تعيش مدينة السليمانية، معقل الاتحاد الوطني الكردستاني، منذ ليلة أمس على وقع اشتباكات مسلحة دامية أسفرت عن سقوط أربعة قتلى وعشرة جرحى، إثر اعتقال لاهور شيخ جنكي، الرئيس السابق لجهاز مكافحة الإرهاب وأحد أبرز قادة الاتحاد، ورئيس جبهة الشعب الكردية.
ويعكس هذا التوتر استمرار الانقسامات الداخلية في صفوف الاتحاد الوطني، حيث يتنازع أجنحته على النفوذ داخل السليمانية، في ظل علاقات متوترة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقود حكومة الإقليم في أربيل. وتؤكد مصادر محلية أن الاشتباكات وصلت حتى محيط منزل بافل طالباني، الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني، في مؤشر على خطورة الوضع.
رئاسة إقليم كردستان دعت إلى ضبط النفس وحل الخلافات عبر القانون والسلم، في حين شددت الحكومة الاتحادية في بغداد، عبر المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، على ضرورة أن تتم الإجراءات القضائية بحق لاهور جنكي وفق الدستور وبشفافية كاملة، مع التأكيد على أن أمن السليمانية وأمن العراق عموماً “فوق جميع الاعتبارات”.
ويرى مراقبون أن ما يجري في السليمانية لا يمكن فصله عن صراع الزعامة داخل الاتحاد الوطني، والذي بدأ منذ سنوات بين جناح لاهور جنكي وجناح بافل طالباني، وأن تطور الأحداث قد يشكل تهديداً مباشراً لاستقرار الإقليم إذا لم تُعالج الأزمة سريعاً.