في خضم أجواء سياسية وأمنية متوترة، عاد ملف قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” إلى الواجهة، مع اقتراب انتهاء ولايتها بنهاية الشهر الجاري. فقد حذر الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الثلاثاء، من خطورة إنهاء مهمتها أو تقليصها،
معتبرًا أن أي تغيير في جدولها الزمني من دون مراعاة الظروف الميدانية سيترك انعكاسات سلبية على الجنوب الذي ما زال يعاني من الاحتلال الإسرائيلي.
ويأتي هذا التحذير في وقت يناقش فيه مجلس الأمن الدولي مشروع قرار فرنسي لتمديد مهمة اليونيفيل حتى 31 أغسطس 2026، مع الإشارة إلى نية المجلس العمل على انسحابها لاحقًا.
غير أن الولايات المتحدة وإسرائيل أبدتا اعتراضهما على التجديد، خاصة بعد التزام السلطات اللبنانية، تحت ضغط أمريكي، بنزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام، تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر الماضي والذي أوقف أكثر من عام من المواجهات بين الحزب المدعوم من إيران وإسرائيل.
خلال لقائه قائد اليونيفيل، الجنرال ديوداتو أباغنارا، شدد الرئيس عون على أن بلاده باشرت اتصالات مكثفة مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، إضافة إلى دول شقيقة وصديقة، لضمان تمديد المهمة الدولية.
وأوضح أن لبنان يحتاج إلى دعم القوة الأممية في تعزيز الاستقرار بالجنوب ومساندة الجيش اللبناني، خصوصًا بعد قرار الحكومة رفع عدد القوات المنتشرة هناك إلى عشرة آلاف جندي.
من جانبه، أكد أباغنارا عبر منصة “إكس” أن “التنسيق الوثيق بين اليونيفيل والجيش اللبناني أساسي لاستعادة الاستقرار”، لافتًا إلى أن الجيش اللبناني انتشر بالفعل في أكثر من 120 موقعًا بمساعدة القوة الدولية.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، لم تتوقف إسرائيل عن شن غارات على مناطق جنوب لبنان، مؤكدة أن عملياتها ستستمر حتى يتم نزع سلاح حزب الله بالكامل، في حين تواصل احتلال خمس مناطق تعتبرها مواقع استراتيجية على الحدود.
ومن المقرر أن يصوّت مجلس الأمن على مشروع القرار في 25 أغسطس/آب، في خطوة ستحدد مستقبل أحد أبرز عناصر الأمن الهش في جنوب لبنان منذ عام 1978.