“الراعي والقطيع”.. شعر: محمود غنيم

مرَّ القطيعُ بأرض طاب منهلُها
وعُشبها، فاستقى من مائها، ورَعَى
فصاح راعيهِ: هيَّا، يا قطيع، بنا
نفلتْ من اللصِّ، إن اللصَّ قد طلعا
فقالَ كبشٌ له: ما الفرق بينكما؟
كلاكما يبتغي من لحمنا شِبَعا
دعنا له، وانج إن أحببتَ منفردًا
فلستَ أكثرَ زهدًا منه أو ورعا
نِعْم الفِرارُ الذي أقبلتَ تَنْشُدُه
لو كان ينقذِنا منه ومنك معًا!
————————–
الشاعر الإسلامي “محمود غنيم”
(1901م – 1972م) بقرية مليج، شبين الكوم، المنوفية (مصر)
بدأ محمود غنيم حياته التعليمية في الكُتاب، وحفِظ القرآن الكريم، ثم نهل من علوم العربية والعلوم الشرعية، وبعد مرحلة الكتَّاب التحق وهو ابن الرابعة عشرة بالمعهد الأحمدي الأزهري بطنطا، وظل به أربع سنوات، ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي، وقد ظل فيها أعوامًا ثلاثة، وقبل أن يحصل على شهادتها تم إلغاء دراسته بها، لكنَّه لم يقف عند هذا الحد، فإلتحق بأحد المعاهد الدينية ونال منه الشهادة الثانوية، وبعد ذلك التحق بمدرسة دار العلوم، وكان ذلك عام 1925م، وتخرَّج فيها عام 1929م. ثم بدأ حياته العملية بالتدريس
جمع «محمود غنيم» أشعاره ونَشَرها في دواوين، وكان قد جمع ديوانه الأول وهو «صرخة في واد» عام 1947م، وتقدم به لأول مسابقة شعرية يُعدها مجمع اللغة العربية بالقاهرة ففاز بالجائزة الأولى.
أما ديوانه الثاني فكان بعنوان: «في ظلال الثورة»، وقد جمعه مماكان ينشره في الصحف والمجلات في المناسبات المتعددة، ونال عنه جائزة الدولة التشجيعية عام 1963م.
ومن دواوينه كذلك ديوان «رجع الصدى»، وقد اجتهد الشاعر في طباعته لكن القدَر لم يمهله، فتُوفي، وتمت طباعة الديوان بعد وفاته (طبع هذا الديوان عام 1979م، وقد طبعته دار الشعب)