يقدّم كتاب “الشرق في نظر الغرب” قراءة نقدية عميقة للصورة التي كوّنها الغرب عن الشرق الإسلامي، ويكشف زيف التصورات الاستعمارية التي صوّرت الشرق ككيان همجي، متخلّف، وعديم العقل.
يتناول المؤلفان آليات تشويه الغرب لصورة المسلمين والعرب في الفكر والأدب والسياسة، ويقابلانها بحقائق الحضارة الإسلامية وروحها الرحيمة والعادلة.
سيرة المؤلف وقصة إسلامه:
إتيان دينيه (Étienne Dinet) كان رسامًا فرنسيًا شهيرًا وُلِد عام 1861، درس الفن في باريس وذهب إلى الجزائر مفتونًا بجمال طبيعتها، ثم تأثر بعمق بالإسلام وأهله، فأسلم عام 1913 مع صديقه ومترجمه سليمان بن إبراهيم، وسمّى نفسه “نصر الدين دينيه”. عاش في بوسعادة الجزائرية وكرّس فنه وأدبه للدفاع عن الإسلام، حتى توفي عام 1929 ودُفن في الجزائر وفق الشريعة الإسلامية.
الفكرة العامة للكتاب:
الكتاب دعوة واعية لتصحيح نظرة الغرب للشرق، ودحض الصورة النمطية التي بثها المستشرقون والإمبرياليون عن الإسلام. ويظهر كيف أن الحضارة الغربية مارست تضليلاً ممنهجًا عبر الأدب والعلوم والسياسة لتبرير استعمار الشرق وتحقيره. كما يُظهر الكتاب الفرق بين جوهر الإسلام النقي وبين ما تُروّجه الدعاية الغربية المغرضة.
أهم الفصول:
1- الاستشراق والاستعمار:
تحليل لأساليب الغرب في دراسة الشرق من منظور فوقي وعنصري يخدم مصالح الهيمنة.
2- الديانة الإسلامية في أعين الغرب:
تفنيد للأكاذيب التي نُسجت حول الإسلام ونبيه ﷺ في المؤلفات الغربية.
3- المرأة في الإسلام والغرب:
مقارنة منصفة تُبيّن مكانة المرأة في الإسلام مقارنة بمكانتها في الحضارة الغربية.
4- الاستعمار الفرنسي في الجزائر:
شهادة حيّة على الجرائم التي ارتكبتها فرنسا ضد المسلمين، ودفاع صريح عن كرامة الإنسان العربي.
5- التحول الشخصي: من المشاهدة إلى الإيمان:
رحلة دينيه الفكرية والروحية حتى نطقه بالشهادتين، ونقده للمسيحية الغربية المتحالفة مع الاستعمار.
أهم المقولات:
“لقد شوه الغرب صورة الإسلام ليبرر طغيانه، بينما لم يرَ في نفسه الطغيان ذاته.”
“عرفت الإسلام في بساطة الحياة اليومية للناس، لا في الكتب التي شوهته.”
“من يدرس الإسلام بنزاهة، لا بد أن يذعن لجماله وعظمته.”
“الغرب يتكلم عن تحرير المرأة، لكنه يستعبدها باسم الحرية، بينما الإسلام يكرّمها ويصون كرامتها.”
أهمية الكتاب:
هذا العمل يُعد من أقوى الأصوات الأوروبية التي ناصرت الإسلام عن دراية لا دعاية. وهو شهادة تاريخية من رجل عاش في قلب الغرب، ثم وجد في الإسلام ملاذ العقل والروح. كتاب “الشرق في نظر الغرب” لا يزال وثيقة ثقافية وفكرية تفضح زيف الخطاب الاستعماري وتدافع عن كرامة الأمة الإسلامية بلغةٍ عاقلة وشاهدة.