السياسي السوري محمود عاشور: 5خطوات يجري إنجازها حاليا لإعادة بناء سوريا الجديدة
السياسي السوري محمود عاشور: 5خطوات يجري إنجازها حاليا لإعادة بناء سوريا الجديدة
*تأمر دول عربية علي الثورة السورية أمر طبيعي وسيرضخون في النهاية للأمر الواقع
*قنوات سرية مع القاهرة لإعادة العلاقات السورية المصرية لمسارها الطبيعي*
*علاقاتنا مع تركيا قائمة علي المصالح المتبادلة وحفظ السيادة والاستقرار
*إثارة قضية الاحتياجات الصهيونية سابق لأوانه ولا صفقة مع الاحتلال
*إعادة ا10ملايين من المهجرين السوريين اهم أولوية للإدارة السورية
*مساعي بناءجيش بموحد بلا فصائل تتم بوتيرة متسارعة لحماية التراب الوطني
*لهذه الاسباب 4سنوات فترة مناسبة لصياغة دستور وإجراء الانتخابات
*قادرون علي تجاوز الابتزاز الأوروبي ووضع علاقتنا معهم علي الطريق الصحيح
أكد السياسي السوري محمود عاشور ،أن الدول العربية لن تجد أمامها في النهاية الا الإقرار بالواقع الجديد في سوريا ،معتبرا أن تشابك موقف الدول العربية وتامر البعض علي الثورة السورية، يعد أمر طبيعيا ولكنه لن يستمر طويلا.
ورجح عاشور في حوار له مع “جريدة الأمة الاليكترونية ” ،قدرة الإدارة الجديدة في سوريا علي بناء جيش عربي سوري موحد بلا فصائل، ولا نزعات طائفية ،قادر علي حماية اراضي الوطن، وضامن لإبقاء السلاح حصريا في يد الدولة وضمن الأطر القانونية . .
وأكد أن الأزمة مع إسرائيل لا يشكل أولوية حاليا بالنسبة للإدارة في سوريا الجديدة ،فهناك تحديات وجودية تهدد وحدة سوريا وقطع الطريق علي مساع انفصالية ،دون أن يعني هذا وجود أي صفقة مع الاحتلال ،أو قبول باي مساس بالتراب الوطني السورى. .
واعتبر عاشور ان الاعلان عن فترة 3او 4سنوات لإجراء انتخابات، ،وصياغة دستور ،تعد فترة ليست بالطويلة في ظل جسامة التحديات ،ودمار المؤسسات وضرورة إعادة أكثر من 10ملايبن مهجر للتراب الوطني .
الحوار مع المحلل السياسي السوري محمود عاشور، تطرق لقضايا عديدة نعرضها بالتفصيل في السطور التالية.
*يبدو الموقف العربي من الإدارة الجديدة في سوريا متشابكا ومعقدا فهناك من يدعم وهناك من يراها حكومة الأمر الواقع وهناك من يتأمر كيف تقيم هذا الموقف؟
**طبيعي أن يكون هناك تشابك في موقف الدول العربية من التطورات الأخيرة في سوريا الجديدة، طالما أن هناك قيادة جديدة قد وصلت لسدة السلطة ،في محيط يخشي الثورات وأي حراك شعبي ، فهم يفضلون الترقب انتظار لشىء معين ووضوح الصورة ،وهذا ما يشكل خيارا طبيعيا في كل والاحوال. .
ومن هنا يجب التأكيد علي أن هناك متآمرين من بين دول المنطقة علي الثورة السورية خصوصا التي لديها حساسية شديدة من الثورات والحراك. .
ومع هذا ومن وجهة نظري ستؤول الامور في النهاية ،للتفاهم مع كل الدول والتي لن تجد جيارا أمامها إلا الإقرار بالأمر الواقع ،حيث ستنسق الدول العربية الكبيرة، التي يعول عليها مع الإدارة الجديدة.
وطبقا للتحليل والتوقع ستنال الإدارة الجديدة رضا الجميع ،والاعتراف بها من قبلهم ،باعتبار الإدارة الجديدة ،أمر واقعا لا يمكن تجاهله.
العلاقات بين تركيا وسوريا
*في هذا السياق كيف تقرأ الموقف المصري من الثورة السورية حيث يعتبرما جري خطرا علي استقراره ويطالب بحكومة تشمل الجميع رغم طبيعته الاستبدادية؟
**بالنسبة للموقف المصري تجاه سوريا ،فإن هذا الموقف يعاني من بعض التشويشات ،نتيجة قيام بعض الشخصيات المصرية بتوجيه انتقادات للنظام المصري وكيل السباب ضد القيادة المصرية ،فضلا عن التأكيد علي أن تحرير مصر من النظام الحاكم سيبدأ في سوريا.
ومن المؤكد أن الانتقادات والشتائم والتهديدات، التي وجهت للنظام من الأراضي السورية، قد أسهمت في تأزيم الموقف المصري.
ومن المهم هنا التأكيد علي وجود قنوات تواصل ولقاءات سرية بين القاهرة والإدارة الجديدة في سوريا ،يجري من خلالها ترتيب الأمور والملفات فالادارة الجديدة في سوريا ،لا تريد الدخول في مواجهات أو عداء مع أحد تريد أن تبني الدولة الجديدة بأمن وأمان.
ولا يمكننا في هذا السياق تجاهل أن مصر دولة مهمة وكبيرة ،ومن الطبيعي أن تكون لنا علاقات طبيعية بها، رغم التصعيد الذي شهدته الساحة الإعلامية ،
إلا أن هناك حرصا علي وجود قنوات تواصل لتسوية هذه الخلافات بشكل يصل بهذه العلاقات لمسارها الصحيح.
*هناك من يعتقد أن تركيا هي ابرز الرابحين من نجاح الثورة السورية في إسقاط الأسد في ظل وجود ما يمكن يطلق عليه مصالح استراتيجية لتركيا في سوريا، فكيف تنظرون لطبيعة العلاقات بين دمشق وأنقرة؟
**من الطبيعي أن تستفيد تركيا من التطورات الأخيرة في سوريا، انطلاقا من أن تركيا كانت المستهدفة اساسا من اشتعال الموقف في سوريا وعدم قبول الدول الكبرى بتسوية الأزمة السورية، حيث كان مخططا لهذه النيران أن تنتقل للأراضي التركية لتخريب البلاد وتمزيق أوصالها.
ومن الثابت القول ،إن اكبر المخاطر التي هددت تركيا خلال الفترة الأخيرة تتمثل في مساعي البي كيه كيه والبي واي دي لتأسيس دولة كردية ،وهو ما يمثل خطرا شديدا علي تركيا وسوريا، علي حد سواء.
لذا فما جري من تركيا والإدارة السياسية الجديدة في سوريا ،تم في إطار توافق المصالح ،فقد سعوا ليخرجوا فائزين ورابحين معا فكل حقق ما أراد دون المساس بمصالح الآخر .
ولازال هناك عمل مكثف لتحقيق مصالح البلدين ضمن مشروع واحد يتمثل في وجود دولة موحدة في سوريا ،ذات جيش واحد يقوده جميع أبناء الوطن السوري وان يكون السلاح بيد الدولة في هذا التوقيت الصعب.
* اجتاحت القوات الإسرائيلية خط الهدنة ووصلت لجبل الشيخ ووجهت ضربات للقوة العسكرية السورية دون أن تتبني الإدارة الجديدة موقفا من هذه الاختراقات .. فهل يأتي هذا في إطار صفقة ؟
**مناقشة الملف الإسرائيلي في هذا التوقيت سابق لأوانه ،في ظل انهيار الجيش السابق ومحاولة بناء جيش جديد، فضلا عن وجود تحديات كبيرة تواجه الإدارة السورية الجديدة .
وتتمثل هذه التحديات في وجود رغبة في سلخ اجزاء من سوريا في كيانات انفصالية ،مما يشكل تهديدا وجوديا للبلاد ،ومن ثم فتصدير الخطر الإسرائيلي حاليا لا يشكل أولوية لدي الإدارة الجديدة.
ولكن ورغم كل شىء فهذه بلادنا ،وهذه أرضنا ،والتعامل مع هذه المشكلة يحتاج لحنكة شديدة اناءة وحكمة
ومن المؤكد أنه لم تكن هناك ثمة صفقة مع الاحتلال بل علي العكس سنعمل بقوة لبناء جيش سوري قوي وموحد وقادر علي منع أي اعتداء علينا في قادم الأيام.
*في هذه الأجواء هناك مساع جادة لدمج الفصائل السورية المسلحة ضمن جيش سوري وطني ما هي احتمالات النجاح في هذه الخطوة ؟
**دمج الفصائل السورية ضمن جيش سوري موحد، يجري علي قدم وساق ،والأمور تسير في أفضل حال ، قريبا سنري جيشا وطنيا واحدا لا فصائل داخله ،جيش خال من الفصائلية والتشرذم ..جيش عربي سوري قادر علي تلبية طموحات الشعب في سوريا الجديدة.
*هناك انتقادات وجهت لتحديد 4سنوات للمرحلة الانتقالية يتم خلالها صياغة دستور وإجراء الانتخابات ألا تري أن هذه فترة زمنية طويلة ؟
**قبل الحديث عن الدستور والانتخابات، يجب أن نضع في اعتبارنا ،أن هناك 10ملايبن مهجر سوري بحسب إحصاءات جديدة ودقيقة ،لذا فالمهمة الأولي ،تتمثل في عودة هؤلاء إلي أراضي الوطن ،
وكذلك تهيئة البيئة الآمنة لعودتهم مع تلبية الاحتياجات الأساسية لهم واللازمة لعودتهم لممارسة حياتهم الطبيعية وهذا يحتاج لوقت طويل
ويجب أن ننتبه هنا إلي أن سوريا حاليا مدمرة فقد مررت علي عشرات القري فوجدتها مدمرة بالكامل ولا يوجد فيها منزل واحد يصلح للسكن.
لذا وفإعادة الملايين العشرة من تركيا مصر والعراق ولبنان ودول أخري، يشكل أولوية لدي الحكومة السورية ،فضلا عن ترتيب أوضاعهم ،واحصائهم بشكل دقيق ،وتحديد من يحق لهم المشاركة في الانتخابات.
وهذه المسائل تحتاج وقتا طويلا فسوريا ليست كغيرها من البلدان، فالبلد مدمرة ومؤسساتها كذلك، بشكل يؤكد أن تحديد 3او 4سنوات لإجراء الانتخابات ،ليست مدة طويلة بل هي مناسبة جدا للظروف الصعبة التي يعاني منها الوطن السوري.
عودة المهجرين السوريين
*عودة هؤلاء المهجرين كما قلت يشكل أولوية فما الخطوات التي اتخذتها الإدارة الجديدة لحثهم علي العودة لأرض الوطن؟
**هذه القضية تشكل الشغل الشاغل للإدارة السورية الجديدة ومن الطبيعي أن يظهر هذا النهج بقوة في تصريحات الإدارة الجديدة وفي مقدمتها احمد الشرع ،حيث حث خلالها الشرع السوريين المقيمين في الخارج علي العودة لبلادهم والإسهام في بنائها.
بل إن هذا النداء للعودة طال التجار، ورجال المال والاعمال السوريين والعرب ،علي حد سواء حيث تمت مناشدتهم العودة إلي سوريا واستثمار أموالهم بشكل طبيعي.
فهؤلاء أبناء البلد، ومن الطبيعي أن يعودوا لبلادهم لتقديم الخير لها، فهم في حاجة لبلادهم وبلادهم في أمس الحاجة إليهم ،لاسيما أن المواطن يكون قويا جدا في بلاده مهما كانت ظروفها ،ويبقي ضعيفا في الغربة مهما كان يمتلك من أدوات القوة.
وفي هذا السياق نحن نعول كثيرا علي السوريين المقيمين في تركيا للمساهمة في بناء سوريا الجديدة لاسيما أن أعداد العائدين منهم تتم بوتيرة عالية وبأرقام متصاعدة يوميا حيث يتم الرهان عليهم لبناء سوريا الجديدة ودعم بلادهم بخيراتهم والاستفادة من خيرات بلدهم.
*تستخدم ورقة رفع العقوبات عن سوريا لابتزاز الإدارة الجديدة وهو ما ظهر بوضوح في زيارة وزيري الخارجية الفرنسي والألمانية لدمشق ؟
**ما يحدث من محاولات ابتزاز أوروبية لسوريا الجديدة ،أمر طبيعي في العلاقات الدولية ،والحصول علي اكبر قدر من المكاسب ،
وهذا الابتزاز متوقع في أي مفاوضات ،والتي كثيرا ما تشهد توترات وما تكاد تنقلب إلي تفاهمات عبر استمرار الحوار الذي يعد مهما جدا لتسوية أي خلافات.
ومن هنا أود أن اشدد علي قدرة الإدارة في سوريا الجديدة علي تجاوز كل الصعوبات والتحديات ،والتي ستتم عبر عودة ملايين السوريين لأراضي الوطن وعبر صياغة دستور وإجراء انتخابات وبناء دولة قوية في سوريا الجديدة ضمن نظام عالمي يؤمن الاعتراف بنا واستعادة وضع سوريا القوي قبل 15عاما.