين من العمليات الاستخباراتية والغارات الجوية والمناورات البرية، أدت إلى تصفية قيادة حزب الله وتدمير جزء كبير من ترسانته. وقد أسفر القتال عن مقتل آلاف اللبنانيين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

ممطار رفيق الحريري

أتاح هذا الدمار والهدنة فرصة للحكومة اللبنانية لإعادة فرض سلطتها بعد سنوات من هيمنة حزب الله. وانتُخب رئيس جديد للجمهورية في وقت سابق من هذا العام، بعد عرقلة استمرت طويلاً من قبل حزب الله، وتعمل الدولة الآن على تعزيز قدرات جيشها على أمل موازنة نفوذ الجماعة الذي لا يزال كبيراً.

أعرب مسئولون عسكريون أميركيون وإسرائيليون عن رضاهم عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية للحد من سيطرة حزب الله على موانئ الدخول وعلى تسليحه في الجنوب، رغم أنهم يرون أن الطريق لا يزال طويلاً.

وقال مسئولون أميركيون إنهم متفائلون بحذر بإمكانية بسط سيطرة مركزية أكبر للدولة في ظل القيادة التكنوقراطية الجديدة للبنان، في بيئة يُلاحظ فيها ضعف حزب الله وتزايد الغضب الشعبي ضده.

من جانبه قال مسئول أميركي رفيع المستوى يشارك في اللجنة الدولية المشرفة على وقف إطلاق النار: “هناك أسباب تدعو للأمل هنا. لقد مر فقط ستة أو سبعة أشهر، وها نحن في وضع لم أكن أظن أنه ممكن تحقيقه في نوفمبر الماضي”.

وقد أحبطت الأجهزة الأمنية اللبنانية  بحسب الصحيفة الأمريكية مؤخرًا محاولة لتهريب أكثر من 50 رطلاً من الذهب لحزب الله عبر المطار، بحسب مسؤول أمني رفيع.

ويقرّ أعضاء من الجماعة المسلحة بأنهم يواجهون الآن صعوبات متزايدة في استخدام هذا المنفذ لجلب الأموال.

كذلك، فقد حزب الله طرق التهريب الرئيسية التي كانت تمر من إيران عبر سوريا، بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر، وتولّي حكومة جديدة معادية لإيران وحزب الله.

الآن، يواجه الحزب صعوبات في تمويل التزاماته بإعادة إعمار الممتلكات المتضررة من الحرب، والعناية بالجرحى، وإعادة بناء قدراته العسكرية.

خامنئي: المحادثات النووية مع الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات
المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي

رغم الهدنة، واصلت إسرائيل استهداف ما تقول إنه عناصر ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله. وبحسب قوة اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة، نفذت إسرائيل مئات الضربات داخل الأراضي اللبنانية خلال الهدنة، ولا تزال تحتفظ بقوات في عدة مواقع في الجنوب. وذكرت اليونيفيل أنها سجلت 19 حادثة إطلاق نار من لبنان باتجاه إسرائيل منذ دخول الاتفاق حيّز التنفيذ.

قال إبراهيم الموسوي، النائب عن حزب الله في البرلمان اللبناني: “لقد تلقينا ضربات شديدة مع مقتل كوادرنا وقياداتنا، وتدمير جزء كبير من ترسانتنا”.

وكان الموسوي يتحدث من مكتبه في مبنى يبعد ميلاً واحدًا عن المطار، محاطًا بأبراج سكنية تحوّلت إلى ركام وشوارع متضررة بفعل الغارات الإسرائيلية. ورغم اعترافه بحجم الدمار،

قال إن الجناح العسكري لحزب الله يستطيع إعادة التسلّح إن أراد. وأضاف: “إذا وُجدت الإرادة، وُجدت الوسيلة”.

فيما أعرب مسؤولون عسكريون أميركيون وإسرائيليون عن رضاهم عن جهود الحكومة اللبنانية لتقليص سيطرة حزب الله على مداخل البلاد وعلى سلاحه في الجنوب، لكنهم أكدوا أن العمل لا يزال طويلاً.

ويؤمن المسؤولون الأميركيون أن هناك فرصة حقيقية لعودة سيطرة الدولة، في ظل قيادة تكنوقراطية جديدة، وضعف في قدرات حزب الله، وتصاعد الرفض الشعبي له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى