“الدرسُ الآخَرُ مِنْ غَزَّة”.. شعر: الشيخ “شريف قاسم”
الـــدِّيـــنُ بـــــاقٍ والــجــهـادُ مُــخَــلَّـدُّ … بــهـمـا الــشـعـوبُ رشــادُهـا يـتـجـدَّدُ
لـولا الــجـهـادُ لَــمــا أنــــاخَ عــدوُّنـا … وهــــــو الــلـئـيـمُ وشـــــرُّه لايُــغــمـدُ
وَلَـمَا انـطوتْ صـفحاتُ ظـلمٍ وانطوى … عــبــثُ الــطـغـاةِ وحــقـدُهـم يـتـبـدَّدُ
أولَـــم تـــرَ (الـنـتـنَ) الـتـعيسَ وقـبـلَه … (شــارونَ) مـافعلا فـيا نـاسُ اشـهدوا
الــحـربُ كــانـت مـــن قــديـم زمـانـنا … وتــظــلُّ قـائـمـةً ويـشـهـدُها الــغَـدُ …
والــسِّــلـمُ جــــاءَ بــشـرعـةٍ قــدسـيـةٍ … لـلـخـلـقِ فــيـهـا خــيـرُهـم والــسـؤددُ
مــاشــابَ إســلامـيـةَ الــقـيـمِ الــتــي … عــمَّــتْ فــســادٌ أو لــظــى لا يُـخـمـدُ
هـــو ديـــنُ ربِّ الـعـرشِ هــلَّ مـبـشِّرًا … ونــبــيُّـه خـــيــرُ الـــوجــودِ مُــحَــمَّـدُ
وبــغــيـرِه كـــــذبٌ وزورٌ مـــــا نـــــأى … عــن (مـجلس ) الـعبثِ الـذي لايُـحمَدُ
هــو وكـرُ مَـن صـاغوا الـقوانين الـتي … بـالـحـرب والـبـغـيِ الـبـغـيضِ تـعـربـدُ
قـانـونُـهـا الــمـأفـونُ تــرويــه الــقُـوى … بــنـفـاقِـهـا وبـــمَــن تُــعــيـنُ تُـــنــدِّدُ !
وبــقــيـةُ الــجـمـهـورِ شــغـلُـهُـمُ بـــــه … صَــفِّـقْ و وافـــقْ فـالـتـأمرُكُ مُـطـبـقُ
والأمــرُ فــي زمــن الـتَّـجبُّرِ لــم يـكـنْ … إلا لــمَــن مـلـكَـوا الــسـلاحَ وجــنَّـدوا
هـيـهات يـنـعمُ فــي الـبـريةِ مَــن رأى … غــيـرَ الـــذي يـمـلـي الــقـويُّ ويـعـقـدُ
أمــــا الــحـقـوقُ فــرفُّـهـا لــمَّــا يـــزلْ … تـــحــت الـــتــرابِ بـثُـكـلِـهـا تــتــفـرَّدُ
فـيـهـا الـشـعـاراتُ الـجـميلةُ صُـفِّـدَتْ … خــوفـا عـلـيـها مـــن عــيـونِ تـحـسدُ
حـــقُّ الـنـسـاءِ وحـــق أطــفـالٍ فـهـل … أشــلاؤُهـم بــيـد الـحـقوق سـتـشهدُ !
والــعــنـصـريـةُ أنـــشــبــتْ أنــيــابَـهـا … أمَّــــــا الــمــبــاحُ فــشــأنُــه يــتــعـدَّدُ
مـــاذا نـقـول عــن الـحـضارةِ صـاغـها … فــــكـــر يـــهـــوديٌّ لـــكـــي تــتــهــوَّدُ
بــــل إنــهــا يــابــن الــكـرام تــهـوَّدتْ … وتــبـرَّجـتْ والــفِـسْـقُ فـيـهـا يُـقـصَـدُ
وأرى هــنــا هــــذا الــزمــانَ أغــاظـنـا … كـــــلا إنَّ الــزمــانَ بــأهـلـه يــتـجـدَّدُ
إنَّ الـــــذي مـــــلأ الـــزمــانَ تــعـاسـةً … هــــم نـخـبـةُ الـسُّـفـهاءِ لــمَّـا أزبـــدوا
وهــمُ الـذيـن أغـاظـهم صــوتُ الـفـدا … مــــن قــلـبِ غَـــزَّة إذْ تــحـدَّر يُــرعـدُ
طـوفـانُـهـا الــقـدسـيُّ ســفَّــه رأيَــهـم … وطـمى عـلى مَـن في المرابعِ أفسدوا
فـالـقـدسُ والأقــصـى وفــي أكـنـافها … عـــبــقُ الــنُّــبـوةِ ويــحـهـم لايُــزهَــدُ
فــــفـــداهُ أرواحٌ تــعــيــش لأجـــلـــه … ولأجـــلِـــه نــــــارُ الـــفـــدا لاتُــخــمـدُ
وافــى فـأحـيا فــي الـقـلوبِ حـنـينَها … لـــلـــهِ لايُـــرجَـــى ســـــواه ويُــعــبـدُ
فــالـمـلـك والــمـلـكـوت لــلــه الــــذي … بــــرأ الأنــــامَ ومـــن هُـــداه تـــزوَّدوا
والـحكمُ فـي الـدول الـتي لـم تحتكم … بـشـريـعـة الــخـلاَّقِ لـيـسـت تـجـحـدُ
إلا إذا كـــــفــــرَ الـــبـــغــاةُ بـــديـــنــه … ومـن الـهدى فـي ذي الـحياةِ تـجرَّدوا
فـالـمـلكُ فـــي حــكـم الـعـبـادِ أمــانـةٌ … إنْ أحسنوا في حكمهم أو أبعدوا (1)
فـالـمـلكُ : أيْ حــكـمُ الـعـبادِ بـمـوطنٍ … يـــدنــي إلـــيــهِ لــحـكـمـةٍ أوْ يُــبــعـدُ
والله كــم أفـنـى وأهـلـك مَــن طـغـوا … فــي حـكـمهم وعـلـى الـعـبادِ تـمـرَّدوا
والـويـل ثــم الـويـل إن حــان الـقـضا … يــومَ الـحـسابِ ولـيـتهم مــا سُــوِّدُوا
والـعـصرُ هــذا الـعـصرُ كــم مــرَّت بـه … مـحـنٌ عـلـى أهـلِ الـهدى واسـتُبْعِدُوا
وكـــم اسـتـبـدَّ بـحـكمِهم طــاغٍ وكــم … قــد أُعـدِمُـوا ظـلـمُا وكـم قـد جـالدوا
أمـــــا الــطــغـاةُ فَــمُــرِّغَـتْ بـهـوانـهـا … تــلــك الأُنــــوفُ وحــالُـهـم لايُـحـسَـدُ
وعـلـيـهم الـلـعـناتُ فــي صـبـحٍ أتــى … والـلاعـنون الـظـلمَ هــم مَــنْ وحَّـدوا
ولــقـد جـــرى طـوفـانـهم مـــن غَـــزَّةٍ … يـــلــقــي دروسَ الـــعـــزِّ لا يـــتـــردَّدُ
فـضحَ الـمخاتلَ والـخؤونَ ومَـن ونى … ذلاًّ وأســــــرعَ لــلأســافــلِ يــســجـدُ
بـــئــس الــرجـولـةُ إن ذَوَتْ أفـنـانُـهـا … وبـــظـــلِّ زيــــــفِ أذلَّــــــةٍ تــتــوعَّــدُ
عِــــشْ يــاجـبـانُ بــخـسَّـةٍ مـمـقـوتـةٍ … فـــلــكَ الــتَّــبـارُ و وجــهُــهُ الـمـتـبـلِّدُ
لا لــــن تــنــالَ مـــن الـجـهـادِ وأهــلِـه … فـلـسـانُـك الــمـوتـور ويــلـك مـخـمـدُ
مــاذاق طـعـمَ الـعزِّ فـي سـاح الـوغى … أو نـــالَ شــهـدَ الــجـودِ فـيـما يُـحـمدُ
هــــو درْسُ غــــزَّةَ لـلـرجـالِ تـرفـعـوا … عــــن زيــــفِ دنــيــا شــرُّهــا يـتـعـدَّدُ
وهـــــو الــجــهـادُ مــزيَّــةٌ مــحـمـودةٌ … أوفــــى مــآثـرَهـا الـحـبـيـبُ مُـحَـمَّـدُ
تـسـمـو بـــه الـنـفـسُ الـكـريمةُ رفـعـةً … هـــجــرًا لأهـــــواءٍ تُــمــيـتُ وتُــقـعـدُ
فــبـه الــتـزامُ الـنـفـسِ بـالـعهدِ الــذي … جــعـلَ الـنـفـوسَ مــن الـهـدى تـتـزوَّدُ
وبــــــه ســـتـــدركُ مــايــريـدُ إلــهُــنـا … إذ لــلــشــهـيـدِ مـــكــانــةٌ لا تُـــفْــقَــدُ
فــهــو الــــذي يـحـيـا بُـعَـيْـدَ شــهـادةٍ … رضـــــوانَ بـــارئــه وفـــيــهِ يــســعـدُ
فــــي جــنَّــة فـيـهـا الـنـعـيمُ بــزهـوِه … والـقـصـرُ مــن حـلـلِ الـخـلودِ مُـشَـيَّدُ
فــمــآلُـه الــفــردوسُ فــــي أكـنـافـهـا … هـــــذا الــهـنـاء الــسَّـرمـديُّ الأجــــودُ
مــــالا رأت عــيــنٌ ولا ســمـعـتْ بــــه … أذنُ ولا بـــالــبــالِ مـــــــرَّ الـــســـؤددُ
هـــذا ثـــوابُ مَـــن اتَّـقـى ربَّ الــورى … وهــفـا إلـــى الــديـن الـمـكـرَّمِ يـحـفدُ
ونــــأى بــدنـيـاه الــتــي تــغـري فــمـا … أصــغــى إذا نــــادى هــنــاك مــعـربـدُ
أو ضــمَّــه جــمــعُ الــذيــن تــوافــدوا … لــلـمـهـرجـانـاتِ الــــتـــي لا تُــحــمــدُ
فـيـهـا الأغــانـي والـمـجونُ ومــا بـهـا … إلا الــتَّــبــذُّلُ والــفــجــورُ الأســــــودُ
لـــم يـخـلـقِ الـرحـمـنُ نــاسًـا لـلـهـوى … كــــي يــعـبـدوا أوثــانَــه أو يـخـلـدوا
فـــهــي الــحــيـاةُ قــصــيـرةٌ أيــامُـهـا … وهـــــي اخــتـبـارٌ لابــــن آدمَ يُــعـقـدُ
يــاويـلَ مَـــن ضــاعـتْ لـيـالي عـمـرِه … فــــي لــهــوِه وبــديــنِ حــــقٍّ يــزهـدُ
وعـلـى (الـفوازير) الـسخيفة لـم يـزل … وعــلــى انــحـطـاطٍ لـلـنـفوسِ يُــهـدِّدُ
هــيـهـات تــنـدفـعُ الــنـوازلُ بـالـهـوى … وغــــثـــاءِ فـــكـــرٍ شــــــرُّهُ يــتــعــددُ
قـالـوا(أرسـطو) قــلـتُ عــقـلٌ واهـــمٌ … ومــؤيــدوه بــفـكـرِه لــــن يــسـعـدوا
(دارون)، (وافْرُويد) كذاك (وماركسٌ) … وســواهــمُ مــمَّــن هــــووا وتــبـدَّدُوا
أَهُـــــمُ الـــذيــن نـــراهــمُ لــحــضـارةٍ … تُـــــرجــــى وإنــســانــيَّــةٌ تـــتـــفــرَّدُ
أســفـي عـلـى أبـنـاءِ قـومـي ضـيَّـعُوا … قــيــمًـا مــآثــرُهـا الـجـلـيـلـةُ تــشـهـدُ
تـــبًّــا لِـــمَــن ركــعــوا لــغـيـرِ إلــهـهـم … فـهـو الــذي يـرضـى الـكـرامَ ويُـقـصَدُ
تـــبَّــا لِـــنــاسٍ يُــسْـلِـمـون أمــورَهــم … ذلاً لِـــــمَــــن بــــأُمــــورِه يــــتــــردَّدُ !
فــقـدوا مـفـاهـيمَ الــهـدى وتـهـافـتوا … حـول الـسَّرابِ ضُـحى فما ملكتْ يدُ !
ومــضـوا بـــلا وعــيٍ وغـيـرِ مـقـاصدٍ … فــــــإذا بــغــيـمِ ضــيـاعِـهـم يــتـلـبَّـدُ
إذْ كــلــمـا عــلـقـتْ بـمـخـلـبِ حــاقــدٍ … آراؤُهـــــم فـــإلــى نِـــــداهُ تــوافــدوا
تـــبًّــا لـــهــم لـــــو يـعـلـمـون بــأنَّـهـم … يــرجــون مَــــن لـهـلاكـهـم يــتـوعَّـدُ !
فـمـتـىيـرون الــنُّــورَ ؟ أم إنَّ الــهــوى … عـــبــثٌ يــــرون فــســادَه يــتـجـدَّدُ !
ذهــبـتْ نــفـوسُ الـصَّـالـحين عـلـيهمُ … حــسـراتِ مـكـلـومينَ كــيـف تـنـهَّدُوا
يــــاربِّ ألْــهــمْ كــــلَّ قــلـبٍ مـخـبـتٍ … حُــسْـنَ الــخـلاصِ فـحـالـنا لايُـحـمَـدُ
وأعـــد عــلـى أهـــلِ الـحـنـيفِ مـزيَّـةً … تـــأتـــي بـــعـــزمِ لايــلــيـنُ ويــغــمـدُ
واجــعـلْ مـسـامـعَهم تُــصـمُ إذا دعــا … قــومٌ مــن الـكـذبِ الـبـغيضِ تــزوَّدُوا
قــيــمُ الــجـهـادِ ويـالـهـا مـــن نـعـمـةٍ … وبـهـا الـنـفوسُ إلــى الـمـعالي تـصـعدُ
لــم تــرضَ غــلا بـالـكريمِ مــن الـرؤى … وهـــــي الــمــزيَّـةُ لــلــذيـن تــعــبَّـدُوا
لــلـه واعـتـكـفوا وهـــم لـــم يـسـأموا … وعـــن ابـتـغـاءِ الـفـضلِ لــم يـتـردَّدُوا
مـيـدانـهم ومـــع الـجـهادِ اسـتـشرفوا … عــلـويَّـة الـمـسـعـى وذلــــك يُــحـمَـدُ
يـخـشون قـنـطرةَ الـحـسابِ ، فـظـالمٌ … يُــقــتـصُّ مـــنــه وبــالـتَّـبـارِ يُــصـفَّـدُ
ومـــجـــاهــدٌ أو عــــابـــدٌ أو فــــائـــزٌ … فــجــبــيــنُـه بـــنــجــاتِــه مــــتــــورِّدُ
ولــهـم عــلـى بــوَّابـةِ الــرضـوانِ مــن … يــلــقـاهُ بــالـبـشـرى وفــيـمـا يُــسـعِـدُ
الـصَّـومُ يـشـفعُ والـصـلاةُ بــإذنِ مَــن … بــــــرأَ الــبــريَّــةَ والــجــوائـزُ أزيـــــدُ
ولــصــاحـبِ الــقــرآنِ تــــاجُ كــرامــةٍ … قــــد قــالـهـا خــيــرُ الــبـريَّـةِ أحــمــدُ
أمَّــــا الـجـهـادُ سـنـامُـه فـــي فـضـلـه … وهـــو الــربـاطُ لـــه الـمـواكبُ تـحـفدُ
مَـــن غـــابَ تـاريـخُ الـبـطولة والـفـدا … عـــــــن بــــالِـــه ولــغــيــرِه يـــتـــردَّدُ
سـيـظلُّ مـحـرومًا مــن الـوجـهِ الــذي … لــــم يَــطْــوِه هـــذا الـقُـتـارُ الـمُـسْـهِدُ
تـاريـخـنـا الــوضَّــاءُ بـالـنـهجِ ارتــقـى … نـــهـــجِ لــخــيــرِ الـعـالـمـيـن يُــمَــهِّـدُ
أصـحـابُه الـعُـبَّادُ فــي جـوف الـدجى … مــحـرابُـهـم بــهُــدى الــنَّـبـيِّ مُــشَـيَّـدُ
وإذا الـــعــدوُّ أتـــــى يــقــاتـلُ أُمَّـــــةً … هـــبُّــوا إلـــيــه ولـلـبـواسـلِ جــنَّــدُوا
مَــــن فــاتـه تــاريـخُ أجـــدادٍ مــضـوا … فــالـيـومَ غَــــزَّةُ مــــن جــديـدٍ تــولـدُ
أحــفـادُهـم هــاهــم عــلــى أكـنـافـهـا … قـــد مــرَّغـوا أنـــفَ الــعـدوِّ وهــدَّدُوا
مَــن جــاءَ يـغـزوهم فـسـوف يـردُّهم … إيــمـانُـهـم يـــــومَ الـــوغــى ومُــهَـنَّـدُ
هــــــذا الــمــلـثَّـمُ والــيـقـيـنُ بـــربِّــه … يــــــروي رســـالـــةَ أمَّــــــةٍ تــتــجـدَّدُ
والــعـبـقـريـةُ أفــــــردت ســنــوارَهــا … فـــهـــو الأبـــــيُّ الــشَّــهـمُ لايـــتــردَّدُ
والـجـنـدُ جــنـدُ بـطـولـةٍ قــد أرعـبـوا … هــــــذا الـــعـــدوَّ فــشــمـلُـه يــتــبـدَّدُ
قــد بـايـعوا ربَّ الـسـماءِ بـصـدقِ مَـن … يـبـغـيـه نــصــرًا هَــــلَّ أو يـسـتـشـهدُ
بـــل تــلـك مـاتـهـواهُ بــعـدُ نـفـوسُـهُم … فـثـوابُـهـم بــيــدِ الــجـهـادِ سـيـصـعدُ
قــــل لـلـذيـن تـخـاذلـوا ثــوبـوا إلـــى … رشــدٍ يــردُّ عــن الـبـلادِ مَــن اعـتـدوا
طـوبـى لـمَن هـجرَ الـتقاعسَ وارتـدى … ثـــوبَ الإبـــاءِ وفـــي الــوفـا لايُـفْـقَدُ
وأتـــــى ثــغــورَ الـمـكـرمـاتِ مــكـبِّـرًا … وعــــن الــجـهـادِ إذا دُعِــــيْ لايـقـعـدُ
لايــدركُ الـشـرفَ الأثـيـرَ أخــو الـهوى … أو مَـــن طـــوى عــزمًـا لـديـه الـمـرقدُ
نــعـمَ الـرجـالُ إذا خـطـاهم سـارعـتْ … لــفــخـارِ أمَّــتــهـم ولـــــم يـــتــردَّدُوا
أيـــن الـذيـن يـهـزُّهم صــوتُ الأذانِ . … . وقــــد دعــاهــم لـلـسُّـمُـوِّ الـمـسـجدُ
كــــم نــعـمـةٍ هــجـرَ الـغـبـيُّ ظـلالَـهـا … ونــــأى فــلـم يــدركْـهُ عــيـشٌ أرغـــدُ
فـاسـتـفـحـلـتْ أهـــــواؤُه مــمـقـوتـةً … فـــــدروبُ شـــــرِّ فـــســادِه تــتــعـدَّدُ
يُــلــغــي مــزيَّــتَـنَـا أعــاديــنــا فـــمــا … يـــــدرون مــــاذا يــضـمـرُ الـمـتـصـيِّدُ
داخـــت رؤوسُــهُـمُ وأعـجـزهـم بــهـا … هـــــذا الــثَّــبـاتُ فـلـلـمـزايـا حُـــسَّــدُ
والأرضُ تـعـرفُ مَــن يـعيشُ لـخيرِها … والأرض تــدري مَــن يـسـيءُ ويـفـسدُ
لا لـــن ولـــم يُــجْـدِ الأعـــادي بـغـيُهم … مـهـما بـوفـضتِهم أتـوا أو هـدَّدُوا (3)
والــرابــئُ الــحَــذِقُ الــمــدلُّ بـبـأسِـه … مـاكان يـبصرُ كـيف كـان الـمشهدُ (4)
ولــربَّــمــا يــغــريــه مــــــرأى أُمَّــــــةٍ … جـــذلُ ابـتـعـاثِ ربـيـعِها قــد يُـعـضَدُ
لــــــم يــســمــع الــتـكـبـيـرَ إلاَّ أنــــــه … بــيــدِ الــغــرورِ مُــصَـلَّـمٌ مــتـرددُ (5)
قـــد جـــاءَ مـعـتـرَك الـجـهـادِ شـبـابُنا … لـــلــهِ وابـــتــدروا الـــفــداءَ وردَّدُوا :
اللهُ أكــبــرُ لــــم تــــزل عــنـوانُ مَـــن … خــبــرَ الأذيَّــــةَ مــــن عـــدوٍّ يـجـحـدُ
طـغـيـان كــفـرٍ مـــا احــزأَلَّ ولا ثــوى … فــي دارِ تـوحيدِ رعـاها الـمسجدُ (6)
ســتــظـلُّ رغـــــمَ الآثــمـيـن عــزيــزةً … بــشـريـعـةٍ فـــيــه الــكــتـابُ مُــخَـلَّـدُ
والــسُّــنَّـةُ الـــغــرَّاءُ فـــجــرٌ صــــادقٌ … فـــيـــه الــبـشـائـرُ نـــــورُه لايــخــمـدُ
لـسـنـا عـلـى الإســلامِ نـخـشى مـنـهمُ … فــالــدِّيـنُ بـــــاقٍ هـــديُــه والأجــــردُ
وشـــيــوخُــه وشـــبــابُــه ونـــســـاؤُه … وســنـى مـبـاهـجِه الـحِـسـانُ الـمـوردُ
مـــوتــوا بــغــيـظٍ يــاطـغـاةَ زمــانِـنـا … فـلـقد أتــى الـيـومُ الـعـسيرُ الأســودُ
————————————-
إضاءة :
الملك : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
26/ آل عمران .
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) 107/البقرة
(أَوَلَمْ يَنْظُرُوْا في مَلَكُوْتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ)… 185/ الأعراف
ذكر الله سبحانه وتعالى (الملكوت) أيضا في سورتي المؤمنون و يس. وبذلك تكون كلمة الملكوت وردت أربع مرات، وليس فيها إشارة لإعطائها لأحد، وكلمة الملك جاءت بمعنى الحكم، والله يؤتيه مَن يشاء وينزعه ممَّن يشاء بعلمه وحكمته سبحانه وتعالى. وكلمة (ملكوت) تعني الرهبة العظيمة التي اختصت بها هذه الكلمة. والله أعلم .
الموتور: رَجُلٌ مَوْتُورٌ: مَنْ قُتِلَ لَهُ قَرِيبٌ وَلاَ قُدْرَةَ لَهُ عَلَى الأَخْذِ بثَأْرِهِ.
الوفضة: جعبة السهام ، كناية عن أسلحة الأعداد المتنوعة .
الرَّابئ : الجاسوس، أو عيون العدو ومخابراته.
مُصَلَّمٌ: مقطوع الأُذُن من أصلها. وهي: كناية عن الذُّلِّ والمهانة.
احْزَأَلَّ: علا وارتفعَ.