تقارير

الخليج يترقب: هل تنجح الدبلوماسية في نزع فتيل الأزمة الإيرانية؟

خلال زيارته إلى الدوحة يوم الخميس 15 مايو 2025، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة “تقترب جداً” من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مشيراً إلى أن طهران “وافقت نوعاً ما” على الشروط المطروحة.

تصريحات ترامب جاءت خلال جولة إقليمية شملت قطر والإمارات، حيث أكد أن واشنطن منخرطة في “مفاوضات جادة للغاية” مع الإيرانيين من أجل سلام طويل الأمد، وأنه يأمل في تجنب أي تصعيد عسكري.

بحسب تقارير صحفية  أوضح ترامب أن هناك “مسارين فقط” أمام إيران: إما حل دبلوماسي ودي، أو مواجهة رد قاسٍ لم يشهده العالم من قبل. وأكد مجدداً: “لن نسمح بوجود أي غبار نووي في إيران. المسألة واضحة: إيران لا يجب أن تمتلك سلاحاً نووياً.”
مصادر قريبة من المفاوضات كشفت أن واشنطن قدمت عرضاً جديداً لطهران خلال الجولة الرابعة من المحادثات في عُمان، وأن طهران أبدت مرونة بشأن بعض القيود على برنامجها النووي، بما في ذلك تقليص نسبة التخصيب وقبول رقابة دولية مشددة – لكن إيران تصر على حقها في التخصيب لأغراض مدنية ورفع العقوبات بالكامل.


في المقابل، أشار عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إلى أن بلاده “لن تتخلى أبداً عن حقها في الطاقة النووية السلمية” وأن “تفكيك المنشآت أو وقف التخصيب بشكل كامل غير وارد”.

دبلوماسيون غربيون أكدوا أن الخلافات الجوهرية لا تزال قائمة، خاصة حول مستقبل منشآت التخصيب، وتوقيت رفع العقوبات، وضمانات عدم استئناف الأنشطة العسكرية النووية.

في سياق متصل، كشفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، في 8 مايو 2025، عن وثائق جديدة زعمت أنها تثبت استمرار النظام الإيراني في تطوير أنشطة نووية سرية، بما في ذلك مواقع غير معلنة لتخصيب اليورانيوم وأبحاث عسكرية محظورة.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه الأنشطة تتم في منشآت تحت الأرض بعيداً عن أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما أثار مخاوف دولية جديدة بشأن نوايا طهران. هذه الادعاءات، التي لم يتم التحقق منها بشكل مستقل بعد، زادت من تعقيد المفاوضات، حيث طالبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتوضيحات عاجلة من إيران

رسائل متبادلة بين التصعيد والتهدئة
رغم الأجواء الإيجابية الحذرة، لا تزال أجواء الشك والقلق تسيطر على العواصم الإقليمية والدولية. ترامب شدد على أن الخيار العسكري “ليس مستبعداً”، لكنه يفضل الحل الذكي والسلمي. في الوقت نفسه، أبدى مسؤولون أميركيون تفاؤلاً حذراً، معتبرين أن “الفجوات تضيق لكن لا تزال هناك قضايا عالقة يجب تسويتها”.

من جانبها، رحبت بعض دول الخليج بتشدد واشنطن، معتبرة أن أي اتفاق يجب أن يضمن منع إيران من تطوير السلاح النووي بشكل نهائي. في المقابل، عبّرت طهران عن رفضها للضغوط الأميركية،

واعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن “كل الفوضى في المنطقة سببها السياسات الأميركية” وأن إيران لن ترضخ للتهديدات أو العقوبات.وسائل إعلام غربية نقلت عن مصادر مطلعة أن مستشار المرشد الإيراني،

من جانبه أعرب علي شمخاني،مستشار خامنئي

البرنامج النووي للنظام الإيراني

في مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية، عن استعداد طهران لقبول قيود ملموسة على الأنشطة النووية.بشرط رفع العقوبات تدريجياً وضمانات بعدم العودة إلى سياسة “الضغط الأقصى”.
اتفاق قريب… ولكن معارك التفاصيل مستمرة
تصريحات ترامب في الدوحة تعكس مرحلة دقيقة من المفاوضات النووية: هناك تقارب في المواقف، لكن القضايا الجوهرية – من حق التخصيب إلى رفع العقوبات وضمانات التنفيذ – لا تزال عالقة.
الإدارة الأميركية تلوّح بخيارين لا ثالث لهما: اتفاق دبلوماسي ينهي الأزمة أو تصعيد غير مسبوق، في حين تراهن طهران على كسب تنازلات إضافية دون تقديم تنازلات جوهرية في البرنامج النووي.
في ظل هذه المعادلة، تبقى المنطقة على حافة اختبار جديد، حيث سيحدد نجاح أو فشل هذه الجولة من المفاوضات مستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وسط ترقب دولي لأي تحوّل مفاجئ في موقف أحد الطرفين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى