شهدت أسواق الذهب العالمية موجة صعود قوية منذ بداية عام 2025، حيث ارتفع سعر الأوقية بنسبة 27% مدعوماً بزيادة الطلب من البنوك المركزية والمستثمرين الذين يتجهون إلى المعدن النفيس كملاذ آمن amid تصاعد التوترات السياسية والتجارية العالمية.
تعزيز الاحتياطيات بوتيرة قياسية
أظهرت بيانات حديثة صعود صافي مشتريات البنوك المركزية من الذهب إلى 20 طناً في مايو 2025، ليُسجل أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، كما يمثل الشهر الرابع والعشرين على التوالي من التراكم النشط للذهب ضمن الاحتياطيات الدولية. وعلى مدار الـ12 شهراً الماضية، بلغ متوسط المشتريات الشهرية 27 طناً، مع تصدر كازاخستان وتركيا وبولندا وسنغافورة قائمة أكبر المشترين.
وتعكس هذه التوجهات استراتيجية طويلة الأمد، حيث يتوقع 95% من البنوك المركزية زيادة حيازاتها الذهبية خلال العام المقبل، وفقاً لمسح أجراه مجلس الذهب العالمي شمل 73 مؤسسة نقدية.
الهروب من الدولار.. الذهب بديلاً استراتيجياً
في سياق متصل، تتسارع وتيرة التحوُّل عن الأصول الأمريكية، مع انخفاض احتياطيات سندات الخزانة الأمريكية لدى الصين إلى النصف (من 44% إلى 22%) منذ 2015، بينما قفزت حيازاتها الذهبية من 1% إلى 6.5% من إجمالي الاحتياطيات. ويأتي ذلك في ظل استمرار الحرب التجارية والرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي.
أرقام قياسية ومؤشرات هبوط الدولار
بلغ سعر أوقية الذهب 3355 دولاراً الأسبوع الماضي، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.7%، فيما قفزت القيمة بأكثر من 100% منذ 2021. وفي المقابل، يواصل الدولار تراجعه إلى أدنى مستوياته منذ مارس 2022، منخفضاً بنسبة 10.8% خلال النصف الأول من 2025، في أسوأ أداء له منذ خمسة عقود.
هذه التحولات تعكس اتجاهاً عالمياً متصاعداً نحو تقليل الاعتماد على الأصول الأمريكية، واللجوء إلى الذهب كحصن ضد التقلبات وعدم اليقين الجيوسياسي.