الأمة الثقافية

“السيفُ للريحِ والغمدُ لكْ”.. شعر: يسري الخطيب

السيفُ للريحِ

والغمدُ لكْ

فَمَن قال لكْ

بأن البطولةَ حَمْلُ الكَفنْ

وإن الشواردَ تبني وطنْ

فإياك أن تستعيرَ الزمنْ

وتبتاعَ في التيهِ كل البيارقْ

وتجلسَ كالقطِ تحت الخوانْ

فَسُؤلُـكَ في الرَّمسِ يا سيّدي

وهَذِي يَدِي

تآخيكَ لكنها يابسةْ

ورهط ُ الأميرةِ عند الجدارِ

يُقيمون ” قُلَّيْسَ ” العاشقين

يحولون بيني وبين النهارْ

فيدنو المدارْ

وأعتاضُ بالنجمِ واللا مَدَى

فهذا المَدَى مَقْـصلةْ

وَهَا هَاهُنا سُنبلةْ

فهات الصواعَ من السارقين

فلا ”السِّفْـرُ” قال: السلامُ عليكمْ

ولا ”السّامريُّ” أعادَ الذهبْ

فَوَلِّ الفراشاتِ شِطرَ اللّهبْ

وجاوز بهن شَفَا الانتحارْ

وإلا سنكتبُ …. ” تبّت يَدُكْ

فباللهِ يا سَيِّدِي أسألكْ

أَكَـشَّ المَلِكْ ؟

وَمَن ذا سيمضي إلى كربلاء ليسقي الحُسَيْنْ

وهل مات بالغدرِ أَم بالعطشْ ؟

وكان الخليفةُ عند الكسوفِ

ليقتاتَ للشمسِ بعض المشاعلْ

ويَشْرِي السقيفةَ

حِلْـفَ الفضولِ

ويهدي ”مُسَيْلـَمَةَ” المئذنةْ

فأضحت ”سجاحُ” لنا مَيْمَنةْ

وفرعونُ موسى على الميسرةْ

وفي القلب كانت عروشُ الضلالْ

فبئسَ العيالْ

يجيئون من قافلاتِ الوَجَلْ

ومن قلعةِ الموتِ في المذبحةْ

فكلُّ المماليكِ صاروا ملوكًا

وعادوا هنا بعد عام ”الرّمَادَةْ

فـَثُـرْ لتداريَ سَوءاتـِنَا

فقابيلُ” حيٌ يُكنَّى بهِ

وهابيلُ” لم يُتَسَمَّ بهِ

برغم اغتسالِ الثَـرَى بالدمِ

وَوَشمِ الأساورِ في معصمي

فيا مأتمي

أكلُّ الينابيعِ تنسَى المَصَبْ ؟

آهةٌ من غَضَبْ

يموتُ الغرابُ مع قاتلي

فإن جاء يا سَيّدي هدهدٌ

يُحيطُ بما لا تحيطون بِهْ

ويُنْبيكَ بالسّـرِ والمسألةْ

وصوتِ المراجلِ والمقصلةْ

فاذبحْ على التوِّ هذا الخطيرْ

فلن تأتي عِيرْ

وعامُ الرمادةِ في الحَوْصَلةْ

————————–

من ديوان “أوهام طائر الزقزاق” الصادر عن الهيئة العامة المصرية للكتاب، 2004م

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى