الأمة : قالت وسائل إعلام عبرية: إن خطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي أمس الأربعاء، قوبل بانتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة، وأنه أضر بالعلاقات بين تل أبيب وواشنطن.
وقالت صحيفة”بسرائيل هيوم” العبرية: إنه حتى قبل أن يغادر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجلسة العامة للكونجرس، فإن ردود الفعل على خطابه وعلى حضوره ذاته تشهد على الموقف المتناقض تجاهه.
وبحسب شهادة مراسل “بوليتيكو” في الجلسة العامة للكونغرس، لم يبق في القاعة سوى نائبين غير جمهوريين في القاعة بعد الخطاب هما: السيناتوران جو مانشين (مستقل عن وست فرجينيا) وجون بيترمان (ديمقراطي من ولاية بنسلفانيا)،
فيما غادر العشرات من الديمقراطيين، بما في ذلك زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر، والذي غادر الجلسة العامة حتى قبل تنحي نتنياهو عن المنصة. كما أن شومر لم يصافح نتنياهو عندما دخل القاعة.
وقال السناتور الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت، كريس مورفي، إن نتنياهو هاجمه بسبب “الخطاب السياسي” الذي استهدف الجمهوريين والذي أضر فقط بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية وأضاف بأن الخطاب كان مليئا بالشعارات الفارغة، والكثير من الجمل المزعجة، مقابل القليل جدًا من المضمون.
وتابع: أن القول بأن كل متظاهر هو عميل لحماس أمر مثير للاشمئزاز للغاية. كنت أعلم أنه سيكون هناك ضرر للعلاقات الأميركية الإسرائيلية، وهو أمر متوقع، ولكنني لا أزال أشعر بحزن شديد”.
ودعا النائب الديمقراطي جيمي غوميزن الذي التقى بأهالي الأسرى الإسرائيليين، نتنياهو إلى الاستقالة، مضيفا أن نتنياهو لم يعد مناسبا لتولي منصب رئيس الوزراء. وأضاف: “كلامه غير مرض، وكذلك تصرفاته منذ توليه منصبه، وأدعوه إلى الاستقالة فورا.
وقال: التقيت مع أهالي الأسرى، وهم مليئون بالانتقادات لنتنياهو ويعتقدون أنه لا يفعل ما يكفي من أجل السلام ولهم وللأسرى وأنا أقف إلى جانبهم.
أما رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، والتي لم تكن حاضرة في القاعة أثناء الخطاب والتقت بعائلات الأسرى الإسرائيليين، فغرّدت على تويتر: “أسوأ أداء لزعيم أجنبي حصل على شرف المثول أمام الكونجرس”.
من جهتها قالت صحيفة”هآرتس” العبرية: إن خطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي أمس الأربعاء، لم يحظ بذلك الاهتمام الذي كان يأمله نتنياهو، في ظل انشغال الولايات المتحدة بالسباق الرئاسي بين كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، وخطاب الأمة التاريخي للرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية الصادرة اليوم الخميس: إنه قبل يوم واحد من خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، صرح السيناتور بيرني ساندرز في الجلسة العامة للكونغرس قائلا: “عندما يتحدث نتنياهو هنا، ستكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي ينال فيها مجرم حرب هذا التكريم، ولا ينبغي للكونغرس الأمريكي أن يستضيف مثل هذا الشخص”.
وأضافت بأنه خارج مبنى الكابيتول، فاجأت مجموعة من المتظاهرين الشرطة عندما تحصنوا في المكان. وتم اعتقال نحو 200 شاب بينما كانوا يغنون ويرددون شعارات تطالب “بوقف تسليح إسرائيل”.
وأشارت إلى أن هذا النوع من الاحتجاج، هو الذي اجتذب تغطية صحفية واسعة النطاق حتى أسابيع قليلة مضت، ومع ذلك، تلقى نتنياهو، مثل المتظاهرين وساندرز، تذكيرًا في غضون ساعات بأن هذا اليوم ومعظم الاهتمام ينتمي إلى جو بايدن، الذي ألقى خطابًا نادرًا للأمة من المكتب البيضاوي.
ومساء الأربعاء، ألقى نتنياهو خطابا أمام الكونغرس الأمريكي، في محاولة للضغط على الولايات المتحدة لتقديم المزيد من الدعم لإسرائيل في إطار عدوانها على قطاع غزة.
وجاء الخطاب في الوقت الذي فشل فيه جيش الاحتلال، في تحقيق أي من أهداف العدوان الذي يشنه على قطاع غزة، منذ أكثر من عشرة أشهر، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 39 ألفا و145 شهيدا، وإصابة 90 ألفا و257 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.