الصراع علي السلطة يؤجج أزمة شرعية داخل أركان نظام الملالي الإيرانى
تشهد الساحة السياسية الإيرانية صراعًا متصاعدًا بين الأجنحة الحاكمة، حيث تعكس التناقضات السياسية والأيديولوجية بينهم عجز النظام عن تحقيق الوحدة والاستقرار. شائعات استقالة الرئيس مسعود بزشكيان، الانتقادات الموجهة إلى محمد جواد ظريف، وتفاقم الخلافات حول السياسات الداخلية، جميعها مؤشرات على أزمة بنيوية عميقة داخل النظام. هذه النشرة تستعرض أبرز التحليلات الصحفية حول هذا الموضوع.
وتناولت صحيفة اعتماد وجود أحزاب سياسية فعالة لتحقيق الاستقرار السياسي في إيران. وأشارت إلى أن غياب الأحزاب الحقيقية أدى إلى تفاقم النزاعات داخل النظام، مما يعيق حل القضايا الأساسية في البلاد.
فيما تطرقت صحيفة “ستارة صبح ” إلى نقاط الضعف التي يواجهها الرئيس بزشكيان بسبب غياب الدعم النظري والسياسي داخل التيار الإصلاحي. وأشارت إلى أن هذه التحديات جعلته عرضة لهجمات التيار المتشدد.
استقال الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان كانت محل اهتمام صحيفة “كيهان” حيث انتقدت الصحيفة التيار الإصلاحي لانتشار شائعات حول استقالة الرئيس. وأكدت أن هذه الشائعات تهدف إلى إضعاف الحكومة وخلق أزمات سياسية داخلية شائعات
.صحيفة “أرمان علي “أكدت في مقال لها أن المتشددين يشكلون عقبة أمم الإصلاح حيث ناقشت المقالة الدور السلبي الذي يلعبه المتشددون في إضعاف الثقة العامة. وأشارت إلى أن سياساتهم المتطرفة تعيق أي محاولة للتفاهم بين الحكومة والتيارات السياسية الأخرى صحيفة .
ولفتت إلي أن الخيارات المتاحة أمام النظام بين المواجهة الداخلية أو الحوار البناء. وأكدت أن استمرار النزاعات سيزيد من تدهور الوضع السياسي ويعمق الاستياء الشعبي وتناولت المقالة.
فيما شددت صحيفة “جمهوري الي اهمية التسامح في المشهد السياسي حيث دعت الصحيفة إلى العودة إلى نهج التسامح السياسي المستند إلى القيم الإسلامية، معتبرةً أن تجاهل هذا النهج سيزيد من أزمة الشرعية ويعمق الانقسامات داخل النظام
وشددت صحيفة جوان علي أهمية سياسيات الحوكمة والشفافية إذ انتقدت المقالة التناقض في تصريحات المسؤولين حول الوضع الراهن، مشيرةً إلى أن الشفافية في السياسات يمكن أن تسهم في تقليل التوترات.
تناولت الصحيفة السلوك المتناقض لتيار البناء في دعم الحكومة وانتقادها، مما يعزز التوترات داخل الأجنحة السياسية للنظام.
وتعكس اهتمامات الصحف الإيرانية أن الوضع الحالي للنظام السياسي في إيرانيشير بوضوح إلي الانقسامات العميقة والتناقضات الداخلية بين الأجنحة المختلفة.
فمن جهة، يسعى الإصلاحيون إلى استعادة مكانتهم داخل هيكل السلطة، لكنهم يواجهون اتهامات وضغوطاً مستمرة من قبل التيار الأصولي، الذي يتهمهم بضعف الإدارة وخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي. ومن جهة أخرى، يواجه الأصوليون أنفسهم تحديات داخلية وتناقضات أيديولوجية تهدد تماسكهم.
ويتفاقم هذا الصراع على السلطة في وقت تواجه فيه البلاد أزمات اقتصادية واجتماعية شديدة، مما يجعلها في حاجة ماسة إلى الوحدة واتخاذ قرارات فعالة. ومع ذلك، فإن سلوك الأجنحة السياسية، بدلاً من السعي لإيجاد حلول، يؤدي فقط إلى تعميق الخلافات وزيادة السخط الشعبي.
في هذا السياق، فإن شائعات استقالة الرئيس مسعود بزشكيان والاتهامات المتكررة لشخصيات مثل محمد جواد ظريف، تظهر محاولات الأجنحة المتشددة لتصفية المعارضين الداخليين وتعزيز سلطتهم. هذه التحركات لا تؤدي فقط إلى إضعاف الهيكل السياسي للنظام، بل تؤثر أيضاً بشكل مباشر على تقويض شرعيته الداخلية وتعزيز الضغوط الدولية.
رغم وجود مقترحات مثل العودة إلى التسامح وتعزيز الحوار الداخلي، تشير الدلائل إلى استمرار الأجنحة السياسية في نهجها التصادمي. هذا الاتجاه لا يقدم رؤية واضحة لحل الأزمات الحالية، بل يمكن أن يمهد الطريق لمزيد من عدم الاستقرار في المستقبل.