الأمة الثقافية

“السّرُّ باقٍ”.. شعر: محمود شحاتة

شَيءٌ من الحُزنِ أدعوهُ ويَدعُوني

لا القلبُ يَسلو ولا شَوقي بمأمونِ

لا زالَ للجُرح آثارٌ تُعذبني

وَتَبعثُ الخَوفَ في من قد أحاطوني

إني على العَهدِ مَفتونٌ بِطلعتكم

وإن بَدوتُ سَعيداً غَيرَ مفتونِ

أشكو إلى الناسِ ما ألقاهُ من عَنَتٍ

ومِن شَبَابٍ مَضَى باليأسِ مَقرونِ

وما رآني عَزيزٌ حينَ أقصدُهُ

 إلا وأغلقَ بُخلاً بَابَهُ دوني

لم يَبقَ لي صَاحبٌ يوماً ألوذُ بِهِ

إلا (حَبيبةُ) والسَّبَّاقُ (بَسيوني)

يا ماضِيَ العُمرِ كم ذِكراكَ تَخدَعُنَا

 وكم تَضيعُ سُدًى من كُلِّ مَجنونِ

والحَظُّ في العُمرِ كَنزٌ لا يَجُودُ بِهِ

كَأنَّهُ دِرهَمٌ في كَفِّ صُهيوني

من لي بِعَزمٍ كَعَزمٍ الصَّابرينَ رِضًى

من أهلِ غزةّ حينَ النَّصرُ يَحدوني

ما بينَ شَيخٍ خَبَت في العُمرِ قُوَّتُهُ

 وبين طِفلٍ بِنَصلِ الغَدرِ مَطعونِ

تَجري الدِّمَاءُ على أقدامِ مَن زَعَمُوا

من نَسلِ مُوسَى ومن أبناءِ هَارونِ

من كُلِّ عِلجٍ أذلَّ الشِّركُ فِطرَتَهُ

مُنَكَّسِ الرَّأسِ بالعُدوانِ مَسكونِ

ما كَرَّ يَومًا عَدُوٌّ في دِيَارِهمُ

إلا وأدبرَ بين الجُرحِ والهُونِ

يا غزَّةَ المَجدِ قد لاقيتِ ما لقيَت

أحياءُ (رُومةَ) من أفعالِ نيرونِ

والنَّصرُ يَاربُّ سِرٌّ أنتَ واهِبُهُ

وَكُلُّ سِرِّك بَينَ الكَافِ والنونِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى