الأمة الثقافية

السلطان حسن بن قلاوون

في مثل هذا اليوم 14 رمضان من عام 748هـ.. تولى السلطان حسن بن الناصر محمد قلاوون، الحُكم، وهو لا يزال صغيرا، في الفترة (1347م -1351م) كسلطان للدولة المملوكية بمصر والشام والحجاز واليمن والعراق وأفريقيا.

وهو صاحب أعظم أثر إسلامي في مصر، المعروف بـ اسم مدرسة السلطان حسن، والذي يُعدّ تحفة معمارية لا مثيل لها من ناحية البناء والزخرفة.

وُلد السلطان حسن، سنة (735هـ =1335م) ونشأ في بيت ملك وسلطان؛ فأبوه السلطان الناصر محمد بن قلاوون صاحب أزهى فترات الدولة المملوكية، بلغت فيها الدولة ذروة قوتها ومجدها، وشاء الله أن يشهد الوليد الصغير، 6 سنوات من حُكم أبيه الزاهر، فقد توفي سنة (741هـ = 1340م)، وخلفه 6 من أبنائه لا يكاد يستقر أحدهم على المُلك حتى يُعزل أو يُقتل ويتولى آخر، حتى جاء الدور على الناصر حسن، فتولى السلطنة في (14 من رمضان 748 هـ= 18 من ديسمبر 1347م) صبيا، لا يملك من الأمر شيئا، قليل الخبرة والتجارب، فقيرًا في القدرة على مواجهة الأمراء والكبار وتصريف الأمور.

وكان يدبّر الأمر الأميران: منجك وأخوه “بيبغا أرس”، وأصبح السلطان حسن كالمحجور عليه.. عاجزا عن التصرف، وشاءت الأقدار أن تشهد السنة الثانية من حكمه ظهور الوباء الذي اشتد بمصر وفتك بمئات الألوف، ويذكر المؤرخون أنه كان يموت بمصر ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألفا في اليوم الواحد، وحفرت الحفائر وألقيت فيها الموتى؛ فكانت الحفرة يدفن فيها ثلاثون أو أربعون شخصا، وعانى الناس من الضرائب والإتاوات التي فرضها عليهم الأميران الغاشمان؛ فاجتمع على الناس شدتان: شدة الموت، وشدة الجباية.

وفي سنة (751 هـ= 1350م) أعلن القضاة أن السلطان قد بلغ سن الرشد، وأصبح أهلا لممارسة شؤون الحُكم دون وصاية من أحد، أو تدخّل من أمير، وما كاد يمسك بيده مقاليد الأمور حتى قبض على الأميرين وصادر أملاكهما، وكان هذا نذيرا لباقي الأمراء، فخشوا من ازدياد سلطانه، واشتداد قبضته على الحُكم، فسارعوا إلى التخلص منه قبل أن يتخلص هو منهم، وكانوا أسرع منه حركة فخلعوه عن العرش في (17 من جمادى الآخرة 752 هـ= 11 من أغسطس 1351م)، وبايعوا أخاه الملك صلاح الدين بن محمد بن قلاوون، وكان فتى لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى