“الشعرُ إن يشرفْ بكم ما أشمخه”.. شعر: خالد الطبلاوي
(إهداء إلى خير الأنام سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم)
——————-
عذرًا فجِلدُ مشاعري ما أسلخَه
وقصائدي رغمَ الحنين مفخَّخَة
وقريحتي لأبي الكلام محالةٌ
سحلًا، فتبًّا للذي قد شيَّخه
والمادحون يسجلون كرامةً
بمديحكم فبه تكون مؤرَّخَة
فلأنتَ ناصيةُ الخلودِ وكيف لا!
ولذكركم يا سيدي من فرَّخَه
طلَّقتُ دارَ المرجفين ثلاثةً
فمتى أجيد وبُردتي مستنسخَة
فلكم حَلُمتُ بغادةٍ بكريةٍ
فإذا الفنونُ معادةٌ ومُطبَّخَة
وإذا المعاني ثيباتٌ كلها
وبها أناخَ الأولون مضمَّخَة
عذرًا رسول الله إني شاعرٌ
والشعر إن يَشرفْ بكم ما أشمخَه
نبْضاتُ قلبي هاتفاتٌ باسمكم
والنفسُ من صدعِ الفِراق مُشرَّخَة
أنا في الطريق إليك طفلٌ ساذجٌ
وعدُوُّه رصدَ الطريقَ وفخَّخَه
نفسٌ وشيطانٌ وألغامُ الهوى
لكنَّ شوقي راح يطوي فرسخَه
والصَّبُ يخطو لا كخطو مسافرٍ
بل قلْبُه الملهوفُ لما استصرخَه
بالروح سار وللمحبِ معارجٌ
يسمو بها علويةٌ ومُرسَّخَة
جُرحي رسولَ الله ليس بنازفٍ
بسياط فظٍّ جهلُه قد أبلخَه
لكنَّه بيد الذين تلطَّخوا
بيدِ النفاقِ ومثلُهم ما ألطخَه
عشقوا البهارجَ والقصورَ وأخرجوا
من زينة المنهوبِ عجلَ الفخفخَة
عَمَّارُنا في القيد يشكو كربَه
وسُميتي في سجنها مستصرِخَة
والعلم والعلماء صاروا مزحةً
تُرضي أبا جهلٍ بعصر الرَخرخَة
عفوًا رسول الله هذا مسكُنا
قد خاصموه لفاسدٍ ما أزنَخَه
وأتوا بأشباه الرجال تقودنا
لفضيحةٍ سفليةٍ ومزرنَخَة
قد ضج (أهلُ الفقرِ من أهلِ الغِنى)
جاعوا لأجل منافقٍ ما أبذخَه
وبلاغةُ المقتولِ دومًا تنجلي
عند الرحيلِ كبَحَّةٍ أو شَخْشَخَة
صرنا لكل مقامرٍ أضحوكةً
نمضي بصوت سِياطه والنخنخَة
فنفيرنا ما كان إلا لعبةً
نلهو بها ومسلسلًا ما أبوَخَه
يا سيدي إنَّ الحياة مريرةٌ
ما أدبرت عن نوركم ومُلطَّخَة
وطيورُ قلبي كم تحن لدَوحِكم
وجَناحُ قلبي عاجزٌ ما أملخَه
فإليك يا خيرَ العبادِ محبَّتي
أوتادها في القلب تأبى اللخلخَة
وعليك من روحي الصلاةُ يَحفُّها
أزكى السلامِ إذا أتتك مضمّخَة.