السيد هاني يكتب: كشمير وفلسطين.. والإرهاب الهندي والإسرائيلي

السيد هاني.. كاتب صحفي مصري، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية ومتخصص في الشئون الدولية.

يعتصر قلوبنا الألم لما يلقاه أخوتنا المسلمون في كشمير.. وأيضا.. يعتصر قلوبنا الألم لقلة حيلتنا نحن المدنيون، الذين لا نملك سوى الكلمة التي نقولها..

والتي مهما علا صوتنا بها.. فإنها لن تحمى أهالي كشمير من بطش القتلة الإرهابيين جنود الجيش الهندي..

وربما لن تخرج كلمتنا من أسوار هذا المكان الذي نجلس فيه!!

نعم.. يعتصر قلوبنا الألم.. بل وتنزف قلوبنا دما.. على شهداء المسلمين.. في كشمير.. وفي فلسطين..

صور شهدائنا من الأطفال والنساء والشيوخ.. لن تسقط أبدا من ذاكرتنا.. ستظل باقية في أذهاننا وعيوننا..

حتى نثأر ونقتص من الهند ومن إسرائيل.. ونحرر بلادنا من هؤلاء القتلة المجرمين..

عندما أجمع الهند وإسرائيل معا كأعداء لنا.. فذلك ليس من باب البلاغة في الخطابة..

وإنما من باب قول الحقيقة التي مازالت الحكومات الإسلامية للأسف.. تغض الطرف عنها..!

الهند وإسرائيل الآن جبهة واحدة

 لقد أصبحت الهند وإسرائيل الآن جبهة واحدة تقاتل ضد المسلمين.. في غزة وفي كشمير..

الدليل على ذلك أن الهند أرسلت كتائب مسلحة من جيشها لتصطف إلى جانب الجيش الإسرائيلي في غزة..

ولتشارك في قتل سكان غزة الأبرياء.. ولقد تمكنت المقاومة الفلسطينية الباسلة في غزة من قتل أعدادا من الجنود الهنود وأعادتهم إلى الهند جثثا محشوة في أكياس من البلاستيك الأزرق!

لقد سبقت الهند جميع الدول الغربية في دعم العدوان الإسرائيلي المجرم على قطاع غزة..

لأن الدول الغربية اكتفت بإرسال السلاح إلى إسرائيل.. بينما الهند لم تكتف بإرسال السلاح.. بل أرسلت الجنود أيضا!

أيضا لا يخفي على أحد التعاون العسكري الهندي الإسرائيلي.. سواء في مجال الصناعات العسكرية.. أو في مجال الإستخبارات..

تذكروا الزيارة التي قام بها وزير خارجية الهند الأسبق «جاسوانت سينج» عام 2000 إلى إسرائيل،

وتم خلالها التوقيع على اتفاقية للتعاون بين البلدين فيما أسموه «الإرهاب الإسلامي».. كما تلا ذلك زيارات متبادلة بين الجانبين..

بعضها وسرى وبعضها معلن.. لتكريس وتعزيز التعاون بينهما في محاربة جماعات المقاومة الإسلامية المسلحة في كشمير وفلسطين.. التي يطلقون عليها «جماعات إرهابية»..

أقول إن جماعات المقاومة المسلحة في كشمير وفي فلسطين.. ليست جماعات إرهابية.. وإنما هي جماعات تحرر من الاحتلال..

قتالها للإعداء هو جهاد في سبيل الله.. هو فريضة إسلامية.. كتبت على الذين يخرجون من بيوتهم..

إن شهداء الجماعات المسلحة في كشمير وفي فلسطين.. هم أحياء عند ربهم يرزقون كما جاء في القرآن الكريم..

بسم الله الرحمن الرحيم:

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}.

ما أشبه اليوم بالبارحة..

ما أشبه ما يجرى الآن في فلسطين.. أمس في غزة واليوم في الضفة الغربية.. بما جرى لإخواننا في جامو وكشمير ومازال يجرى كل يوم منذ عام 1947..

عندما اجتاحتها جحافل الشر الهندية.. فسفكت الدماء.. وقتلت.. ودمرت البيوت.. واستولت على الأرض والممتلكات!

ومع ذلك للأسف الشديد.. نرى حكومات بعض الدول الإسلامية.. تقيم علاقات التعاون مع حكومة الهند المجرمة بزعامة المجرم الإرهابي ناريندرا مودى..

بل وللأسف الشديد نسمع بعض النخبة المثقفة في البلاد العربية والإسلامية تظهر في الفضائيات..

فتشيد بالتقدم الذي أحرزته الهند في بعض المجالات وتدعو إلى تعميق التعاون معها..

فكيف إذن نتعاون مع دولة إرهابية.. تحتل أراضي شعب مسلم.. تقتل فيها وتسفك الدماء؟

لماذا يتقاعس حكام المسلمون؟

وإذا كنتم.. لا تريدون تحريك الجيوش المسلحة خوفا من خسارة الحرب أمام قوى الشر التي تقودها أمريكا..

فلماذا لا تطلقون الحرية للجيوش الإعلامية.. لكي تحارب بالقلم..

لكي تفضح الهند.. التي تدعى صداقتكم.. بينما ترسل قواتها إلى غزة لكي تشارك جيش الصهاينة في قتل الأطفال والنساء.. وتدمير البيوت..

لماذا لا تطلقون الحرية للمقاومين بالقلم.. لفضح جرائم الجيش الهندي في كشمير..

وليذكروا العالم بأن قضية كشمير هي أقدم قضية على جدول أعمال الأمم المتحدة..

وصدر بشأنها عشرات القرارات الدولية سواء من مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة..

كلها تؤكد على حق سكان ولاية جامو وكشمير في تقرير مصيرهم بأنفسهم..

وإلزام الهند بإجراء استفتاء في الولاية حر ونزيه تحت إشراف الأمم المتحدة.. يقرر فيه سكان جامو وكشمير مصيرهم بأنفسهم..

لكن الهند كما إسرائيل تضرب بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط..

الغريب أن الهند تطالب بعد كل هذه الجرائم بالحصول على العضوية الدائمة في مجلس الأمن..

وهي التي تستحق أن تطرد من الأمم المتحدة لأنها لا تنفذ قراراتها.. التي تمثل الشرعية الدولية وتعبر عن إرادة المجتمع الدولي!

السيد هاني

كاتب صحفي مصري، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية متخصص في الشئون الدولية، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights