حوار: السيد التيجاني
أكد السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لجريدة الأمة الإلكترونية أن التصويت بأغلبية لعضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة إنجاز دبلوماسي هام ، يضاف إلي مجمل النتائج الجيدة لكفاح الشعب الفلسطيني ، وتأكيد علي مشروعية المقاومة المسلحة لأي شعب تحت الإحتلال ، وخطوة أخري علي طريق تأسيس دولة فلسطين.
وأضاف مرزوق أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو فشل عسكرياً وسياسياً وتسبب في تمزيق المجتمع الصهيوني بشكل غير مسبوق في تاريخ الكيان وتابع: شعور نتنياهو بالهزيمة حتي الآن قد يدفعه لمزيد من التحركات المتهورة إن لم تتدخل أمريكا بشكل حاسم وفي التوقيت المناسب .
وأشار مرزوق إلي أن عملية طوفان الأقصي فقدت توازن الردع الصهيوني بلا عودة ، ولن يبقي في المنطقة فيما بعد سوي توازن الرعب وهو يميل بشدة لصالح المقاومة .
وشدد مرزوق علي أنه لا ينبغي السماح لإسرائيل أن يكون لها القرار أو السيطرة علي إدارة غزة ، ولكن من ناحية أخري ينبغي أن يتحلى قادة المقاومة ببعض المرونة والتوصل إلي صيغة مناسبة لإدارة تكنوقراط فلسطينية ، علي الأقل تظل للإشراف علي عمليات إعادة البناء ، والإعداد للإنتخابات خلال خمسة أعوام . والي نص الحوار
■ بداية كيف تري تصويت 143 دولة لصالح فلسطين بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة؟
■■ إنجاز دبلوماسي هام ، يضاف إلي مجمل النتائج الجيدة لكفاح الشعب الفلسطيني ، وتأكيد علي مشروعية المقاومة المسلحة لأي شعب تحت الإحتلال ، وخطوة أخري علي طريق تأسيس دولة فلسطين.
■ لماذا يُصر نتنياهو الصهيوني احتياح رفح وتوسيع العمليات العسكرية رغم تهديد بايدن بمنع توريد الأسلحة الثقيلة والقلق العالمي؟
■■ نتنياهو لا يملك سوي الإستمرار في محاولة الهروب إلي الأمام ، لقد فشل عسكريا ، وسياسيا ، وتسبب في تمزيق المجتمع الصهيوني بشكل غير مسبوق في تاريخ الكيان الصهيوني ، وينتظره تحقيق قضائي سوف يقضي نهائيا علي مستقبله السياسي .. أي شخص في مكانه سوف يصاب بلوثة تؤثر علي سلامة قراراته.
■ وهل بالفعل يوجد خلافات بين نتنياهو وبايدن أم مسرحية؟
■■ هي خلافات بين زوجين علي درجة ملوحة طعام ، وليس لها أي مغزي سياسي أو عسكري ، وإنما مجرد إيحاءات .
■ هل انتهكت إسرائيل إتفاقية السلام مع مصر باقتحامها لمعبر رفح والسيطرة عليه.. وما رمزية رفع العلم الصهيوني بتلك المنطقة الحساسة؟
■■ بالمعني الفني الدقيق ، نعم انتهكت اسرائيل إتفاقية السلام نصا وروحا ، وذلك أمر يطول شرحه ولا يقتصر علي ما قامت به مؤخرا ..
مسألة رفع العلم هي محاولة بائسة لرفع الروح المعنوية لجنود إسرائيل في المصيدة ، ورسالة وقحة تهدف التحرش بمصر.
■ ما تعليقك علي تقرير هآرتس العبرية عن الفشل الاستخباراتي والعسكري الإسرائيلي قيل 7 اكتوبر؟
■■ هذه حقيقة واقعة ، فقد كانت إسرائيل تتباهي دائما بأن لديها عيون وآذان في كل غرفة نوم عربية ، ففاجأتهم المقاومة وهم يرقدون في غرف نومهم ، ثم ثبت ضعف آدائهم العسكري أثناء ذلك ، ثم في الشهور التالية حتي الآن ، وهو أمر يشبه ما فعلته مصر بهم في السادس من أكتوبر 1973 .
وإذا كانت في حالة العبور المصري قد فقدت نظريتهم الشهيرة في الأمن ، فأنها في حالة طوفان الأقصي فقدت توازن الردع بلا عودة ، ولن يبقي في المنطقة فيما بعد سوي توازن الرعب وهو يميل بشدة لصالح المقاومة .
■ ما توقعاتك بشأن توسيع العملية العسكرية في رفح وتأثيرها علي الأمن القومي المصري؟
■■ الأنظار مركزة علي التصعيد المكبوت بين مصر وإسرائيل . نتنياهو يعلم جيدا أنه لا يستطيع المغامرة بالعلاقات مع مصر مهما كانت فاترة ، لأن أي تطور سلبي يمثل تهديدا إستراتيجيا لإسرائيل ، وذلك أمر لا تحتمله إسرائيل .
علاوة علي أنهم يدركون أيضا حرص الإدارة المصرية علي عدم إنفلات الوضع بين البلدين ، لأن الحسابات المصرية أيضا لا تنشد الإنزلاق إلي مواجهة .
لقد أشار الرئيس في القمة العربية إلي سياسات ” حافة الهاوية ” ، وهي إشارة ذكية ، وتحذير واجب .
سياسات حافة الهاوية هي في الأساس صراع إرادات يغلب عليها أحيانا بعض الغرور ، دون أن يكون هدفها وقوع الصدام ، ولكن لا ضمان لذلك ، لأن من يمارس هذه السياسات لا يستطيع أن يتحكم في سرعات الإندفاع التي قد تؤدي فجأة إلي صدام خطير فيما يطلق عليه ” أثر قطع الدومينو ” domino effect ، أو التساقط المتوالي لأحداث نتيجة حركة واحدة.
شعور نتنياهو بالهزيمة حتي الآن قد يدفعه لمزيد من التحركات المتهورة إن لم تتدخل أمريكا بشكل حاسم وفي التوقيت المناسب .
ومن ناحية أخري لا تملك مصر ترف التخلي عن وزنها الإقليمي والدولي ، وإذا وجدت أنه ليس مفر من التصعيد ، فقد تتخذ خطوات تصعيدية مفاجئة ربما لا يتوقعها نتنياهو
■ إسرائيل المنهزمة عسكريا تتحدث عن خطة لإدارة غزة بعد الحرب ما تقييمك؟
■■ هذا موضوع شائك ، ومبدئيا لا ينبغي السماح لإسرائيل أن يكون لها القرار أو السيطرة علي إدارة غزة ، ولكن من ناحية أخري ينبغي أن يتحلى قادة المقاومة ببعض المرونة والتوصل إلي صيغة مناسبة لإدارة تكنوقراط فلسطينية ، علي الأقل تظل للإشراف علي عمليات إعادة البناء ، والإعداد للإنتخابات خلال خمسة أعوام .