في تصعيدٍ مأساوي جديد، استيقظت ولاية شمال كردفان على هجوم دموي نفذته قوات الدعم السريع، حيث اجتاحت مجموعة مسلحة قرى نائية في ناحية “برا” على مدار ساعات الليل،
وأحرقت منازل وسُجّلت مجازر بحق السكان المحليين. شهود عيان أكدوا أن القرى خلت تمامًا من سكانها بعد أن أُجبروا على الفرار وسط نيران القصف المدفعي والطلقات العشوائية، بينما تُركت الجثث في العراء.
مكتب المحامين الطوعيين وثّق سقوط أكثر من 300 قتيل من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في مجزرة وصفها بيان الأمم المتحدة بأنها “إحدى أسوأ الجرائم الجماعية منذ اندلاع الحرب”. القصف لم يرحم أحدًا، وشمل بلدات مثل “الفولة” و”أبو زبد”، وسط صمت دولي مطبق وإحجام عن التدخل المباشر.
في ذات السياق، تعرّضت كنيسة في العاصمة الخرطوم للهدم من قبل جهات مجهولة، في مؤشر خطير على تنامي الانتهاكات ضد الأقليات الدينية في ظل الفوضى الأمنية.
وفي الشمال والشرق، تواصل الكوليرا الانتشار، إذ بلغت الإصابات أرقامًا غير مسبوقة بعد تسجيل حالات مؤكدة في 17 ولاية من أصل 18، ما يهدد بكارثة صحية جديدة تضاف إلى جراح البلاد المفتوحة.
السودان، المنهك بالحرب والشتات، يقف على شفا هاوية، بينما تتسع دائرة المعاناة ولا يلوح في الأفق أي بصيص لإنهاء الكارثة.