السيد هاني يكتب: وزير الخارجية الأمريكي وتقديراته لانهيار سوريا

تعليقا على تقديرات وزير الخارجية الأمريكي بأن السلطات الانتقالية في سوريا على بعد أسابيع وليس شهورا عن الانهيار الشامل والحرب الأهلية وانقسام البلد
ليس بالضرورة أن كل ما يصدر من تصريحات عن المسئولين الأمريكيين يكون صوابا..
فالأمريكيون هم الذين خدعوا العالم لمدة ١٣ عاما بادعاء كاذب عن امتلاك العراق برنامج نووي!
والمتابع لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق بلينكن.. يجد أن معظمها أكاذيب..
بالتالي لا يجب ان نثق في كل ما يقوله الأمريكيون.. أو نتعامل معه على أنه حقائق ثابتة..
وجهة نظري أن ما قاله وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن مستقبل الإدارة السورية الجديدة.. هي تقديرات خاطئة.. للأسباب التالية:
١- أن الإدارة الانتقالية الحالية في سوريا.. تحظى برعاية ودعم قوتين إقليميتين كبيرتين.. هما السعودية وتركيا.. فضلا عن دعم دول مهمة أخرى على الصعيدين الإقليمي والدولي.. مثل قطر وفرنسا..
٢- يعقد حاليا في واشنطن اجتماع تركي – أمريكي.. لدعم وحدة الأراضي السورية، ودعم الحكومة القائمة في دمشق ضد كل التدخلات الأجنبية التي تهدف إلى تقسيم سوريا..
٣- قيام الاتحاد الأوربي برفع العقوبات عن سوريا.. دليل ثقته في استقرار وقوة نظام أحمد الشرع..
٤- التفاف الشعب السوري حول الإدارة الجديدة.. واحتفالاته في الشوارع والميادين برفع العقوبات الاقتصادية.. وهتافه الدائم «الشعب السوري واحد».. دليل قوة واستقرار نظام أحمد الشرع..
والمطلوب:
تحرك عربي قوى لدعم الإدارة الجديدة في سوريا.. التي اعترف بها العالم.. لأن البديل هو عودة مصانع «الكبتاجون» وتصدير المخدرات وحبوب «الهلوسة».. إلى الدول العربية..
* يجب أن نتحلى بالواقعية السياسية.. وننسى أن أحمد الشرع كان زعيما لتنظيم إرهابي.. ونتعامل معه كما يتعامل معه الرئيس الفرنسي ماكرون، والرئيس الأمريكي ترامب، والرئيس التركي أردوغان وولى العهد السعودي محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم..
* الرهان على أن النظام الحالي في سوريا.. على بعد أسابيع من الانهيار الشامل كما قال روبيو.. رهان خاطئ..
* والقول بأن أحمد الشرع لن يستمر في السلطة.. لكونه كان زعيما لتنظيم إرهابي.. قول لم يعد له لزوم الآن..
* فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كانت بلاده تخصص مكافأة ١٠ ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات تسهل في الوصول إلى أحمد الشرع.. هو نفسه استقبل أحمد الشرع.. وصافحه.. واجتمع به ٣٣ دقيقة في حضور ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.. وقبل ذلك بيوم رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.. لدعم نظام أحمد الشرع..
* إلى الذين يريدون أن يتوقف التاريخ.. عند ماضي الرئيس السوري أحمد الشرع عندما كان يتزعم تنظيما إرهابيا.. أقول لهم:
* إن بعض صحابة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.. كانوا قتلة وإرهابيين قبل دخولهم الإسلام..
* إن بعض رؤساء الدول.. المعترف بهم من المجتمع الدولي يرتكبون أعمالا إرهابية.. أكثر بشاعة من كل ما فعله احمد الشرع.. والأمثلة على ذلك كثيرة..
* ألم يكن تفجير الطائرة الأمريكية المدنية فوق مقاطعة «لوكيربي» في بريطانيا.. ومقتل جميع ركابها المدنيين الذين يزيد عددهم عن ٢٠٠ راكب.. بينهم أطفال ونساء.. ألم يكن حادثا إرهابيا يقف وراءه أحد رؤساء الدول.. وقد اضطر بعد ذلك إلى دفع تعويضات لأسر الضحايا من أموال شعبه تزيد عن مليارين ونصف مليار من الدولارات!
* ألم يكن قتل الكاتب جمال خاشقجي بهذه الطريقة البشعة.. عملا إرهابيا!
* إن قائمة الجرائم الإرهابية التي ارتكبها رؤساء الدول الشرعيين.. طويلة ومؤلمة!
* أنا هنا لا أريد.. تبييض صفحة الرئيس أحمد الشرع.. أو الدفاع عنه.. فما فعله أصبح الآن ملكا للتاريخ.. يحكم له أو عليه..
* لكن ما أريد أن أصل إليه هو:
ضرورة التحلي بـ«الواقعية السياسية» في النظر إلى الأحداث.. حتى لا نتخلف عن اتخاذ الإجراء المناسب في التوقيت المناسب..