الداعية “زينب الغزالي”.. صاحبة الكتاب الأشهر “أيام من حياتي”
– يظل كتاب “أيام من حياتي” من أشهر كتب القرن العشرين، فقد انتشر انتشارا واسعا، كأنه النار في الهشيم، لأسباب كثيرة
– وبعيدا عن الأيديولوجيات والاتجاهات الفكرية والدينية، فقد كان الكتاب في حقائب طالبات المدارس المتبرجات، ورأيته في أيدي طلاب لا علاقة لهم بالصلاة، ولا الدين عامة، وكان الكتاب يتم (تدويره) على قرية كاملة، أو مدرسة ثانوية..
– كان معظم قراء هذا الكتاب، لا علاقة لهم بالإخوان، ولا عبد الناصر، ولا صراع الأيديولوجيات، ولا يعنيهم ذلك، وتلك هي النقطة التي تجعلنا نسأل: لماذا انتشر هذا الكتاب ولمع فجأة وشاع، ثم اختفى تماما ولم يعد يتذكّره أحد، وكانت مؤلفته مجهولة عند غير الإسلاميين؟
مَن تكون صاحبة هذا الكتاب؟
(زينب محمد الغزالي الجبيلي)
الميلاد: 2 يناير 1919م، قرية ميت يعيش، مركز ميت غمر، محافظة الدقهلية (مصر)
الوفاة: 3 أغسطس 2005م، القاهرة (88 عاما) وتم تشييع جنازتها يوم الخميس 4 أغسطس 2005م، من مسجد رابعة العدوية بالقاهرة..
– من عائلة ثرية.. فقد كان والدها من علماء الأزهر، وكان جدها تاجرا شهيرا للقطن في مصر.. وتُوُفيَ وعمرها 11 عاما، وانتقلت الأسرة للقاهرة.
– بعد حصولها على الثانوية العامة، كانت من أهم ناشطات “الاتحاد النسائي” مع هدى شعراوي، بعد أن رفض شقيقها دخولها الجامعة، فسارت على نهج عباس العقاد، لكن من طريق إسلامي: علّمت نفسها بنفسها، وغاصت في جميع كتب التفسير، والفقه، والسّيَر، والأدب..
– كانت خطيبة مفوّهة، وخاضت حروبا فكرية ضد الأزهر، في سنوات حياتها الأولى، من أجل الاتحاد النسائي، وكانت ترفع كل شعارات الاتحاد النسائي.
– شاء اللهُ أن تتغيّر حياة زينب الغزالي، وتنتقل من أقصى الشمال لأقصى اليمين، عندما ساقها القدر للانضمام لجماعة الإخوان، وهو عكس ما حدث مع الدكتورة نوال السعداوي التي بدأت حياتها إسلامية، وانتهت زنديقة رافضة للأديان، ومُنكِرة لوجود إله خالق للكون..
– أسست زينب الغزالي أول جمعية للسيدات المسلمات في تاريخ مصر، سنة 1937م، وكانت جمعية إسلامية ثائرة، لم تُنصَف للآن من المؤرّخين، ولم يكتب عنها أحد،
– أصدرت السيدة زينب الغزالي مجلة أسبوعية (مجلة السيدات المسلمات)، وهي أيضا من الإصدارات المهمة تجاهلها المؤرخون والباحثون خوفا من الأنظمة المصرية، من 1952م، للآن..
– كانت الداعية زينب الغزالي تُدرّس العلوم الشرعية في المساجد الشهيرة: الأزهر، وأحمد بن طولون، والإمام الشافعي، ومسجد السلطان حسن، وغيرهم
– قام جمال عبد الناصر بحل (جمعية السيدات المسلمات) بعد 1954م، وأغلق المجلة، وقدّمها للمحاكمة التي حكمت بإعدامها في 1965م، ثم تخفيف الحُكم للأشغال الشاقة المؤبّدة، قضت منها 6 سنوات داخل معتقلات عبد الناصر، ولذا كان كتابها الشهير (أيام من حياتي) حيث حكت فيه عن التعذيب داخل المعتقلات، لا فرق بين رجلٍ وامرأة..
(ملحوظة: السيدة زينب الغزالي ليست شقيقة الشيخ محمد الغزالي، ولا توجد أي صلات قرابة بينهما، فالشيخ الغزالي من قرية نكلا العنب، إيتاي البارود، محافظة البحيرة، والسيدة زينب الغزالي من قرية ميت يعيش، مركز ميت غمر، محافظة الدقهلية)
من أشهر أقوالها:
1- إن الذين يتكسّبون بالإسلام؛ لا يستطيعون خدمته.
2- لم تُخلق المرأة لتنشغل بهمومها الفردية بعيدا عن بناء أمتها.
3- للمرأة قضية نعم، لكن قضيتها ليست ضد أخيها الرجل، بل ضد الظلم الجاثم عليهما معا.
4- كلما استشرفت المرأة المسلمة نماذج الكمال؛ ارتقت وعانقت بهمتها عنان السماء.
5- ليست الموعظة وحدها كافية لدعوة الناس وتقويم اعوجاج سلوكهم، بل إلى ذلك تضاف الكلمة المبشّرة، واليد الحانية، والقلب الرحيم الذي يحتضن همومهم ويُلبِّي مطالبهم، لأن أُذُن الجائع لا يسلك فيها إلا نداء ينادي بالخُبز.
6- لا غِنى للداعية إلى الله من أن يكون مدرسة قرآنية، لأن كتاب الله منطلق الفهم، وموقد العزم، ومصدر تعلّم الصبر، وسلامة الصدر.
أهم مؤلفاتها:
1- أيام من حياتي
2- نحو بعث جديد
3- نظرات في كتاب الله (أوّل تفسير للقرآن الكريم تكتبه امرأة)
4- أسماء الله الحسنى
5- إلى ابنتي (جزآن)
6- غريزة المرأة
7- مشكلات الشباب والفتيات في مرحلة المراهقة.
8- شرح الأربعين النوويّة للإمام النووي
9- في الدين والحياة. (ذكريات زينب الغزالي)