الشيخ عطية صقر .. الفقيه الذي تحدّى الدولة في عدة قضايا فقهية
الشيخ عطية صقر (عطية محمد عطية صقر)
الميلاد: 22 نوفمبر 1914م، قرية بهنباي، الزقازيق، محافظة الشرقية (مصر)
الوفاة: 9 ديسمبر 2006م (92 عامًا) في مركز الطب العالمي بالهايكستب، القاهرة، ودفن في قريته: بهنباي
من كبار علماء الأزهر الشريف..
شغل منصب رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر، وكان عضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
– تخرّج في كلية أصول الدين، وعُـيّنَ بالأوقاف فور تخرّجه إمامًا وخطيبًا ومدرسًا، بمسجد عبد الكريم الأحمدي، ونُقل إلى مسجد الأربعين البحري بالجيزة..
– عملَ مترجمًا للغة الفرنسية بمراقبة البحوث والثقافة عام 1955م، خلال عمله بالوعظ، وأصبح وكيلا للإدارة عام 1969م.
– انتخب عضوًا بمجلس الشعب سنة 1984م،
وعُيّن عضوًا بمجلس الشورى سنة 1989م،
ومديرًا للمركز الدولي للسُّنَّة والسيرة بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سنة 1991م.
التليفزيون:
– قدّمَ الشيخ عطية صقر برنامج: «حديث الروح» وبرنامج: «فتاوى وأحكام».
المؤلفات:
– للشيخ عطية صقر أكثر من 31 مؤلفا علميا أهمها:
1- الدعوة الإسلامية دعوة علمية (وهو الكتاب الحاصل على جائزة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية)
2- الأسرة تحت رعاية الإسلام (6 أجزاء)
3- دراسات إسلامية لأهم القضايا المعاصرة.
4- الدين العالمى ومنهج الدعوة إليه.
5- العمل والعمال في نظر الإسلام.
6- الحجاب وعمل المرأة
7- البابية والبهائية تاريخا ومذهبا
8- فن إلقاء الموعظة
الفقيه الزاهد:
– رغم شخصيته القوية، كان متواضعا بسيطا، زاهدا في الدنيا، وبالرغم من شهرته الكبيرة، ومكانته العليا بين الدعاة في مصر، عاش حياته كلها في (شقة) بالإيجار في حي شبرا، وكان يذهب لمبنى التليفزيون المصري لتسجيل حلقات برنامجه الشهير: “فتاوى وأحكام” بالأتوبيس، فهو لم يمتلك سيارة خاصة به طوال حياته.
– قال عنه الدكتور محمود خليل، مدير إذاعة القرآن الكريم الأسبق: (فقيهُ عصرهِ العلّامة الشيخ عطيه صقر كان يجيد الفرنسية كأبنائها، وهو حاصل علي شهادة الحقوق الفرنسية.. رضي اللهُ عنه كان يرتجل الفتوى مسندة وكأنه يقرأ من كتاب)
– بالرغم من وجوده داخل المؤسسة الدينية الرسمية، وقربه من كبار رجال الدولة، لم يهادن يوما، أو يمسك العصا من المنتصف، أو ينحني لرياح السياسة كما تفعل المؤسسات الدينية الآن، بل ظل كما هو.. الشيخ عطية صقر.. عاش ومات فقيرا حُرا، صلدا لا يرهبه أي شيء..
– تحَدّى الدولة وشيوخ السلطان (وما أكثرهم في بلاد المسلمين)، حتى رحيله عن الدنيا.. في عدة قضايا فقهية:
1- ظل يدافع عن الختان، وقال: (ليس الختان عادة موروثة كما يدّعي البعض، وإنما هو شريعة ربانية اتفق على مشروعيتها العلماء، ولم يقل عالم واحد من علماء المسلمين بعدم مشروعية الختان)
2- أفتى بربوية الفوائد البنكية، بل وحرمانية العمل في البنوك بالأساس، وظل يصرخ: (كلُ قرضٍ جرَّ نفعًا فهو رِبا)
3- أفتى بحرمانية مصافحة المرأة الأجنبية، وقال إنها “مقدمة الزنا”
ولذا هاجمته الصحف المصرية، وتطاولَ عليه شيوخ الوقت.. (شيوخ الوقت.. مصطلح أطلقه المؤرخ “عبد الرحمن الجبرتي” على الشيوخ المنافقين في كل زمان ومكان)
موت الأبناء:
– كان الشيخ “عطية صقر” صبورا، يكتم أحزانه، فقد مَرَّ بعددٍ من المحن والاختبارات، فقد ماتت له (ابنتان) وهما في سن الشباب، وكذلك مات ابنه الضابط بالقوات المسلحة، صغيرا، فكان يستقبل خبر رحيل أبنائه بصبرٍ ورضا بقضاء الله، وأبناء الشيخ عطية: (ثلاثة أطباء، ومهندسان، وضابطان بالقوات المسلحة)
– كان الشيخ “عطية صقر” وهو في التسعين من عمره، يكتب الفتاوى بخط يده، ولا يعتمد على غيره.
الأنشطة الخارجية:
تعاقد الشيخ عطية صقر مع وزارة الأوقاف بالكويت سنة 1972م، لمدة سبع سنوات، وسافر في رحلات إلى إيران، ثم إندونيسيا سنة 1971م، وليبيا سنة 1972م، والبحرين سنة 1976م، والجزائر سنة 1977م، كما سافر في مهام رسمية بعد التقاعد إلى السنغال ونيجيريا وبنين والولايات المتحدة الأمريكية وباكستان وبنجلاديش والعراق، وزار باريس ولندن وماليزيا وبروناي وسنغافورة والاتحاد السوفيتي.
عندما قاطعتُ الشيخ عطية:
– أثناء مؤتمر شباب وطلاب العالم الإسلامي بالإسكندرية في 1997م، كان الشيخ عطية صقر يتحدث عن الغناء في الإسلام بين الحلال والحرام، فقاطعتُه، وكنتُ أجلس في الصف الأول، أمامه مباشرةً، فتوقف عن الكلام، ونظر لي نظرة لن أنساها ما حييت، وأحسستُ أنني أذوب كالثلج، وقتها تمنيتُ أن تبتلعني الأرض، وما زلتُ للآن بعد كل تلك السنوات، كلما رأيتُه على الشاشة، أو صورته في جريدة أو على الفيس، أشعر بالخوف، ويعاودني الرعب القديم الذي سكنني من نظرة الشيخ عطية صقر عندما قاطعته بصبيانية..
————
يسري الخطيب