هُنا حَلَبُ
هُنا أمجادُنا تُمْحَي
وتـُسْتَـَلـَبُ
هُنا أُسدٌ بـِلا مأوى
وفَرَّقَ جَمْعَهُم ذئبُ
هُنا ضَاعتْ كرامـتـُُـنا
ولا غَربٌ سَينقذُنا
ولا عَـرَبُ
هُنا تَنْمو مَصَائبُنا
وتُهْدَمُ بالضحي جهرًا
مَسَاجدُنا
يُقَتـَّلُ فيها راكِعُنا
ويُذبحُ منـّا ساجدُنا
هُنا أعداؤنا أكلوا
لـُحُومَ نسائِنا جَهرا
هُنا سَالتْ
دِمَاءُ جنودِنا نـَهرا
قُتِلنَا في أراضينا
هَجَرنا أرضَنا قـَهرا
هُنا أطفالـُنا تـَبكِي
وتـَسألنا
عن النخوهْ
وأين العُربُ والإخوهْ
لِـمَ لم يُشهروا سيفـًا
دفاعًا عن أراضيهمْ ؟
فـَهَلْ كـلّتْ سَوَاعدُهُمْ ؟
وعمَّ الخوفُ واديهمْ ؟
وَهَلْ مَاتـَتْ ضَمَائرُهُمْ ؟
وصُـمّـوا عِندَمَا كـُنـّا
نـُـناديهـِم ؟
أمَاتَ أمينُ أمتِنا ؟
وخَالدُ لمْ يَعُدْ فيهم ؟
فإنْ أفني العِدا قومي
غدًا واللهِ يُـفنيهم
……………….
هُنا القدسُ
هُنا القتلى
هُنا ضَاعتْ عُروبــتـُُـنا
وضَاعتْ قـُبةَُ الصَخرهْ
هُنا غَزَّهْ
هُنا الأمجادُ والعِـزهْ
هُنا الأقصى
هُنا قدْ جَاءنا المَوتُ
وأحَصي مِنـّا ما أحَصي
هُنا قدْ زارَنا الرُسلُ
هُنا حِطينُ والمَسرى
هُنا السَجَانُ مرعوبٌ
مِن الأسرى
هُنا جفّـتْ أمَانينا
هُنا تـَاهتْ أسَامينا
وتُمْنَعُ بين أظهورِنا
مآذنـُنا بأنْ تشدو
وأنْ يعلو (أذانُ اللهِ) بالمسجدْ
ويَروينا
فَكَانَ أذانُنا يَدْوي
ويأتينا
ويَعْلو مِن كنائسِنا
ويرفعهُ لنا “مينا”
…………………
هُنا بَغدادُ والبَصْرهْ
هُنا الكـُوفةْ .. هُنا الحَسْرهْ
هُنا نـَهرٌ مِن الجَنهْ
ويشهدُ أننا كـُنـّا
نـُدافعُ عَنْ أراضينا
وما بـِعنا وما خُـنـّا
هُنا الأعداءُ قدْ ناموا
بـِمَخدعِنا
هُنا الفـُـرقهْ
ومَنْ يأتي ويَجمَعُنا
يوحّدُ صفَّ أمتِنا
وقدْ ضِعنا
فنحنُ الآن لا ندري
بـِمَنْ منهم يُعادينا
ولا ندري بِمَنْ مَعنا ؟
عزيمة ُ جندِنا لانتْ
وصَارتْ أرضُنا أسْرَى
وليسَ بأمتي خالدْ
ولكنْ عِندَهم كِسرى
………………….
هُنا مِصرٌ
وقاهرتي
هي الماضي
هي المستقبل الآتي
وحَاضرتي
هُنا مِصرُ
هُنا قدْ فارقَ النـَصرُ أراضينا
نعادي مَنْ يُسَالمنا
نسالمُ مَنْ يُعادينا
هُنا ضِعنا
وبـِعنا الأرضَ والدينَ
هُنا مِصرُ
هُنا يتداخلُ الأمرُ
هُنا كـلـّتْ سواعدُنا
وشاخَ بنخلنا التمرُ
وقدْ زادتْ مَعَاصينا
وأذهبَ عقلـَنا الخمرُ
ولا عُمرٌ يُحَاسبنا
ولا عَمروُ