الشاعر العراقي “أحمد الصافي النجفي”
غَزَت النوائبُ أرضَنا بجحافلِ
والكلُّ رهـنُ تـخاذلٍ وتواكلِ/
فـبـكـل يـومٍ نـكـبـةٌ للفـاضلِ
وبكـلِ حـيـنٍ خَـيـبـةٌ للآمـلِ/
إنـَّا لفي زمنٍ لفـرطِ شذُوذِهِ
مـَن لا يُـجنّ به فليس بعاقلِ/
——-
الشاعر العراقي: أحمد الصافي النجفي (1897م – 1977م)
وصفه عباس محمود العقاد بقوله: “الصافي أكبر شعراء العربية”
– عملَ مُدرّسًا للأدب العربي في المدارس الثانوية بمدينة طهران، وبعد عامين ترك التدريس، وعاد للعراق واشتغل بالترجمة والتحرير.
– كان يجيد الفارسية والإنجليزية
– رحلَ عن الدنيا في 27 يونيو 1977م، أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، حيث أصابته رصاصة في منتصف يناير 1976م، وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله، بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام، وكان الصافي قد استقر في سوريا ثم لبنان 46 سنة
– عاد للعراق بعد أن أرسل له صدام حسين طائرة خاصة، وأُجريَت له عملية جراحية ناجحة، وتم استخراج الرصاصة من جسمه، ولكن جسمه الثمانيني لم يتحمّل، وازداد نحولا وضعفا، ومات بعد أسبوع، وعمره 80 سنة.
ونُقِلَ جثمانه إلى النجف ليدفن هناك.
– من أهم أعماله:
الأمواج
التيار
شرر
الأغوار
الشلال
ألحان اللهيب
أشعة ملونة
اللفحات
حصاد السجن
هزل وجد
– من أهم أعماله كانت ترجمته الرائعة لـ “رباعيات الخيّام”
– يقول مخاطبا الملحدين:
هل في عيون الملحدين عماءُ/
أم في عقول الملحدين غباءُ؟!/
أيجوز عقلاً أنّ عقلاً مُبدعًا/
قد أبدعته طبيعةٌ بلهاء؟!/
وإذا الطبيعةُ أدركت وتصرَّفَت/
قُلنا الطبيعةُ والإلهُ سواءُ/
اللهُ أحيا الكائنات بسرّه/
فبصمتِها تتخاطبُ الأشياءُ/
يا شاملاً كل الوجودِ بحكمةٍ/
عَبَدَتْك أرضٌ أذعَنَت وسماءُ/
– ويقول في محنة مرضه:
ضعضعَ الداءُ أيامي فأمسَكها/
ويقتلُ الدهرُ آمالي فأُحييها/
تبني عَليَّ الليالي من نوائبها/
سجنا، فتنفد روحي من مبانيها/
يا علّةً رافقَت جسمي بمولدهِ/
حتى استحالت كجزءِ الروح أحويها/
أخافُ فقد حياتي حين أفقدها/
وأختشي من فنائي حين أفنيها/
كانت دموعي نصيري عند كارثتي/
ترش نيران أحزاني فتطفيها/
أَلَا هَمٌّ جديدٌ يعترينـي/
لينقذني من الهمِّ القديمِ/
فتحصيلُ السرورِ يئستُ منه/
فصرتُ أريدُ تجديدَ الهموم!/
– قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية.
– صدَرَت بعد رحيله مجموعته الشعرية: “قصائدي الأخيرة” التي تضم آخر ما كتب من قصائد
…………
يسري الخطيب