السياسي السوري عاطف نموس :قادة سوريا الجدد قادرون علي فرض الاستقرار وتجنب الفوضى
السياسي السوري عاطف نموس :قادة سوريا الجدد قادرون علي فرض الاستقرار وتجنب الفوضى
3أسباب تكشف أسرار انهيار جيش الأسد وإجباره علي الهروب لروسيا
مواقف ترامب هي من ستحدد بوصلة الأنظمة العربية من الثورة السورية
*الأنظمة المشاركة في اجتماع الأردن وظيفية وحكام سوريا الجدد متنبهون لمؤامراتهم
*رفع علم الحرية فوق السفارة في واشنطن ستكون له تداعيات قوية في عواصم الثورة المضادة
*لن نقع في الأخطاء التي ارتكبتها الثورات في مصر وليبيا وسنقطع رءوس الفتنة
*قد نقبل وجودا روسيا محدود في سوريا وموسكو مستعدة لتقديم تنازلات
*قادرون علي سحق مرتزقة قسد والقلق من خطرهم مبالغ فيه
*قضية الجولان تحتاج لسنوات لحلها والتحرشات الإسرائيلية هدفها نشر الفوضى وإفشال المرحلة الانتقالية
*حكومة البشير قادرة علي تعميم تجربتها الناجحة في أدلب لكل أرجاء سوريا
أكد السياسي والناشر السوري الدكتور عاطف نموس ، قدرة قادة المرحلة الانتقالية في سوريا علي العبور بسوريا لبر الأمان ،وتحقيق الاستقرار، مشيرا إلي أن من خططوا لحرب تحرير سريعة خاطفة وبأقل قدر من الخسائر وأنقذوا سوريا من النظام الأسدي المجرم قادرون بدعم من الشعب السوري علي بناء سوريا جديدة ،ينصهر فيها كل مواطنيها علي قاعدة المساواة والحرية واحترام القانون. .
وقال في حوار له مع “جريدة الأمة الاليكترونية” إن حكومات الثورة الثلاثة ،والتي شكلت في إدلب وحققت نجاحات مذهلة ،قادرة علي تكرار نفس السيناريو في كل محافظات سوريا ،وقادرة كذلك علي سحق قوات قسد وقطع الطريق علي أية محاولات لنشر الفوضي وعرقلة نجاح الثوار في بناء سوريا جديدة. .
ولفت نائب رئيس الجمعية العالمية للأكاديميين العرب، إلي إمكانية وجود تفاهم مع روسيا حول قواعدها في سوريا، بحيث لا يشكل وجودها العسكري اي تهديد للاستقرار في سوريا، لافتا إلي أن المراحل الانتقالية تجب إدارتها بعقلانية وتوازن وعدم الدخول في عداء مع الجميع ،بل علي العكس تغليب المصالح المتبادلة.
وشدد علي أن ملف الجولان معقد وقديم ،ويحتاج لوقت طويل للوصول لتسوية له، لافتا إلي أن ما يجري في الجولان والمنطقة العازلة ، هدفها اشغال الثوار عن محاولات لبناء سوريا جديدة ،وإشاعة أجواء من الفوضي وهو ما يتنبه له الثوار جيدا.
الحوار مع السياسي والناشر السوري عاطف نموس ،تطرق لقضايا عديدة سنعرضها بالتفصيل في السطور التالية. .
* ما هو تصورك للفترة الانتقالية وما مدي قدرة فصائل المعارضة علي تجاوز الاختلافات فيما بينها والحفاظ علي وحدة سوريا واستقرارها؟
**الحمد لله أن من علي سوريا بهذا النصر الكبير،وتحرير أرضها الغالية ،وتخلص شعبها من النظام الأسدي البائد ،وبدأت تفتح أبواب الحرية تفتح ،ولكن هذه الأجواء الإيجابية ،التي لا تنفي أن الثورة السورية ،تمر حاليا بأصعب المراحل في تاريخها ،وهي المرحلة الانتقالية .
ولكني دعني أقول إن قوة ردع العدوان كما هيأت نفسها بشكل كبير للمعركة العسكرية ،والتخطيط والتنفيذ لها بجدارة ويسر ودون خسائر، بل إن هذه المعركة وجهت رسائل إنسانية وأخلاقية عالية جدا علي الارض ،بالتعامل مع فسيفساء الوطن السوري.
ومن المهم الإشارة إلي هيئة العمليات التي تسلمت الحكم قد أقامت بناء حضاريا راقيا ،ودربت جيلا يستطيع أن يدير هذه المرحلة بكل جدارة وقدرة ،وهو ما ظهر في السابق في محافظة إدلب المحررة شمال سوريا .
*كيف أمضت فصائل المعارضة السورية في أدلب هذه السنوات في ظل الأوضاع الهادئة نسبيا في هذه المحافظة ؟
** قوي المعارضة السورية وقادتها لم يذهبوا للعيش في المخيمات ،ليتباكوا علي جراحهم ،أو يبحثوا عن لقمة العيش ،بل تجمعت هناك الطاقات حيث تملكوا أرضا لا يمتلكه إلا هم ، ولا يحكمها إلا هم ،وعاشوا تجربة لمدة 9أو 10سنوات ، حيث انفجرت طاقات الابداع رغم الضغوط الشديدة من قبل نظام الأسد البائد وحلفائه .
و دفعت هذه الضغوط هؤلاء للإبداع بأقصى قدر ممكن حيث تجمعت كفاءات علي المستوي الصناعي ،وعلي المستوي الفكري والحضاري والسياسي والدبلوماسي وربما تقدم جامعة إدلب التي أساسها ثوار سوريا دليلا علي ما تحقق من نجاحات، حيث أسهمت في إخراج طاقات وكوادر في جميع التخصصات وصنعت جيلا مدربا علي كافة ما يتطلبه المجتمع ويلزم لتأسيسه وتطويره فضلا عن تشكيلهم 3حكومات متعاقبة في شمال سوريا المحررة.
*وماذا قدمت الحكومات الثلاث في أدلب ؟
** إذا نظرنا إلي الخدمات التي قدمتها هذه الحكومات في أدلب ،حيث نجد شوارعها نظيفة بشكل متساو مع أرقي المدن العالمية ،وكذلك سلاسة المرور والشاحنات المخفية التي لا تظهر علي سطح الأرض،
ووقدمت أيضا الخدمات الكهربائية المنتظمة ،دون انقطاع فضلا عن الأمن والامان ،وتوافر المواد الغذائية وكذلك وجود صناعات متقدمة ،بشكل يدل علي أن هذه الأمور تنم عن وجود استعدادات وخطط لها بشكل جيد..
*السقوط السريع وغير المتوقع لنظام الأسد يطرح تساؤلا عن مدي استعداد القادة الجدد لحكم سوريا ؟
** فيما يتعلق بقوي المعارضة الأخرى، فمن المؤكد أنها استعدت لهذه اللحظات ،وهذا الفتح استعدادا جيدا منذ أكثر من عام ونصف أو عامين ،وتمت دراسة كيف ستدخل فصائل المعارضة الكبري التي انخرطت في عملية ردع العدوان في المرحلة الانتقالية وهي أكثر انسجاما حيث بدأوا خلال الأيام القليلة الماضية كأنهم فصيل واحد.
ولم تعد هناك خلافات بين هيئة تحرير الشام والجيش الوطني، حتي أن أحد لم يبد أي اعتراض علي التأكيد بأن جميع الفصائل ستحل وسيتم تشكيل الجيش السوري الجديد، من الفصائل التي عملت علي الارض.
*وماذا عن قوي المعارضة السورية التي لم تشارك في عملية ردع العدوان ؟
** بعض قوي المعارضة السورية الموجودة في الخارج ،وخصوصا في بعض العواصم الأوروبية والعربية ،ممن يطلق عليهم المتكئون علي الارائك والفنادق وكذلك من باعوا أنفسهم لبعض العواصم العربية ،وهؤلاء سيكون دورهم مرتبطا بمدي ولائهم لبلدهم سوريا وحبهم لوطنهم والجميع معروفون بهذا.
*رغم أجواء الفرح التي تسود المشهد السوري إلا أن هناك مخاوف من احتمال تكرار السيناريو هين المصري والليبي وتفريغ انتصار الثورة السورية من مضمونها وهو ما ظهر في اجتماع الأردن الأخير؟
**أجواء الفرح مستمرة وستستمر لكل الشعب ،ولكن قادة العملية الانتقالية الذين أسقطوا الأسد وبدأوا يديرون العملية الانتقالية بمنتهي الدقة والقوة ،بل استفادوا من الأخطاء التي وقعت فيها التجربة المصرية حتي قبل أن يتمكنوا من تحقيق الانتصار علي الأسد .
وكذلك كانت لثوار سوريا ملاحظات علي الثورة الليبية، التي ينظر لها السوريون، باعتبارها تجربة مأساوية حيث استفادوا من هذه الأخطاء ويعملون بقوة علي تجاوزها.
*ما تقييمك لما جري في الأردن ومحاولات فرض نوع من الوصاية علي ثوار سوريا ؟
**اجتماع الأردن الذي ضم دولا عربية وتكتلات هنا وهناك معمول حسابه لأقصي الحدود من هنا ، حيث لا يتوقع خيرا من معظم من شاركوا في الاجتماع ،باعتبار أن معظمهم دول وظيفية وربما يتلقون تعليمات من عواصم القرار تغير مواقفهم بالكلية .
*ماذا عن تركيا التي يعتبرها البعض ضمانا للقوي الجديدة في سوريا أو داعمة لها ؟
*رغم أن تركيا من أكثر الدول التي دعمت ثوار سوريا ،ولكن علينا أن نضع في اعتبارنا ذلك أن نظام الحكم السوري الجديد عندما تحرك لردع العدوان ، وإسقاط الأسد لم يستشر أحدا ،وكانت تحركاته ذاتية بحتة ،وهذا لا يمنع من وجود تنسيق وترتيب علي المستوي السياسي المحلي والدولي .
*كيف نظرت لتصريحات ترامب حول الصلات بين حكام سوريا الجدد وتركيا ؟
**ما قلته ينسجم مع سمعناه اليوم من كلمات ترامب من أن الذين تسلموا.الحكم في سوريا يتمتعون بصلات جيدة مع تركيا التي بنت جيشا جيدا بل أردف :هنا لا يخاف علي حلفاء تركيا .
وربما تعطيك هذه الكلمات ضوءا اخضر بسيطا، أن الأمريكان وهم سادة دول المنطقة مرتاحون للتطورات الأخيرة في سوريا بشكل سيقطع الطريق علي المتآمرين علي الثورة السورية مهما فعلوا ومهما مكروا.
*ما تتحدث عنه قد تكون بشائره قد بدأت مع رفع علم الثورة السورية فوق سفارة دمشق في واشنطن؟
**رفع علم الحرية السوري الاخضر علي السفارة السورية في واشنطن و قبول الأمريكان بهذا الأمر له مدلول واحد أن هذا العلم سيرفرف قريبا في جميع العواصم العربية.
*في هذا السياق كيف تفسر حالة القلق التي يبديها النظام المصري تجاه انتصار الثورة السورية ؟
** النظام المصري هو الأكثر قلقا من انتصار الثورة السورية حيث يدرك أنه لم يحكم سيطرته علي مصر بشكل تام ،ويدرك كذلك أن علاقاته مع الشعب المصري المسلم المحب للانفتاح والحرية شديدة السوء ،وربما يخشي حكام القاهرة أن تكون مصر هي المحطة الثانية بعد سقوط النظام الأسدي المجرم.
*هناك صعوبة شديدة لفهم اسباب انهيار جيش الأسد وانسحابه من المشهد بدون مواجهة قوية مع الثوار .. فما تفسيرك لهذا الانهيار؟
**الإعداد للمعركة كان يتطلب من هيئة العمليات معرفة نقاط الضعف الكبيرة للجيش لاستغلالها لتحقيق الانتصار في اسرع وقت، وهو ما ارتبط بمتغيرات دولية مثل طوفان الأقصى ،وفشل النظام الدولي في ردع إيران عن دعم روسيا بالطائرات المسيرة ضد اوكرانيا
وقد أثار هذا استياء كبيرا لدي امريكا وحلفائها الغربيين وكذلك الكيان الصهيوني من محاولات النظام الإيراني تغيير ولاءاته،وبالتالي يجب تقليم اظافر هذا النظام بشكل فوري وهي حلفائها وكلائها في المنطقة
وهنا يجب أن نضع في اعتبارنا أن من كانوا يدعمون نظام الأسد هم المتوحشون الإيرانيون واذرعهم التي لا تعرف اي ولاء عربي أو اسلامي وفي مقدمتهم حزب الله الذي انهار ونتنمى له الزوال وكذلك الفاطميون والزينبيون والحشد الشعبي بالعراق ،حيث بدأ تقليم اظافر هؤلاء والقضاء عليهم
وأيضا يجب أن نضع في أعتبارنا المتاعب التي يواجهها النظام الروسي في ظل الحرب في اوكرانيا ،وهنا أصبح النظام السوري في مرحلة لا يستطيع الدفاع عن نفسه هذا الوضع وهومااستغلته القوي الثورية وتقدموا يخطئ ثابتة .
*لكن لماذا لم يستنجد الأسد بحلفائه وفضل الهروب ؟
**لقد حاول الأسد مجددا اللجوء للروس والإيرانيين ،ولكن كان الانهيار اسرع ،لدرجة أن كثيرا من قادة العمليات قالوا إن الانتصار وقع دون إطلاق طلقة واحدة كأننا انتصرنا بالرعب ولهذه الأسباب فقط انهار نظام الأسد.
*هناك مخاوف شديدة من إمكانية توظيف قوات قسد من قبل واشنطن وتل أبيب كخنجر في خاصرة الثورة السورية .. كيف تتعامل فصل المعارضة مع هذه المخاوف؟
**قسد بالنسبة لأمريكا مجرد مرتزقة مهمتها حماية منابع النفط السورية وأهداف أخري مقابل تكاليف قليلة للغاية وبالتالي فقوات المرحلة الانتقالية قادرة علي ألحاق الهزيمة بهم وطردهم من أهم معاقلهم ،ومنها منطقة دير الزور ،هو ما ظهر بقوة في استيلاء قوات الثورة السورية علي بعض آبار النفط السورية ،ودحر قواتها والاتجاه بهم الي شريط ضيق ومعزولة في الرقة والقامشلي.
وهنا يجب أن ندرك الأزمات الكبيرة بين تركيا وقوات قسد باعتبارها مرتبطة مع حزب العمال الكردستاني، وعندما هزمت قوات قسد في دير الزور وانسحبت بعض كتائب المضادات الجوية الخاصة بهم، تم استهدافها من قبل المقاتلات التركية .
وبالتالي فالقلق من قصد ليس كبيرا ،خصوصا أنه تم حصارها في شريط ضيق وزاوية قريبة من الحدود التركية و هي خاضعة لنفوذ سيطرة حكام سوريا الجدد القادرين علي دحرها وإلحاق شرهزيمة بها
ويجدر بنا هنا كذلك القول أن ما تتمتع به القوات التركية من حرية حركة في هذا الشريط، سيضيق الخناق علي هذه الميليشيات ويضعها بين فكي الكماشة ،ويقضي علي اي قدرة لها علي تشكيل أي إزعاج لثوار سوريا.
*مشكلة القواعد الروسية من الازمات التي يتعين علي القوي السورية في مرحلة ما بعد الأسد كيف يمكن التعامل مع هذا الملف؟
**بالنسبة للقواعد الروسية فقد تعهد الروس بنقل قواتهم وألياتهم ومقاتلاتهم الي قاعدة حميميم ، وقد رصدت المراقبة الجوية الأجواء السورية انتقال هذه القوات بحسب المتفق عبر طائرات الشحن الجوي حيث يطالب الروس بأن يكون لهم وجود رمزي في الأراضي السورية مقابل تعهدات بالحفاظ علي علاقات مستقرة وهادىة بين البلدين
بل إن هناك تسريبات تشير لاستعداد روسي لتسليم عدد من الضباط السوريين المحسوبين علي الأسد خصوصا اذا سمح لهم يتواجد معين في سوريا لا يشكل اي تهديد للاستقرار والأمن في سوريا خصوصا اذا تلقت دمشق ضمانات دولية بذلك
لذا يجب التركيز هنا علي مصالح سوريا العليا ،وأن المراحل الانتقالية يجب أن تدار بشكل متوازن بدلا من معاداة الجميع والبحث عن نقاط التقاء المصالح وتعزيزها والبناء عليها بشكل يحقق المصالح المتبادلة.
*يعد ملف هضبة الجولان السورية أيضا من الازمات السورية تصوركم للتعامل مع هذا الملف وهل يمكن تقديم تنازلات في هذا الملف سعيا لتأمين الدعم الدولي للمرحلة الانتقالية؟
**ملف الجولان الشائك القديم، الذي سيطر عليه الاحتلال بعقد تمليك أو ايجارطويل الأمد ،وقعه المقبور حافظ الاسد مع الكيان الصهيوني ،ولذلك فقد تحركت قوات الكيان واخترقت المنطقة العازلة وذلك لإثارة قلاقل لحكام سوريا الجدد في المرحلة.
وهذه حيلة تلجأ إليها القوي الاستعمارية دائما خلال المراحل الانتقالية، فالفرنسيون حين خرجوا من الجزائر ،فجروا في وجوههم قضية الصحراء الغربية بواسطة جارتهم المغرب لإشغال الثوار الجدد عن بناء بلادهم خصوصا انهم لم يتمكنوا بعد من بسط سيطرتهم ونفوذهم بشكل كامل علي الداخل.
*في هذا السياق ما تصوركم لتسوية هذه المشكلة ؟
**مشكلة الجولان ستأخذ وقتا طويلا ،لحل هذا الملف الشائك ولكن الأزمة في الجولان حاليا هي محاولة للفت الأنظار عن نجاح الثورة ،ومحاولات إشعال الحكومة الانتقالية في قضايا جانبية .
وبالتالي عدم التمكن من مواجهة المشكلات الداخلية وإفشال مهمة الحكومة الانتقالية وإشاعة أجواء من الفوضى وحكام سوريا الجدد اوعي من ذلك بكثير، وسيتعاملون مع بعض التحرشات الصهيونية بحكمة حتي يتمكن الثوار من إحكام السيطرة علي الملفات الداخلية وإعادة الاستقرار لسوريا وهذه وجهة نظر تحليلية ولكنها قد تلتقي مع وجهة النظر الرسمية.
* تصوركم لمستقبل سوريا في ضوء هذه التصورات ومدي قدرة قوي المعارضة والفصائل علي الخروج بسوريا من النفق المظلم؟
**سوريا الجديدة دعني اشبهها بإدلب العز ،فثوار سوريا وطوال السنوات الماضية نجحوا في تحويل أدلب هذه المدينة الزراعية الصغيرة في الشمال السوري إلي تجربة مزدهرة تضاهي بعض المدن الكبيرة .
وخلال الأيام الماضية زارني وفد بريطاني في اسطنبول حيث كان هذا الوفد يتحدث بتهكم عن الوضع في شمال غرب سوريا لكني قلت لهم لا اريد آراءكم من بعيد لكن عليكم زيارة إدلب والحكم عليها من الداخل وهو ما تحقق بالفعل
و وبعد الزيارة قال رئيس الوفد : “لو تركت إدلب خمس سنوات فستكون في وضع أفضل من دبي فما حدث من حكومة إدلب خلال الأعوام من 2016حتي 2024مذهل فجامعة إدلب الرسمية تضم 26الف طالبات ناهيك عن العديد من الجامعات الخاصة.
*وماذا عن المجالات الأخري هل تحقق نفس النجاح ؟
**النجاحات الكبيرة تجققت مستوي الصناعات المدنية والعسكرية حيث نجحت المصانع في إنتاج الطائرة المسيرة شاهين ، بأجيالها الأربعة ،حيث كانت هذه المسيرة هي سلاح الرعب في تحرير سوريا فضلا عن وجود صناعة سيارات وفق معايير عالمية
وكذلك بعض المصانع الكيماوية مثل الأدوية والبلاستيك والصلب وبعض مصانع الالومنيوم ناهيك عن أسواق متقدمة وطرق ومرور منتظم .
وخلال خمس سنوات فقط سنري سوريا جديدة كما رأينا إدلب المزدهرة وخلال هذه الفترة سنري دمشق جديدة . .. دمشق التي تغني بها الشعراء في السابق ..دمشق التي زارها رئيس وزراء ماليزيا السابق عام 1970 مهاتير محمد وقال: ” نتمني أن تكون كوالالمبور كدمشق”
ولكن في هذا العام وصل الأسد للحكم وجعل دمشق في ذيل المدن وتأخرت سوريا وانطلقت ماليزيا ولكن حكومة الثورة قادرة بدعم السوريين الي إعادة دمشق لتكون درة العواصم ونعيد ما قاله امير الشعراء احمد شوقي حول عاصمتنا:آمنت بالله ، واستثنيتُ جَنَّتَهُ .. دِمَشْقُ رَوْحٌ ، وجَنَّاتٌ ، ورَيْحان