الأمة: اختفى سائق شاحنة كازاخستاني بعد أن احتجزه مسؤولو الحدود الصينيون ، مما أثار مخاوف جديدة بشأن سلامة الكازاخستانيين العرقيين في اقليم تركستان ذي الاغلبية المسلمة المسمي “شينجيانغ” والذي تحتله الصين الشيوعية منذ سبعة عقود.
ووفقًا لمنظمة «الحرية ليوراسيا» (Freedom for Eurasia)، قُبض على أليمنور تورغانباي البالغ من العمر 47 عامًا عند معبر كالجات.
أثناء قيامه برحلة نقل طويلة لنقل معادن البناء من الصين إلى أوزبكستان. ولم تتلق عائلته في أوزوناغاش، بالقرب من ألماتي، أي أخبار عنه منذ ذلك الحين.
وفي حديث لأحد أفراد عائلته مع منظمة «الحرية ليوراسيا»، كان من المقرر أن يعود تورغانباي بعد انتهاء فترة الأربعين يومًا التقليدية التي يبقى فيها الرضع في منزل عائلة الأب.
وقال: «أخشى أن يتعرض والدي للضرب، ويُجبر على توقيع بعض الوثائق، ويُعطى بعض الحقن أو الأدوية الخطيرة».
يأتي هذا الاختفاء وسط مخاوف طويلة الأمد بشأن حملة «الضرب بقوة» التي تشنها الصين في شينجيانغ، والتي تصاعدت في عام 2017.
ويقدر خبراء حقوق الإنسان أن أكثر من مليون شخص، معظمهم من الأويغور والكازاخ،المسلمين تعرضوا للاحتجاز في ما يسمى بمعسكرات «إعادة التأهيل».
وقد نفت بكين اتهامات الإساءة، مؤكدة أن هذه المرافق كانت مراكز تدريب مهني مصممة لمواجهة التطرف وهو ادعاء كاذب.
ويبلغ عدد الكازاخ، وهم ثاني أكبر أقلية تركية مسلمة في شينجيانغ ” تركستان ” بعد الأويغور، حوالي 1.5 مليون نسمة.
وقد وقع العديد ممن لهم صلات بكازاخستان ضحية لهذه الحملة القمعية، خاصة بين عامي 2017 و 2019وحتي الآن.
ويثير احتجاز تورغانباي قلقًا خاصًا بشأن وضعه القانوني. فعلى الرغم من ولادته في الصين، فقد أصبح حاملًا لجواز سفر كازاخستاني في عام 2017.
كما أنه يحمل شهادة من عام 2018 تثبت تخليه رسميًا عن الجنسية الصينية، وهي وثيقة أعيد إصدارها بنسخة ورقية في عام 2023. وتجادل عائلته ومؤيدوه بأن هذه الحقائق يجب أن تدفع السلطات الكازاخستانية إلى التحرك.
وقد التزمت كل من كازاخستان والصين الصمت حتى الآن بشأن قضيته. وأشارت منظمة «الحرية ليوراسيا» إلى أن مثل هذه الاحتجازات غالبًا ما تنتهي بحالات اختفاء طويلة الأمد، مما يترك العائلات في جهل لسنوات.
في الوقت الحالي، تنتظر عائلة تورغانباي بقلق، على أمل ألا تتحول محنته إلى مأساة أخرى غير محلولة. وكما أكدت منظمة «الحرية ليوراسيا»، فإن كل يوم يمر دون إجابات يعمق حالة عدم اليقين والخوف.