الشاعر الجاهلي “طَرَفة بن العبد”
خَلَا لَكِ الجَــوُّ فَـبِـيـضِي وَاصْـفِـرِي/
وَنَـقِّــرِي مَا شِـئْـتِ أن تُـنَـقِّـرِي/
لا بُـدَّ من صيدكِ يومًا فاصْبِرِي/
————
للشاعر الجاهلي طَرَفة بن العبد.
(طَرَفة بن العبد بن سفيان البكري)
(543م – 569م) البحرين (26 عاما)
– يذكر الميداني في “معجم مجمع الأمثال” أن “طَرَفة” وهو صبي كان مع عمه في سفر، فنزلوا على ماءٍ، فذهبَ “طَرَفة” بفخيخٍ له (فخ صغير)، فنصبه للقنابر (القُبَّرَة أو القُبَّر أو القُنْبَر أو القُنْبَرَة أو القُنْبَرَاء؛ نوع من أنواع العصافير)، وبقي هناك ينتظر، ولكنه لم يصِد شيئًا، فحملَ فخّه، ورجع إلى مكان عمه، وبعد لحظات، رأى القنابرَ هناك (يلتقطن) ما نثر لهن من الحَبّ، فأنشد:
يا لكِ من قنبَرَةٍ بمَعْمَرِ/
خَلَا لَكِ الجَوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي/
وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أن تُنَقِّرِي/
قَدْ رَحَلَ الصيّادُ عنكِ فابْشِرِي/
وَرُفِعَ الفَخُّ فمَاذَا تَحْذَرِي/
لا بُدَّ من صَيْدكِ يومًا فاصْبِرِي/
فوائد أدبية:
1- طَرَفة بن العبد، من شعراء العصر الجاهلي، واسمه عمرو بن العبد، أمّا طَرَفة فهو اللقب الذي اشتهر به، وُلد في أرض البحرين، 543م، ومات مقتولًا في 569م، لذا يُعرف أيضًا بِـ (الغلام القتيل)
2- عاش يتيما مشرّدا، بعد استيلاء أعمامه على أمواله وميراثه.
3- كان طرفة بن العبد ماجنًا، كثير الترحال، استقرّ في أرض الحيرة، وجمعته علاقة بملكها عمرو بن هند، إلّا أنّ هذه العلاقة لم تستمر؛ فقد هجا طرفة الملك، وكان في ذلك نهايته، ومات مقتولا وعُمره 26 سنة.
4- “تحذري”: أصلها تحذرين، أي تأخذين الحذر والاحتياط، حُذِفت النون لأجل القافية.
5- اصفِري (غَنِّي وصفِّري: من التصفير بالفم)
6- هذه الأبيات الشعرية لطرفة بن العبد، صاغها المثل الشعبي المصري في كلمات قليلة وبسيطة جدا: (إن غاب القط؛ اِلعب يا فار)