الشيخ مصطفى إسماعيل .. قاريء الملوك والرؤساء
(مُصطفى مُحمّد المُرسِي إسماعيل)
– الميلاد: 7 يونيو 1905م، قرية ميت غزال، مركز السنطة، محافظة الغربية.
– الوفاة: 26 ديسمبر 1978م، بمدينة الإسكندرية (73 عاما)
– نشأ في أُسرة ثرية، وكان جده لا يريد أن يعمل حفيده بالزراعة، والأراضي التي تمتلكها العائلة، فألحقه بكتّاب القرية حيث استرعى ومن اللحظة الأولى انتباه شيخه، لسرعة حفظه، وحلاوة تلاوته للقرآن الكريم.
– من أبرز شيوخ التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، أتقن المقامات وقرأ القرآن بأكثر من 19 مقامًا بفروعها وبصوتٍ عذبٍ وأداءٍ قوي، وقد عُرِفَ عنه أنه صاحب نَفَس طويل في القراءة التجويدية.
– حفظ القرآن الكريم قبل أن يتجاوز الثانية عشرة من العمر في كتّاب القرية، ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القراءات وأحكام التلاوة.
1- بدأ يقرأ أمام الناس، وذاع صيته في محافظة الغربية، حتى جمعهُ القدر بالشيخ محمد رفعت، في سرادق عزاء بالمحافظة، وأُعجبَ الشيخ رفعت بأسلوبه، وطريقة قراءته الجديدة، وأنه لا يقلد أحدًا..
– بدأت شهرة الشيخ مصطفى إسماعيل تتجاوز محافظة الغربية والوجه البحري،
2- وللمرة الثانية يلعب القَدَرُ دورًا رئيسًا في حياة الشيخ، فعند زيارته للقاهرة لشراء بعض الأقمشة التي تناسبه بعد تنامي شهرته، ذهب لرابطة تضامن القراء التي نصحه أحد أصدقائه بزيارتها، وهناك التقى برئيس الرابطة: الشيخ محمد الصيفي، الذي كان قد سمع عنه، وقال له مباشرةً: (انت الشيخ اللي بتتكلم عنه مصر كلها)..وطلب منه الشيخ الصيفي أن يقرأ عليه بعض آيات من القرآن الكريم، فانبهر به، وطلب منه أن يأتي غدا، ليرى كبار القراء في الحفلة الإذاعية التي سوف يُحييها الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي
3- للمرة الثالثة، تبتسم الدنيا للشيخ مصطفى إسماعيل، وتلعب الأقدارُ دورها دائما، كما أمرها اللهُ رب العالمين، إذ تخلّفَ الشيخ الشعشاعي عن الحضور، فما كان من الشيخ محمد الصيفي إلا أن أجلسه على دكة القراءة، وسط اندهاش الحاضرين الذين لا يعرفون مَن هذا الشيخ المجهول، ورفضَ المسؤولون، بِحُجة أن الشيخ مصطفى غير مُعتمَد في الإذاعة..
ولكن الشيخ الصيفي أصرَّ، وأخذ الأمر على مسؤوليته الشخصية، وبدأ الشيخ مصطفى إسماعيل في القراءة، لمدة نصف ساعة المقررة والمُتفق عليها، وما إن انتهى، حتى قفز الناسُ من أماكنهم، وأقبلوا عليه يقبّلونه، وطلبوا منه الاستمرار في القراءة، فظل يقرأ حتى بعد منتصف الليل، والناس يجلسون في خشوعٍ وإجلال.. وكانت تلك الليلة هي بداية انطلاقة الشيخ مصطفى إسماعيل.
4- سَمِعَهُ “الملك فاروق” في تلك الليلة من خلال الراديو، وأُعجب بصوته، وأمر بتعيينه قارئًا للقصر الملكي، على الرغم من أنه لم يكن قد اُعتُمدَ بالإذاعة.
– زار الشيخ مصطفى إسماعيل 25 دولة عربية وإسلامية، وقضى ليالي شهر رمضان المعظّم وهو يتلو القرآن الكريم بها، كما سافر إلى جزيرة سيلان، وتركيا، وماليزيا، وتنزانيا، وزار أيضا ألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية.
– وأيضا زار الشيخ مصطفى إسماعيل مدينة القدس عام 1960م، وقرأ القرآن الكريم في المسجد الأقصى في إحدى ليالي الإسراء والمعراج.
– كان الرئيس محمد أنور السادات من المحبين لصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، حتى إنه كان يقلّد طريقته في التلاوة (عندما كان السادات مسجونًا)، كذلك اختاره ضمن الوفد الرسمي لدى زيارته للقدس سنة 1977م، وقام بقراءة القرآن الكريم في المسجد الأقصى.
– حصل الشيخ “مصطفى إسماعيل” على وسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر، وعلى وسام الأَرز من لبنان عام 1958م، ووسام الفنون عام 1965م، ووسام الامتياز عام 1985م، (بعد موته) من الرئيس مبارك، ووسام الاستحقاق من سوريا، كما حصل على أعلى وسام من ماليزيا، ووسام الفنون من تنزانيا
———–
يسري الخطيب